هل ينجح أولاد منصور رحباني في إسكات جارة القمر

أصيب أحباب وعشاق السيدة فيروز بصدمة شديدة مما يحدث مع جارة القمر ومنعها من الغناء وتقديم حفلاف، وقرروا الوقوف تضامناً معها في محنتها.. دعا محبي السيدة فيروز في موطنها لبنان وعواصم عربية وغربية إلى اعتصام في تمام الثالثة والنصف بعد ظهر الاثنين 26 يوليو 2010 في مدن بيروت والقاهرة والقدس إضافة إلى ثلاث مدن في استراليا، تحت شعار " لا لمنع فيروز من الغناء.. تضامنوا معنا في وقفات احتجاجية عربية".

المدن التي سيقام فيها الاعتصامات حددت كل واحدة منها شكل الاعتصام؛ ففي بيروت ستكون الوقفة صامتة ولا شيء يعلو صوت فيروز وهناك اقتراح أن يرتدي المتظاهرون زياً موحدا.

ونادى أحباب فيروز القاهريون إلى وقفة احتجاجية في مقر نقابة الصحفيين بوسط القاهرة، بالتزامن مع نظرائهم في بيروت، ويقوم على الوقفة رئيس اللجنة الثقافية في النقابة علاء ثابت، ويشارك عازف العود نصير شمه مدير بيت العود العربي في وقفة أخرى في ساقية عبد المنعم الصاوي بالزمالك يوم الاثنين المقبل، في السابعة مساءً، والتي دعا إليها عدد من المثقفين المصريين.

ودعا أصدقاء ومحبي فيروز من المقدسيون إلى وقفة تضامنية مع وقفة القاهرة وبيروت مع فيروز وأصدروا ملصقاً يحمل صورة فيروز وكتب عليه" لفيروز من قلبي سلام".

الأزمة رغم أنها مشتعلة منذ سنوات عديدة وقبل رحيل منصور الرحباني، إلا أن الخبر الصادم لكل عشاق ومحبي صوت جارة الوادي السيدة فيروز الذي نشر منذ حوالي شهر في جريدة "الأخبار" اللبنانية تحت عنوان "أولاد منصور رحباني يعلنون الحرب على السيدة فيروز"، وأفاد أن أولاد منصور غدي ومروان وأسامة أعلنوا الحرب على القيثارة فيروز بكل السبل الغير مشروعة قبل المشروعة لتكميم صوت فيروز ومنعها من إمتاع الملايين والغناء في لبنان وخارجها.

فيروز التي طالما شدت بأعزب الألحان وأحلى وأرق الكلمات ليس من أعمال الأخوان رحباني وحدهما بل شدت كلمات وأشعار وألحان أناس كثيرين غير الرحبانيين، ولم يسأل أحد من عشاقها عن من صاحب كلمات أو ألحان الأغنية هذه أو تلك تمر هذه الأيام بمحنة ربما تكون كارثة ليس لها وحدها بل لكل عشاقها من أقاصي الأرض وأدانيها.

الحكاية هي مطالبة أولاد منصور الرحباني بما أسموه بحقوق والدهم المادية في الأغاني التي تؤديها السيدة فيروز أو نهاد وديع حداد.. وعلى ذلك انذروها بإنذارات قضائية لهذا الصدد، وكانت الصحف اللبنانية قد ذكرت ا، منصور قبل وفاته كان يلاحق هر الآخر قضائيا بمزاعم حقوقه المادية في أغانيها وإلا سيمنعها من الشدو بها.

قد يكون الأخوين رحباني هم أكثر من كتب ولحن للسيدة فيروز لكن قيثارتنا لها أغان كثيرة لغيرهم من الكتاب والشعراء والملحنين، ولو لم تغني غيرها لظلت كما هي فيروز تلك القامة الطويلة على الساحة الفنية العربية.. فمكتشف صوتها هو الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية، ثم تولاها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية وألف لها أول أغانيها كما أنه صاحب أغنية "عتاب" أشهر أغانيها القديمة، والتي قدمتها جارة القمر في 1955، وتعد هذه الأغنية البداية الحقيقية لتعلق الجمهور بها، كما أن رائعتها "يا مرسال المراسيل" أنجزها لها الكبير فيلمون وهبي وغيرها من الأغاني مثل "جايبلي سلام"، "طيري يا طيارة"، " أسامينا" ، من عز النوم بتسرقني"من انجاز وهبي ايضا.

وشدت فيروز أيضا من ألحان موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب "ياجارة الوادي"، "سكن الليل"، "خايف أقول اللي في قلبي".. ولها من ألحان موسيقار الشعب سيد درويش "زروني كل سنة مرة"، "طلعت يا محلى نورها" وغيرهم من الملحنين مثل سعيد عقل الذي يعتبر أكثر من لحن لها بعد الأخوان رحباني، وذكي نصيف، وظريف لبنان نجيب حنكشالذي قدم معها "اعطني الناي وغني"، وابنها زياد الرحباني الذي قدم معها أغنية من كلمة واحدة هي "ياليل".

وغنت كلمات العديد من الكتاب والشعراء مثل إيليا أبو ماضي وجلال الدين الرومي وابو نواس وعنترة ابن شداد ونزار قباني وجبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وسعيد عقل الذي غنت له رائعتها "زهرة المدائن"، التي طالما أججت فينا مشاعر العروبة وتذكرنا دائماً بقضيتنا جميعا قضية القدس وفلسطين.

فيروز رغم ن القضية قديمة، لم تعلق عليها ولو بأي كلمة، وفاء لعشرة العمر التي بين الرحبانية وزوجها عاصي الرحباني.. وعندما نقول الرحبانية فإننا نقصد الثلاثة "فيروز وعاصي ومنصور"، وليس الأخوين فقط.

وفيروز أو نهاد وديع حداد ولدت في إحدى قرى قضاء الشوف في محافظة جبل لبنان، انتقلت لتعيش في بيت بسيط في منطقة زقاق البلاط في بيروت وهي صغيرة، ووالدها هو وديع حداد فلسطيني من الناصرة وقد كان يعمل في مطبعة لوجور ووالدتها تدعى ليزا البستاني التي توفيت في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيروز أغنية "يا جارة الوادي".

اشتهرت منذ صغرها بغنائها بين أفراد العائلة وفي تجمعات الحي، بدأت عملها الفني في عام 1940 كمغنية كورس في الإذاعة اللبنانية عندما أكتشف صوتها الموسيقي محمد فليفل وضمها لفريقه الذي كان ينشد الأغاني الوطنية. وألف لها حليم الرومي مدير الإذاعة اللبنانية أول أغانيها ومن ثم عرفها على عاصي الرحباني الذي صدرها إلى عالم النجومية.

وكانت انطلاقتها الجدية عام 1952 عندما بدأت الغناء لعاصي الرحباني، وكانت الأغاني التي غنتها في ذلك الوقت تملأ كافة القنوات الإذاعية، وبدأت شهرتها في العالم العربي منذ ذلك الوقت، كانت أغلب أغانيها آنذاك للأخوين عاصي ومنصور الرحباني.

تكاد تكون فيروز تلك الحالة الخاصة في تاريخ الأغنية العربي، هي الوحيدة التي لم تغني للرؤساء والملوك، مما جعلها ظلت كبيرة في عيون كل محبيها، كما وضع مسافة بينها وبين التيارات السياسية، مما ضمن لأغانيها وخاصة الوطنية الخلود في قلوب عشاقها يتوارثونها جيلاً بعد جيل.

وقد تزوجت من عاصي في 1955، ولها منه زياد عام ولد في 1956 ثم هالي عام 1958 وهو قعيد، ثم ليال عام 1960 (والتي توفيت في عام 1988) وأخيراً ريما عام 1965.