منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مراتب العمل الصالح ـ الشيخ سعد الفقي

اذهب الى الأسفل

مراتب العمل الصالح ـ الشيخ سعد الفقي Empty مراتب العمل الصالح ـ الشيخ سعد الفقي

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين ديسمبر 10, 2007 6:39 am

قال صديقي إن والده الميسور حالا يحرص كل عام علي زيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك الحج. ظنا منه أن أكثر الناس أداء للفريضة أقربهم من الله في الدنيا والآخرة. فالرجل لم ينل من العلم إلا أدناه. وكانت كلماته مفتاحا لحوار امتد لأكثر من ساعتين وانتهينا إلى أن الإسلام الذي نعرفه يري أن من أولوياته البحث في الضروريات وهو ما تعارف عليه الناس في السنوات الأخيرة بفقه الأولويات . فأبواب الخير التي يثاب المرء عليها لا تعد ولا تحصي وما يقرب العبد من ربه لا يقف عند حدود الفرائض الوارد بها كثير من النصوص في القرآن والسنة . فهناك من يظنون أن تعمير المساجد وتشيدها من أعظم القربات وأذكر عندما تقابلت منذ سنوات مع أحد الأخوة الميسورين وقد وفقه الله تعالي الإشراف علي إحدى الجمعيات الخيرية التي تري أن من مهامها إقامة المساجد بتبرعات أهل الخير. ترجمة لقول الله تعالي (إنما يعمر مساجد الله من أمن بالله واليوم الأخر) يومها قلت له ألا تري أن هناك من الأولويات ما لا يقل بحال عن ثواب الإنفاق في بناء المساجد وربما يدر عائدا علي صاحبه في الدنيا والآخرة هو أثمر مما تحرصون عليه. لاسيما وأن أرض الله واسعة. ورسولنا هو القائل (وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا ) وبالتالي فبمقدور كل من يريد الصلاة أدائها وفي أي مكان دون الحاجة إلى ما نراه من تبذير و إسراف في كثير من عمارات المساجد وكان رده القاطع (هذا ما نراه صحيحا) فمراتب الخير في الإسلام لا تحتاج إلى بيان والنبي صلي الله عليه وسلم يقول (الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها لا اله إلا الله أدناها إماطة الأذى عن الطريق) ولا يمكن إغفال ما جاء علي لسان الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عندما قال : يكثر الناس في أخر الزمان من الحج بلا سبب يهوون عليهم السفر ويبسط لهم في الرزق. فيهوي بأحدهم بعيره بين الرمال والقفاز. يضرب في الأرض وجاره إلي جنبه مأسور لا يواسيه . وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فالمسلمون هذه الأيام يعانون ويلات الأزمات والأمراض ما ظهر منها وما بطن . ولا يجدون من يشد أزرهم ويخفف عنهم آلامهم فهناك طالب العلم الفقير ذو الحاجة الذي لا يجد من يؤازره والنتيجة الحتمية فشل ذريع لمستقبله وهناك المساكين والفقراء والذين تعرفهم بسيماهم وهم لا يسألون الناس إلحافا ولا يجدون من يسد جوعتهم ويستر عورتهم والأخطر هو فتح الطريق أمامهم إلى عالم الجريمة والرز يله. وهناك من المسلمين المستضعفين القابضين علي دينهم ويدافعون عن الأرض والعرض والمقدسات ولا يجدون من يمد إليهم يد المعونة والنصرة ولو بالطعام والشراب وأن كنا مأمورين بالقتال معهم جنبا إلى جنب لاسيما وقد دخل العدو ديار المسلمين . وهناك أرامل الشهداء وأبناءهم مات عائلهم ومن كان ينفق عليهم ولم يعد لهم في هذه الحياة إلا يد حانية تمسح عنهم أهات الدهر وآلامه . ولا يمكن أن نغفل هذه النظرية المستقبلية التي أرساها هذا المتصوف الزاهد (بشر ابن الحارث)عندما جاءه رجل وقال له يا أبا نصر أنى أردت الحج وجئتك أستوصيك فأوصني فقال له كم أعددت من نفقة الحج .قال ألفى درهم فقال له : هل تريد الحج تزهدا أو اشتياقا إلى البيت أم ابتغاء مرضاة الله . قال والله ابتغاء مرضاة الله . قال هل أدلك علي ما تحقق به مرضاة الله وأنت في بلدك وبين عشيرتك . قال :تعطي هذا المبلغ عشرة أنفس. فقير ترمم فقره. ويتيم تقضي حاجته. ومدين تقضي عنه دينا. ومعين تخفف عنه أعباء عياله. ولو أعطيتها واحداً لتسد بها حاجته فهو أفضل. وهل هناك اسمي من أن يطعم المسلم جائعا أو يداوي مريضا أو يأوي مشردا أو يكفل يتيما أو يقضي حاجة أرملة أو يبني دارا للعلم أو يساهم في مشروع ذي بال . وصدق الله تعالي حيث يقول (أجعلتم سقاية الحاج وعمارة المساجد كمن أمن بالله واليوم الأخر) صدق الله العظيم
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى