منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

المؤسسة الدينية في مصر ـ د. أحمد دراج

اذهب الى الأسفل

المؤسسة الدينية في مصر ـ د. أحمد دراج Empty المؤسسة الدينية في مصر ـ د. أحمد دراج

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين أكتوبر 29, 2007 3:44 am

الأزهر الشريف أقدم مؤسسة دينية في العالم الإسلامي، ويحظى خريجوه بالاحترام في أوساط العامة والخاصة نظرا لما يتمعون به من علم مقترن باستقامة وخلق قويم، ومن هذا الصرح العلمي الكبير انتشر الدعاة والعلماء في دول العالم الإسلامية وغير الإسلامية، وكانوا قادة وثوارا ضد كل صور الطغيان والظلم والجهل.
ومن عبير الأزهر الطيب أعلام العلماء أصحاب الفضيلة الشيخ عمر مكرم والشيخ المراغي والشيخ سليم البشري والشيخ شلتوت والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ جاد الحق والشيخ الشعراوي والشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي وغيرهم كثير، فقد كان الأزهر عبر تاريخه الطويل يحتفي بحاملي المسك وينفي نافخي الكير بعيدا عن مؤسساته العريقة حتى أتي علينا هذا الزمان الذي يخشى فيه الناس أن يستجيروا من الرمضاء بالنار.
واستخدم منبر الأزهر رأس رمح في معارك التوعية السياسية والاقتصادية التي خاضتها رموز مصرية تاريخية لاستنهاض الهمم واستثمار طاقات التدين الكامنة في نفوس الشعب المصري والأمة العربية والإسلامية، وبعث الروح الوطنية في مواجهة أعداء الوطن طوال تاريخه، بداية من مواجهة الحملة الفرنسية وانتهاء بمواجهة العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.
هذا الدور التاريخي يواجه انتكاسة شديدة تتضاعف آثارها يوما بعد يوم وتظهر في صور التدمير الذي أصاب التعليم الديني تحت عنوان التطوير
وعندما لا يتورع شيوخ أكبر مؤسسة الدينية في مصر والعالم الإسلامي عن إخضاع المقاصد والأحكام الشرعية الإسلامية لمصالحهم الخاصة ومصالح رجال الحكم فعلى القيم الأخلاقية وعلى العقيدة الصحيحة للإسلام السلام، وهذا مافعلته مؤسسات الأزهر الثلاث المشيخة ودار الإفتاء والأوقاف مؤخرا، وما يزال عرض التفريط والانهيار مستمرا بلا انقطاع، وهذا ليس مجرد كلام مرسل بل هي اتهامات تتوفر أدلتها في :
1. ممالأة وزير الداخلية الفرنسي بتأييد الدعوة إلى منع الحجاب في المدارس والجامعات الفرنسية.
2. خضوع مناهج الأزهر لعمليات بتر وقص ولصق استجابة لمطالب قوى خارجية وداخلية أدت لتدمير الأسس التي أنشيء الأزهر من أجلها.
3. الرد المخجل لشيخ الأزهر على الرسوم المسيئة للنبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) بأنه لايصح التهجم على رجل ميت، وهو يقصد أشرف الخلق قاطبة !!!.
4. موقف المؤسسات الثلاث من تدنيس المصحف الشريف في أكثر من مكان، واعتداء البابا بندكت على الإسلام والنبي محمد (صلى الله عليه وسلم ).
5. الصمت إزاء انتشار التزوير والغش والفساد في مؤسسات الدولة والحزب الحاكم.
6. الدعوة إلى التبرك ببول النبي محمد عليه أزكى السلام كما ورد في كتاب المفتي.
7. الاستقبال الحافل لكبير الحاخامات اليهود في مشيخة الأزهر.
8. تحليل الربا بصور ملتوية رغم الفتاوى السابقة التي جرمته.
9. خلط الدين بالسياسة بتأييد مؤسسة الأزهر لترشيح الرئيس مبارك ممثل السلطة التنفيذية في انتخابات الرئاسة الماضية.
10. تحريم نشأة ووجود الأحزاب المعارضة لنظام الحزب الوطني.
11. إعلان أن مقاطعة الشعب المصري للتصويت خوفا من تزوير الانتخابات واستبعاد القضاة من الإشراف عليها يعد بمثابة كتمان للشهادة.
12. الصمت على ما يحدث من انتهاكات في فلسطين والصمت إزاء استمرار الحفريات التي تقوم بها إسرائيل تحت المسجد الأقصى.
13. تبني وزير الأوقاف دعوة المسلمين لزيارة المسجد الأقصي في ظل الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية ومنها مدينة القدس والأراضي العربية الأخرى.
14. تقريظ أحد الكتب المسيئة للإسلام مؤخرا بمقدمة مكتوبة بيد شيخ الأزهر.
15. قرار وزير الاوقاف بمنع التهجد والاعتكاف في رمضان إلا بشروط.
ولم يقتصر الخطب عند هذا المستوى من التفريط فحسب، بل تعددت القرارات التي تهمش دور المسجد في حياة المسلم بالإضافة إلى الآراء والفتاوي التي تخالف شرع الله وتهين الإسلام كدين سماوي خاتم ورسالة للناس كافة، وآخر تلك الآراء الموغلة في توظيف الدين لخدمة النظام الحاكم وإرضائه بتلك الفتوى الخاصة التي حرض فيها شيخ الأزهر أثناء الاحتفال بليلة القدر وفي حضور رئيس الدولة وأجهزتها الأمنية ضد الصحفيين والكتاب وأصحاب الرأي بجلد من كتبوا مستفسرين عن صحة رئيس إثر اختفائه لمدة أسبوعين باعتبار" أن جريمتهم جريمة قذف لم يفرق الشرع فيها بين المسلمين لأن القذف عدوان أثيم علي الأطهار الأخيار من الرجال والنساء " حسب فتوي طنطاوى.
لقد أفتي الطنطاوي بجلد مروجي الإشاعات 80 جلدة بالتمام والكمال، وحرض مرة بعد مرة مستخدما سلطة الدين بعدم قبول شهادتهم ومنع شراء صحفهم ردا على انشار إشاعة مرض الرئيس خلال الفترة الماضية، ووصف الصحفيين الذين تناولوا حالة الرئيس الصحية بأنهم" صحفيو الغيبة والنميمة "،
واستند الطنطاوي في تجريمه لنشر الإشاعات بالآية الكريمة التي قيل فيها ( إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم ) النور 24.
إن هذا التفسير فيه تحريف وافتئات على معاني القرآن الكريم وتطويع معنى الآيات الكريمة للهوى، فقد أهمل الطنطاوي دلالة سياق الآيات وأخضع النص لعمليات بتر معنوى لم يأت بها مفسر مبتديء لا يعرف معاني القرآن الكريم من قبل، حيث ساوى بين الاتهام بالزني من ناحية والخبر غير المؤكد المتعلق برئيس الدولة من ناحية أخرى ومقالات أصحاب الرأي من جهة ثالثة، كما خلط بين اتهام المرأة العفيفة المؤمنة البعيدة كل البعد عن الفاحشة وبين رجال السلطة باعتبارهم محصنين، وهذا ما دعاني للشك في التباس معني الكلمات على الشيخ فرأى أن هناك ترادفا في المعنى بين كلمة المحصنات ( العفيفات ) في الآية والحصانة الدبلوماسية أو حصانة أعضاء الحزب الوطني بعد اختلاط الديني بالسياسي في ذاكرته !!! .
إن تفسير الآيات بهذه الطريقة التلفيقية لو قال به باحث مبتديء لوجب رده ومحاسبته واستتابته، أما وأن قائلها هو شيخ الأزهر فإنه ينبغي علي شيخ الأزهر اعتزال العمل والعودة إلى دراسة معاني المفردات وأسباب النزول ودور السياق في تفسير النص، أو عليه أن يرجع إلى تفسير القرآن -المنسوب إليه- إن كان ما يزال يتذكر أو يعتقد بصحة ما كتب منذ عشرات السنين .
والطامة الكبرى ما جاء لاحقا في تصريحات شيخ الأزهر لصحيفتي الوفد والمصري اليوم: بأنه حر في رأيه ويقول ما يشاء ضمن حرية التعبير وأنه فوق أي مساءلة، ويكملها بيان مجمع البحوث الإسلامية حول نفس الفتوى وترك أعضائه صياغة البيان لشيخ الأزهر المدان بالتحريف لأن يرى في قضية الجلد قضيته الشخصية ( بهذا استنسخ الطنطاوي بيان مجمع البحوث نصا من فتواه السابقة نيابة عن أعضاء مجمع البحوث ).
إن الذين يبحثون عن العصمة باسم الدين عليهم أن يفهموا ويعوا : إنه ليس في الإسلام ولا في شريعته السمحة رجل دين له سلطة دينية وزمنية تعفيه من المساءلة وتجعل لرأيه وتفسيره الخاطيء عصمة مثل رأي رجال الدين المسيحي أثناء عصور الظلام، ففتوى شيخ الأزهر وآراؤه أوقعته في عدد من المحظورات:
1- تحريف الكلم عن مواضعه.
2- الحكم بغير ما أنزل الله
3- مجاملة الحاكم على حساب الشريعة.
4- إرهاب أصحاب الرأي وعامة الشعب بسلطة الدين.
5- طلب العصمة لنفسه وأقواله لدى المسلمين.
فمتى يستعيد الأزهر مكانته العلمية والتنويرية بحمل شعلة الدين الإسلامي وتبليغها بالحكمة والموعظة الحسنة كما كان العهد به ؟ ومتى يحافظ رجال الأزهر على ثوابت الدين وكرامة الوطن والمواطن ولا يحيدوا عن الحق مهما عرض عليهم من المغريات المادية والمعنوية ومهما تعرضوا للإيذاء البدني والمعنوي ؟ ويصدق فيهم قول الحق تعالى ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) الأحزاب 23
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى