منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

شيــخ الأزهـر بقلم أبوالعلا ماضي

اذهب الى الأسفل

شيــخ الأزهـر      بقلم  أبوالعلا ماضي Empty شيــخ الأزهـر بقلم أبوالعلا ماضي

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين أكتوبر 29, 2007 3:31 am

لاشك أن الأزهر كمؤسسة دينية إسلامية عريقة لها من الأهمية ما يستدعي النقاش الدائم حول دورها وتطويره وحل مشكلاته .. إلخ ، ولأن الأزهر مثل أغلب المؤسسات في مصر والعالم العربي والإسلامي تحولت بفعل غياب المؤسسية إلى الفردية وسيطرة رمز أو رئيس هذه المؤسسة أو تلك ، فأصبح ما يصدر عن هذا الرمز أو الرئيس بالغ الأهمية في متابعته والتفاعل معه وهو ما ينطبق تمامًا على الأزهر ورئيسه شيخ الجامع الأزهر فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي ، فلا تمر فترة إلا ويصدر موقفا أو تصريحا أو خطبة مثيرة للجدل ومستفزة لقطاع واسع من الرأي العام أو للرأي العام كله وبالطبع آخرها ما قاله بشأن وجوب جلد الصحفيين ثمانين جلدة بسبب ما ينشرون في الصحف من أخبار سُميت "ترويج الشائعات" ، وهو بالقطع رأي خاطئ لم يقل به أحد من العلماء قط وكذلك رفضه بعد صدوره كثير من أهل العلم الشرعي ، لأنه خلط بوضوح بين حكم قذف المحصنات (أي اتهامهم بالزنا) بغير دليل وبين ما يُنشر في الصحف من أخبار أو أراء سواء كانت خاطئة أم صحيحة أو حتى تلك التي تقع تحت عنوان "ترويج الشائعات" ، والحقيقة ليس المقصود هنا مناقشة تفاصيل هذا الرأي الذي هو رأي خاطئ من الناحية الشرعية الإسلامية وسقطة من الناحية السياسية ، لكنه يسلط الضوء على حقيقة أزمة المؤسسة الدينية الرسمية التي أهم أضلاعها هو الأزهر الشريف جامع وجامعة ، فإذا كان هذا هو موقف ورأي رأس المؤسسة بهذا الضعف من الناحية الفقهية العلمية ومن الناحية السياسية فما بالك بخريجي هذه المؤسسة أقصد الجامعة وخاصة العلوم الشرعية من كليات الدعوة وأصول الدين والشريعة واللغة العربية ، ولقد جمعنا منذ أيام لقاء مع مجموعة من الأصدقاء في مناسبة اجتماعية مع أستاذ علوم شرعية أزهري مرموق وكان يغلب على هذا الجمع صفة التدين والاهتمام بشأن تحسين مستوى الدعاة والخطباء في المساجد ، وقد ذكر هذا الأستاذ الفاضل معلومات وإحصائيات بالغة الأهمية والدلالة منها أن هناك حوالي 90000 (تسعون ألف) مسجد في بر مصر ما يخضع منها لإشراف وإدارة وزارة الأوقاف حوالي 43000 (ثلاثة وأربعون ألف) مسجد أي ما يقرب من النصف ، واعترف فضيلة الأستاذ أن هناك عددا كبيرا منهم وقدرهم بحوالي 5000 (خمسة الآف) إمام لا يصلحون تمامًا ولا يستطيعون إبعادهم عن عملهم لأسباب منها قانونية (قانون العمل) ومنها إجرائية لا يوجد بدائل لهم ، كما أن هناك عددا كبيرا من الباقين يحتاجون لإعادة تأهيل ورفع مستوى من الناحية العلمية الشرعية ناهيك عن باقي المساجد والتي تقدر بنحو 47000 (سبعة وأربعون ألف) مسجد في كثير منها بالإضافة لعدم إشراف أي جهة رسمية عليها كثير من هؤلاء غير مؤهلين بشكل كامل ، وقال أيضًا حينما تُعلن المؤسسة الرسمية عن قبول أئمة جدد من خريجي الكليات الشرعية الأزهرية تقدم حوالي 15000 (خمسة عشر ألف) متقدم لم ينجح منهم سوى 1500 (ألف وخمسمائة) فقط ، أي الأمر يحتاج كما قال هو أكثر من ثلاثين عامًا لحل المشكلة ، وذكر أيضًا الدورات التي حاولوا عملها لرفع مستوى الأئمة وكيف أن الحصيلة ضعيفة جدًا ، وتحدث عن العدد الضخم من المعاهد الأزهرية التي لايوجد بها مدرسون متخصصون أصلاً وهكذا ، وحينما سألته في نهاية كلامه هل معنى هذا الأمر أنه لا يوجد حل أو أنه مستحيل ؟ أجاب بلا ولكن الأمر يحتاج لرؤية وإرادة سياسية لتطوير هذه المؤسسة العريقة لحل مشكلة من أكبر المشاكل التي تواجهنا وهي ضعف هذه المؤسسة وضعف إنتاجها من الدعاة والعلماء وما يترتب على ذلك من آثار خطيرة على المستوى المصري والعربي والإسلامي ، وهذه الخلاصة هي كما يقولون كبد الحقيقة التي ما فتئنا نكررها بأن إصلاح المؤسسة الدينية الإسلامية
الرسمية ، يبدأ بحسن اختيار عالم عميق مجتهد ومستقل لإعادة بناء مشيخة الأزهر من جديد على أسس من استقلال هذه المؤسسة عن السلطة التنفيذية والحكومة ولكنها كيان من كيانات الدولة ، وتخضع للدستور والقانون ورقابة القضاء المصري وللرقابة المالية من الجهاز المركزي للمحاسبات ، لكن مواردها مستقلة وإدارتها منتخبة من هيئة كبار علماء الأزهر التي يمكن أن يُسن تشريعا ينظم شروط عضوية هذه الهيئة وكيفية اختيارها شيخ الأزهر من بينهم ثم يصدر قرار من السلطة التنفيذية وليكن من رئيس الجمهورية بتعيينه بعد انتخابه كاعتراف رسمي من مؤسسات السلطة التنفيذية لشرعية هذا الاختيار ، والحقيقة أن هذا الأمر يحدث الآن ومنذ زمن بعيد بالنسبة للكنيسة المصرية الأرثوذكسية وغيرها ، فمجلس الأساقفة يختار رئيس الكنيسة ثم يصدر قرار جمهوري بهذا الاختيار ، كما أن مواردهم المالية وقرارتهم الإدارية والكنسية والوعظية مستقلة تمامًا عن السلطة التنفيذية ، وبالتالي هذا الأمر معمول به أيضًا في مصر فليس جديدًا أن يعمم على المؤسسة الدينية الإسلامية حتى يتم عمل مشروع تطويري لهذه المؤسسة العريقة على أساس من الرؤية والإرادة المطلوبين وحتى يكون أصغر عالم أزهري خريج هذه المؤسسة من العلم والقوة نموذجًا مشرقًا للمصريين والعرب والمسلمين فضلاً عن أن يكون رئيس هذه المؤسسة أي شيخ الأزهر نموذجًا يثير الطمأنينة والثقة بين الناس جميعًا .
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى