الإسلام..والاهانة مدفوعة الأجر ـ هناء مصطفى

بمناسبة ما تردد مؤخرا عن غضب بعض الأطراف المهمين في الدولة لسبب أو لآخر على انس الفقى وزير الإعلام ، فأهلا بهذا الغضب الذي تأخر كثيرا إن كانت النية تتجه لإصلاح ما أفسده الفقى في الأداء الإعلامى.
لا اقصد بالطبع الإعلام الحكومي الورقي منه الغارق لوشوشته في الديون ، ويحقق البعض منه أعلي نسبة فساد وإهدار للمال العام الذي تتعامل معه حكومتنا بطريقة اللي معاه قرش محيره ، و لا أمل أن يستطيع وزير الإعلام اللاحق أن يكون له دور ولو بسيط في تأديب الصغار وسحب الهبات والعطايا التي منحت لهم ، فوزير الإعلام على سبيل المثال ، ليس من سلطاته أن يحث رئيس تحرير جريدة كبرى كجريدة أخبار اليوم الأسبوعية ، التي أسسها الأستاذان مصطفى وعلى أمين اللذان تربيا في بيت الأمة وتسببت مقالاتهما الساخنة في أن يحلا ضيوفا على المعتقلات والسجون ، لا يستطيع أن يحثه هو أو غيره من الكبار على أن يدخلوا في الموضوع ويكتبوا (بقلب جامد) عن معاناة ثمانين مليونا نصفهم أو يزيد مرضى وفقراء معدمين وعاطلين .
الكاتب حر فيما يكتب، ولكن عيب والله أن يتجول ممتاز القط وهو رئيس تحرير كبير من فضائية إلى أخرى طوال شهر رمضان ولا يجد المعد في تاريخه ونضاله لصحفى قضايا تعرض لها ، ولا شيء يذكر سوى مقاله الأوحد الذي(سمُع) والذي تناول فيه (طشة الملوخية ).. هذا المقال يبدو انه كان فاتحة خير عليه على الأقل إعلاميا، فبعد أن كان القط متواريا، فجأة رايناه يفر بسرعة رهيبة من فضائية إلى فضائية ساردا حكاياته ورواياته وفتوحاته المتعلقة بالمقال القنبلة ، لدرجة اننى تصورت في يوم من الأيام إن برنامج حكاوي القهاوى الذي كانت تقدمه الراحلة سامية الاتربى عاد بمقدم جديد وسط هوجة الغزو الصحفي للإعلام المرئي ، و (لعنت ظني ) بعدما اكتشفت أن القط يتحدث كعادته عن مقاله الشهير للمرة الخمسين بعد المائة ، هذا المقال الذي أشفق فيه على السيد رئيس الجمهورية، قائلا إن الريس لا يتمتع بطشة الملوخية مثلنا ولا يتمتع بالتجول في الأسواق ، الحقيقة أن القط حكاياته بالفعل مسلية ،ولكن عيبه انه صدق أن السيد رئيس الجهورية قد صدق دعاباته ، وعيبه أيضا انه مازال مصرا على أن اسم جريدته (أغبار اليوم) ! على أية حال العيب مش منه !
من المتفق عليه أن وزير الإعلام تنحصر مهامه في مبنى الإذاعة والتليفزيون ، لإدارة شئون العائلات العاملة به بعد أن تم توريث ماسبيرو مشاعا للأجنة في بطون أمهاتهم ،وممن ينظرون من نوافذ المبنى العجيب ويتفرجون على خريجي الجامعات المتفوقين وهم يلقون بأنفسهم في النيل انتحارا لفشلهم في اخذ حقهم الذي سلب منهم ففضلوا الموت كي ينعم أولاد الكبار، إن كان وباء توريث الوظائف في ماسبيرو قد استشرى و يباركه معالي الوزير فلن أطيل الكلام فيه لأنه على ما يبدو شأن داخلي وصار أمرا واقعا ، ولا يصح أن يتدخل أمثالنا في شؤن العزب والعائلات ، ومن مهام وزير الإعلام أيضا أن يوزع الملايين على ثلة بعينها من الممثلين ممن تجاوزوا الستين للقيام بادوار شباب غض بض فيه الطمع ، وربما يتعرض للاغتصاب ، قد يكون الفقى له وجهة نظر فنية في فرض فناني دور المسنين علينا واستبعاد الموهوبين من غير الواصلين ، ولكن ما هي وجهة نظره فيما يبثه من اهانات للمسلمين ، واسأله كيف ولماذا سمحت ببث إعلان تسخر فيه احدي شركات المحمول الأجنبية بعد أن لهفت أموالنا على مدى أكثر من عشر سنوات من الإسلام و المرأة المسلمة ناعتة إياها بالحاجة (روبابيكيا) ! الم تسمع عن هذا الإعلان المسيء للإسلام والمسلمين أم أن الإساءة المدفوعة الأجر تلقى ترحيبا لديكم ، حتى إذاعة القرآن الكريم خرج مذيعوها مؤخرا عن وقارهم وبدوا في إذاعة الإعلانات التجارية بدلا من إذاعة القرآن الكريم و الفقرات الدينية التي بدأت تشح مؤخرا مما دفع البعض إلى الاتجاه نحو إذاعة (نداء الإسلام) بمكة المكرمة تلك الإذاعة التي بالفعل تحترم المسلم وتوقر الإسلام ولم تغير سياستها منذ عقود ،على عكس إذاعة القران الكريم التي نخشى في يوم ما الأيام أن تقدم برامج من نوعية (غمض عينيك وامشي بخفة ودلع ) ، فالوزير الذي سمح بهذا التغيير في تلك الإذاعة ، و أجاز ومرر إعلان شركة المحمول المسيء للإسلام ، و هو نفسه الذي قرر أن لا يبث تليفزيون مصر العريقة، مصر الأزهر، والسبعين مليون مسلم عقب الأذان على القناة الوحيدة التي تذيعه، ولو حديث شريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام أو حتى دعاء وهذا اضعف الإيمان ، كما كان يحدث منذ سنوات ليست ببعيدة ، تلك الظاهرة المحزنة تعز في النفس ، فبالامس وبعد إذاعة أذان الفجر مباشرة ، ما كاد الأذان ينتهي ، حتى أذيعت على الفور أغنية الفنان عبد الحليم حافظ تقول كلماتها ( حبيبي شايفك ..بقلبي شايفك.. شايف كلامك ..ضحكة شفا يفك) اهكذا صار حال الإسلام اليوم ، في مصر في عهد(الفقى) وزير الإعلام ؟ وهل تقليص الفقرات الدينية وعدم احترام نداء الصلاة بالإسراع بإذاعة الأغاني التي تلهب المشاعر وتصرفها عن العبادة حتى في وقت السحر صار من مقومات وزير الإعلام المصري ، أسال الله أن يرفع غضبه ومقته عنا وان لا يجعل مصيبتنا في ديننا ، و يستمر الغاضبون من الفقى في غضبهم أيا كانت أهدافهم وان تكلل مساعيهم في إبعاده عن شؤن الإعلام بنجاح ، و لا يفوتني أن اقسم بالله العظيم اننى بريئة ولا علاقة لي بالمحظورة !

كاتبة وصحفية مصرية

اشكرك على الموضوع