منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اتق اللّه.. يا جمال

اذهب الى الأسفل

اتق اللّه.. يا جمال Empty اتق اللّه.. يا جمال

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء يوليو 22, 2008 2:51 am

بمناسبة مشروع «البث.. هُسْ».. الصادر عن «شلة» الفكر الجديد.. وبمناسبة ٢٣ يوليو المباركة..، أقرأ الآن مذكرات الضباط الأحرار لأقارن بين الماضي والحاضر فأعجبني نص الرسالة التي كتبها - كمال الدين حسين - عضو مجلس قيادة الثورة، إلي «جمال» عبدالناصر، عندما أصدر الأخير قانونًا في ٢٥ مارس ٦٤..، وقرأ كمال الدين حسين بنوده، فصرخ:

«هذا ظلم.. فرعون نفسه لم يحكم البلاد بقانون مثل ذلك القانون..»، وخطورةالقانون - كما قال - أنه يتضمن اعتداء صارخًا علي وثيقة حقوق الإنسان، ولجميع المبادئ الدستورية، بل للقوانين العادية.. «فهو يخوِّل لرئيس الجمهورية، ودون إبداء الأسباب أن يقبض علي المواطنين، وأن يحتجزهم فيما أسماه مكانًا أمينًا.. وأن يكون لسلطات التحقيق سلطات مطلقة، وغير مقيدة بما ورد في قانون الاجراءات الجنائية..»، (بالضبط كما ورد بمسودة «البث - هُسْ» بأن قرارات الجهاز لا طعن فيها، ولا تعليق عليها، ولا حتي الكلام عنها!!).

وكان هذا سبب ثورة كمال الدين حسين علي القانون.. ومهاجمته له، فهو قانون ضد سيادة القانون، ويقضي علي كل صوت يرتفع بكلمة «لا».. مما استدعاه أن يكتب إلي «جمال».. وهذا نص الرسالة:

بسم اللّه الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة اللّه وبركاته.. وبعد..

لا خير في إذا لم أقلها لك.. اتق اللّه..، ومن يتق الله يجعل له مخرجًا..، ومن يتق اللّه يجعل له من أمره يسرا.. ومن يتق اللّه يكفر عنه سيئاته، ويعظم له أجرًا..

اتق اللّه

قالها اللّه سبحانه وتعالي لنبيه الكريم (يا أيها النبي اتق اللّه، ولا تطع الكافرين والمنافقين).. اتق اللّه.. ولا تكن ممن قال فيهم اللّه سبحانه وتعالي: (وإذا قيل له اتق اللّه - أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم).. اتق اللّه.. أراد الله بها الرسول والمؤمنين، وأمر بها الرسول أصحابه المؤمنين.. وقالها الخلفاء، والأئمة، والولاة لبعضهم بعضًا..

اتق اللّه

قالتها تلك الأمة التي أعزها اللّه بقوله «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر، وتؤمنون باللّه».. صدق الله العظيم.

وسلامي علي من اتبع الهدي.

١٢/١٠/١٩٦٥ إمضاء: كمال الدين حسين

ويقول كمال الدين حسين:

كانت رسالتي لجمال نصيحة - أن يتقي اللّه - بعد أن وجدت الفساد - بدأ - ينتشر في البلاد.. والحريات أصبحت شعارات.. والمحاكم الاستثنائية، والتلفيقات والزج بالأبرياء في السجون..

فـ «جمال» هو الذي رمي الرئيس محمد نجيب في المعتقل بلا محاكمة.. واعتقلني ليلة زفاف ابنته في ١٤ أكتوبر ٦٥.. واعتقل د. رشوان فهمي نقيب الأطباء.. وأبعد خالد محيي الدين لمطالبته بعودة العسكر إلي ثكناتهم وترك الحكم للمدنيين.. وبسبب سياساته، وانفراده بالسلطة استقال يوسف صديق.. ثم صلاح سالم.. ثم عبداللطيف البغدادي و.. و.. و.. وظل الصراع علي السلطة بين جمال وعبدالحكيم عامر إلي أن وقعت الكارثة في ٦٧، التي «دمرت» آمال وطموحات وأحلام العرب وزلزلت ثقة المصريين في حكامهم وفي أنفسهم!

واليوم بعد ٥٦ سنة من الحركة المباركة، وبعد كل ما جري لنا، وما حدث من حولنا من تحولات، ومتغيرات في كل أرجاء الدنيا.. وبعد أن وقعنا علي مواثيق، واتفاقيات، ودخلنا في شراكات.. ورغم كل ما وصلنا إليه من فقر، وتخلف، وذل، ومهانة، واحتقار من كل السفارات والقنصليات الأجنبية علي أرض مصر.. تخرج علينا «الشلة» بمشروع قانون مشابه تمامًا للقانون الكارثة الذي أصدره «جمال» في ٦٤..، والفارق أن جمال ٥٦ كان يعيش في عصر فرانكو، وموسيليني، وشاوشيسكو.. أما الآن فقد تجاهلوا أن هناك محاكم جنائية دولية تصدر أحكامًا بضبط وإحضار «الرئيس» وهو في السلطة!!. وأن العالم المتحضر لن يسمح بالعودة للخلف، وأن الرأي العام المصري لن يسكت أو يرضخ لهذا الاحتقار بعد أن كره الاحتكار!!

مفهوم أن «الشلة» المستفيدة تحاول «الترتيب»، و«التمهيد» لمن سيجلس علي الكرسي الكبير في ٢٠١١ ليجلس مستريحًا، و«يدلدل رجليه»، متسترًا خلف «أجهزة» أخطرها سيكون جهاز «البث - هُسْ» لقمع أي مصري «يلسِّن» بكلمة، أو حتي «يغمز» بطرف عينه، أو أي قناة أو برنامج يتجاوز الخطوط الزرقاء أو السوداء التي سيضعها الجهاز، وليس من حق أحد أن «يعلِّق» أو حتي يطعن علي قراراته، حتي القضاء المصري ليس من حقه، ولا سلطان له!!

هل في تصورهم أن يظل الرئيس القادم هو «الملاذ» ليستنجد به المظلومون، يستعطفونه.. يناشدونه.. يترجونه.. «فيتعطف» بالإفراج.. و«يحن» علي من يشاء.. و«يعفو» عمن يريد؟ أم خرسًا للأصوات التي يمكن أن تتحدث عن الفساد؟

أساتذة.. جهابزة.. ولكنهم «جاهلون بأن الشعب من البواب، حتي سائق التاكسي «فاهم»، و«عارف»، و«كاشف» ألاعيبهم، وحيلهم.. ولهذا وبكل أسف لا يتفاعل معهم، ولا يشارك في عجلة التنمية، بل ينتظر بشغف نهاية المسرحية، ونهاية قصيري القامة؟ «يا شِلة»: اتقوا اللّه.. يجعل لكم مخرجًا.
د.محمود عمارة
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى