منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة العاهرات الخمس! ـ فراج إسماعيل

اذهب الى الأسفل

قصة العاهرات الخمس! ـ فراج إسماعيل Empty قصة العاهرات الخمس! ـ فراج إسماعيل

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يونيو 23, 2009 2:47 am

عندما يتعلق الأمر بالعرض والشرف والفضيلة والأخلاق وسيرة الناس، ننحي الكرة ونتائجها جانبا أو ننساها تماما ونتفرغ لهذا الموضوع الأهم.
نسي العرب والعجم مباراة مصر وأمريكا والهزيمة المفاجئة المدوية واهتموا بما أرادها البعض فضيحة أخلاقية. تراجعت النتيجة الكروية إلى هامش الصفحات وسواقط الأخبار الفضائية والالكترونية وصار موضوع صحيفتي أخبار الأحد المستقلة وستار اليومية اللتين تصدران في جوهانسبرج، هو العنوان الأثير في كثير من وسائل الاعلام العربية والأجنبية، وبنفس العبارات المثيرة التي امتنع عن تكرارها هنا.
لن أدافع بعبارات انشائية ولم أسع للتبرئة، بل سعيت للخبر اليقين. وأقسم بالله لو كان صحيحا لكتبته دون أدنى مواربة، فكما لا يمكن السكوت على قذف الناس بالباطل، لا يمكن أيضا قطع اللسان وغلق الأفواه عن ذكر الحقيقة حتى لو كانت مريرة كالعلقم، فضائحية بسواد الليل.
وبعد تحر عن طريق مراسلين وصحافيين عرب يغطون فعاليات بطولة كأس القارات، منهم الزميل والصديق الاعلامي التونسي ظفرالله المؤذن، تأكد أن القصة صفراء مبتذلة مخترعة بواسطة الصحيفتين، ولا يوجد محضر في الشرطة يتعلق ببنات الهوى أو الليل.
السرقة حدثت في غرف بعض اللاعبين، وهناك أربعة أشخاص حامت حولهم شبهة السرقة، وتقوم الشرطة حاليا بالتحقيق معهم.
داني جوردان رئيس اللجنة المنظمة لبطولتي كأس القارات وكأس العام اكد أيضا عدم تطرق محضر الشرطة لهذه القصة المختلقة والبذيئة.
أما المفاجأة فهي خاصة بقسم الشرطة الذي حرر فيه المرافق الموريتاني لبعثتنا محضر السرقة، فقد قال المسئولون فيه إنهم لا يعلمون شيئا عن موضوع الخمس بنات، ولا علاقة لهم بالخبر الذي نشرته الصحيفتان، وكل منهما نسبته لمصدر شرطي مجهل!
أنا في العادة لا أقبل نشر خبر مجهل، فإذا سلمني محرر خبرا يقول فيه "قالت مصادر رفضت ذكر اسمها – هذا على سبيل المثال – أرد إليه خبره وأقول له ألقه في أقرب صندوق زبالة، فاذا كان مصدرك لا يريد ذكر اسمه، فان خبره لا يساوي عندي ولا عند القارئ أو المشاهد مثقال ذرة!
تقرير الصحيفتين من تلك النوعية. خبر بهذه الضخامة والجسامة والقذارة والفتك والشراسة، كيف أقبله من مصدر مجهل؟!
الخلاصة أن أبناءنا أبرياء من الذم والقذف.. لكننا لابد أيضا أن نميط اللثام عن خطأ آخر من الأخطاء الدبلوماسية المجاملة وقعت فيه بعثتنا فأشعلت النار في البنزين الذي سكبته الصحيفتان الصفراوان.
الغلط أن المسئولين عن البعثة لم يبلغوا الشرطة بأنفسهم، وقللوا من حادث السرقة، مجاملة للأشقاء في جنوب أفريقيا، باعتبارات كثيرة، أرجحها أنهم تلقوا نصيحة بذلك من سفارتنا هناك، ومعروف طبعا لغة العجز والاستهانة بمصالحنا التي يتبناها بعض سفاراتنا وقنصلياتنا في الخارج مجاملة للدولة المضيفة، ولابد أن مصريين كثيرين قادهم حظهم العاثر إليها!
ومن الاعتبارات أيضا عدم الاساءة لدولة أفريقية تستعد لاستضافة كأس العالم أمام بعض المعارضات الدولية التي تتخوف من حالة الأمن السيئة فيها، وهناك أكثر من دولة غربية وآسيوية جاهزة لأن تكون البديل فورا وبدون ابطاء.
ولولا أن المرافق الموريتاني تطوع من تلقاء نفسه وأبلغ الشرطة، ما تحرك أحد من بعثتنا، وأزيدكم هنا من الشعر بيتا، بأن المسئولين عن البعثة لم يريدوا ذلك، وفكروا في سحب المحضر، لكن التفكير جاء متأخرا، إذ أن أمر السرقة كان قد وصل للصحيفتين فنشرتا القصة المفبركة.
ولعب الغباء الاعلامي دورا سيئا في تكبير الفبركة وتحويلها إلى عاصفة دولية هزت مصر، فبدلا من أن تطلب البعثة من مرافقها الموريتاني التدخل بنشر النص الصحيح للمحضر الذي تحرر لبلاغه، خرجت من دهاليز البعثة تصريحات تقول إنها بصدد إصدار بيان بشأن ما نشر.
وكأنهم سيأتون بالبيان على جمل من وزارة الخارجية في القاهرة، أو من مقر الجبلاية، مر وقت طويل بين ذلك التصريح وبين صدور البيان. وفي ذلك الوقت الطويل التقطت مواقع الكترونية القصة وأضافت عليها ونقصت وهي تتوقع أن يعلن البيان عن معاقبة بعض اللاعبين وترحيلهم إلى القاهرة.
أبسط القواعد هنا أن تخاطب السفارة كلا من رئاستي تحرير الصحيفتين، وأن تنشر تكذيبا مع صورة المحضر، وتلجأ لقسم الشرطة الذي يحقق في السرقة للتحقيق أيضا، أو اللجوء إلى داني جوردان ليقوم بهذه المهمة بنفسه.
لا السفارة خاطبت أو تحركت ولا بعثتنا رأت في الفبركة خطورة كبيرة، إلا بعد أن تدحرجت كرة الثلج وكبرت إلى الحد العاصف الذي سيطر على ليل القاهرة بعد الهزيمة القاسية من أمريكا والصراحة المطلقة من عمرو أديب.
والسؤال هنا: هل أخطأ عمرو أديب؟!
البعض الذي انتقده نسى أنه صحفي وإعلامي، يتنفس بالخبر واستقاء المعلومة. مهمته أن يبحث عن ما وراء الحريق، لا أن يقوم بدور رجل المطافئ.
صحيح أنه تحت تأثير الغضب من نتيجة المباراة القاسية والهزيمة المؤلمة والأداء المنهار من لاعبينا، استعمل تعبيرات قاسية، لكنه في مواجهة معلومات صحفية لم تقتصر على صحيفتين في جنوب أفريقيا، بل وصلت إلى صحف ومواقع الكترونية كبيرة في العالم، لم يعلق عليها سمير زاهر إلا بتصريح مقتضب.
ماذا يفعل صحفي سدت أمامه أبواب المعلومة وهو يجد نفسه أمام أخبار متدفقة من كل حدب وصوب تقول بصريح العبارة أن منتخبنا أمام فضيحة أخلاقية من العيار الثقيل؟.. ماذا يفعل وقد التقطت وسائل الاعلام المصرية والعربية التقارير ونشرتها دون أدنى تكذيب أو رد فعل قوي من المسئولين عن البعثة المصرية.
الخبر سلعة سريعة التلف.. إذا لم تستعملها في لحظتها عطنت وفسدت. كذلك هي سلعة نفاذة، رائحتها لا تطاق إذا لم يلجأ الشخص المعني بالتعليق عليها ونفيها أو تأكيدها في اللحظة والتو.
أراني أتكلم بحديث أصحاب المهنة، ولكن هذا هو مقام عمرو أديب، فهو لم يفتر الاتهامات، وهو أيضا صحفي وليس رجل مطافئ، ولكن يبدو أن رجال سمير زاهر تعلموا من حكومتنا السنية حكمتها الأبدية.. لا أسمع .. لا أرى.. لا أعلق!!
إذا كان هناك من اعتذار لأبنائنا من حديث السوء الذي استهدف أعراضهم، فأولى أن يأتي من رئاسة بعثتهم التي لا تزال تعيش في العصر الحجري معتقدة أن خبرا تنشره صحيفة في الجنوب الأفريقي لن يسمع به أحد في القاهرة.
يا جماعة نحن لسنا مهزومين في الكرة فقط.. بل أيضا في الاحساس والحواس والوعي بأننا نعيش في قرية صغيرة من أقصى العالم إلى أدناه.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى