منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين--دسليم العوا (2)

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين--دسليم العوا (2) Empty النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين--دسليم العوا (2)

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء ديسمبر 11, 2007 2:52 pm

- الأصول القرآنية :
فأما القرآن الكريم فإن دستور العلاقات بين المسلمين وغيرهم فيه بينه قول الله عز وجل :
"لا ينهاكم الله عن الذين يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا لإليهم إن الله يحب المقسطين"8" إنما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولوهم ومن ويتولهم فأولئك هم الظالمون" (الممتحنة : 8 ، 9).
والبر : هو الفضل والخير ، والقسط هو العدل فهما بنص القرآن الكريم مطلوبان من المسلم للناس كافة ، بل للخلق كافة ، يستوي في ذلك من الناس من آمن بالإسلام ومن كفر به ، اللهم إلا إذا كانوا يقاتلونه في دينه ، ويخرجونه من داره أو يظاهرون على إخراجه .
وهذا الدستور القرآني عام يشمل غير المسلمين أيا كان دينهم أما أهل الكتاب : اليهود والنصارى فلهم أحكام أكثر تفصيلا لما يليق بهم من البر وما يجوز ، بل ما يندب القرآن إليه ، من الود .


فطعامهم للمسلمين مباح ، وطعام المسلمين مباح لهم ، وهل يستقيم الجوار في الدار وأحد الجارين ممنوع من تناول طعام جاره ؟ !.
"وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متحخذي أخذان" (المائدة : 5) .
ونكاح نسائهم جائز ، بالآية السابقة نفسها ، وإن منع الإسلام رجالهم من التزوج بنساء المسلمين فما ذلك إلا فرع لأصل قرره الإسلام في تنظيم الحياة الزوجية : أن القوامة والرئاسة فيها للرجل وهو لا يؤمن بالإسلام فكيف يؤمن على المسلمة أن تكون له زوجًا ، وهي مكلفة أن تقيم شعائر دينها ، وتطيع ربها ، وبعض الطاعات وبعض المنهيات متصل أوثق اتصال بالحياة الزوجية ، وبعضها متعلق بأخص خصائص العلاقة بين الزوجين ؟ أما المسلم حين يتزوج الكتابية فهو مؤمن بدينها ، ، مصدق بكتابها ، موقر لنبيها ، لا يتم إيمانه إلا بذلك كله ، فأي خشية على دينها تكون منه ؟
وحياة المشتركين - في البيت أو الوطن – لا تخلو من مسائل تثير الجدل ويدور حولها النقاش ، فعندئذ يكون ميزان المسلم الذي يزن به ما يحل له وما لا يحل هو قول الله تعالى :
"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليكم وإلهنا وإلهكم واحد ونحن له مسلمون" (العنكبوت: 46) .
وهذا النص القرآني وإن كان عامًا في كل جدل يتصور وقوعه بين المسلمين وأهل الكتاب ، فإن أولى ما يتبع فيه حين يكون الجدال في أمر ديني ، تجنبًا لإيغار الصدور ، وإيقاد نار العصبية البغضاء في القلوب بل عن عفة اللسان واجبة على المسلم حتى مع المشركين من عبدة الأوثان . ففيهم نزل قول الله تعالى :
"ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوًا بغير علم" (الأنعام: 108)
وفي القرآن الكريم نصوص عديدة تنهي عن موالاة غير المسلمين أو غير المؤمنين ، منها قوله تعالى:
"لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير" (آل عمران: 28)
وقوله سبحانه :
"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانًا مبينًا" (النساء: 144)
وقوله تعالى :
"لا تجد قومًا يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم" (المجادلة: 22).
هذه الآيات ونظائرها ، وهي كثيرة ، تقرر أصلاً قرآنياً خاصًا بوجهة الولاء : لمن لمن يكون ولاء المسلم ؟ وأين يقف حين يقع النزاع أو يحتدم الصراع أو توري الحرب زندها بين المؤمنين والكافرين؟
والجواب في القرآن الكريم صريح قاطع ، إن المؤمن لا يوالي – حينئذ- إلا الله ورسوله والمؤمنين.
وهذا الأصل المحاط بالضوابط التي تحول دون تحوله ‘لى عداوة دينية أو بغضاء عقيدية ، أو فتنة طائفية:
120/1 – فالنهي ليس عن اتخاذ المخالفين في الدين أولياء بوصفهم شركاء وطن أو جيران دار أو زملاء حياة ، وإنما هو عن توليهم بوصفهم جماعة معادية للمسلمين تتخذ من تميزها الديني لواء تستجمع به قوى المناوءة للمسلمين والمحادة لله ورسوله .
ولذلك تكررت في النصوص القرآنية عبارة "من دون المؤمنين" للدلالة على أن الموالاة المنهي عنها هي الموالاة التي يترتب عليها انحياز المؤمن إلى معسكر أعداء دينه وعقيدته ، من حيث هم أعداء لهذا الدين وهذه العقيدة .
120/ 2 – إن المودة المنهي عنها هي مودة المحادين لله ورسوله ، لا مودة مجرد المخالفين ولو كانوا سلمًا للمسلمين . فقد ربط القرآن الكريم النهي عنها في سورة المجادلة بالمحادة لله ورسوله ، وفي سورة الممتحنة بإخراجهم الرسول والمؤمنين من ديارهم بغير حق . "يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم" (الممتحنة: 1)
120/3 إن غير المسلم الذي لا يحارب الإسلام قد تكون مودته واجبة وصلته فريضة دينية ، وذلك شأن الزوجة الكتابية وأهلها الذين هم أخوال أبناء المسلم وجدته وجده ، وكلهم من ذوي الأرحام الذين صلتهم واجبة على المسلم ، ومودتهم قربة يراد بها وجه الله تعالى ، وقطيعتهم ذنب وإثم ، ويكفي هنا ما في الحديث القدسي عن الرحم وتحذير من قطعها:
"............. من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته".
وشأن الجار ، الذي بلغ من تكرار جبريل الوصية به أن ظن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سيجعل له في الميراث نصيبًا: "مازال جبريل يوصني بالجار ، حتى ظننت أن سيورثه".
120/ 4 – إنه لاشك في أن الإسلام يعلي الرابطة الدينية على كل رابطة سواها ، فالمسلم أخو المسلم ، والمؤمنون إخوة ، والمسلم أقرب إلى المسلم من أي كافر ولو كان أبوه أو أخاه أو ابنه ، ولكن ذلك لا يعني أن يلقي المسلم بالعداوة إلى غير المسلم لمجرد المخالفة في الدين أو المغايرة في العقيدة ، بل الأصل هو المودة والبر ، عندما تقوم دواعية وأسبابه – أن يمتنع المسلم عن موالاتهم أو مودتهم ، انتصارًا لدينه ، وانحيازًا لأهل عقيدته .
هكذا فصل القرآن الكريم في أصول العلاقات بين المسلمين وغيرهم وعلى هدي هذه الآيات ينبغي النظر إلى تنظيم هذه العلاقات وتقويم ما كان منه في تاريخنا وتراثنا ، وتوجيه ما يكون في حاضرنا ومستقبلنا . فكيف صنعت السنة ؟

121 – صنيع النبوة :
كان أول لقاء بين الإسلام _ نظامًا للدولة _ وبين غير المسلمين _ مواطنين في الدولة الإسلامية – هو الذي حدث في المدينة المنورة غداة هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليها .
هناك كتب النبي صلى الله عليه وسلم أو أمر بكتابة _ الصحيفة التي يعرفها التاريخ الإسلامي السياسي باسم : صحيفة المدينة ، أو دستور المدينة أو كتاب النبي إلى أهل المدينة فماذا فيها عن غير المسلمين ؟
نقرأ في هذه الوثيقة التي أنشئت بمقتضاها أول دولة إسلامية في التاريخ أنها:
- كتاب من محمد النبي رسول الله ، بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب ، ومن تبعهم فلحق بهم ، وجاهد معهم .
- أنهم أمة من دون الناس .
- وأن من تبعنا من يهود ، فإن له النصر والأسوة غير مظلومين ولا متناصر عليهم .
- وأنه لا يجير مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن .
- وأن اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين .
- وأن يهود بني عوف أمة مع المؤمنين ، لليهود دينهم ، وللمسلمين دينهم مواليهم وأنفسهم ، إلا من ظلم وأثم.
ثم تعد الوثيقة : الوثيقة النبوية تسع بطون من اليهود بأسمائهم فتقرر أن لهم مثل ما ليهود بني عوف وتضيف أن مواليهم وبطانتهم كأنفسهم.
وأن بينهم النصح – هم والمسلمون – على من حارب أهل هذه الصحيفة وأن بينهم النصر والنصيحة ، والبر دون الإثم ، وأن يهود الأوس مواليهم وأنفسهم ، على مثل ما لأهل هذه الصحيفة وأن البر دون الإثم ، وأن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبره.
فهذه الوثيقة تجعل غير المسلمين المقيمين في دولة المدينة مواطنين فيها ، لهم من الحقوق مثل ما للمسلمين ، وعليهم من الواجبات مثل ما على المسلمين ، ويجب أن نقرن إلى هذه النصوص – التي طبقت بالفعل حتى نقض اليهود وعدهم وخانوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فحاربهم
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين--دسليم العوا (2) Empty رد: النظام الإسلامي ووضع غير المسلمين--دسليم العوا (2)

مُساهمة من طرف ميار الأحد ديسمبر 16, 2007 11:33 am

مواضيع شيقة وجميلة
اشكرك عليها
ميار
ميار
عضو مبدع

عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى