منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اغتيال العقول العراقية الأهداف و الخلفيات

اذهب الى الأسفل

اغتيال العقول العراقية الأهداف و الخلفيات Empty اغتيال العقول العراقية الأهداف و الخلفيات

مُساهمة من طرف yolafamely64 الثلاثاء يونيو 10, 2008 10:32 am

أضحى العراق منذ احتلاله مسرحا لعمليات قتل و اغتيالات واسعة مـمنهجة، ومسلسل للتصفيات استهدفت عددا كبيرا من شخصياته العلمية من علماء و أطباء ومهندسين وأساتذة جامعيين ومفكرين في شتى الاختصاصات.
لكن ظاهرة اغتيال علماء العراق باتت متنامية بشكل متسارع، ساهم في تفاقمها حالة الانفلات الأمني و الفوضى التي تعرفها البلاد، ويظهر أن هذه الاغتيالات جزء من استراتيجية "الفوضى المنظمة" التي يتبعها الاحتلال الأمريكي منذ الغزو لتطويع العراقيين وإخضاعهم.
حيث أكد تقرير أمريكي بأن جهاز الاستخبارات الخارجية الصهيونية – الموساد - بالاشتراك مع القوات الأمريكية في العراق تمكن حتى الآن من قتل 350 عالما عراقيا و أكثر من 200 أستاذ جامعي في المعارف العلمية المختلفة , وفي إحصائية نشرتها جريدة المركز الدولي لرصد الانتهاكات في العراق بأن نحو 500 عالم عراقي قد تم اغتيالهم على أيدي مجهولين وفق قائمة معدة سلفا تضم أكثر من 1000 عالم عراقي و أن أحد أسباب انتشار الانفجارات في بعض شوارع المدن العراقية يكون المستهدف منها قتل العلماء.
خصوصا و أن الصرح العلمي العراقي قد ضم مدرسة علمية متفردة ومتعددة الجوانب في المجال الطبي والنووي والكيماوي والبيولوجي، ويكفي القول أنه في مجال العلوم النووية فقط وصل عدد المتخصصين العراقيين إلى عدد يتراوح ما ين 200 و 300 عالم، وهم متميزون بمكانتهم العلمية وخبرتهم وتفوقهم حيث تخرجوا من أكفأ المدارس العلمية الأمريكية والإنجليزية والروسية.
لنتساءل من المستفيد من نزيف العقول العراقية ؟ و لماذا تستهدف هذه العقول البشرية العلمية البعيدة في أغلبها عن الانتماء المذهبي والتوجه السياسي سوى أن ميزتها الوحيدة هي التميز العلمي والنبوغ المعرفي والانتماء الوطني؟و ما هي التداعيات المستقبلية لأعمال التصفية الجسدية التي تطال العلماء؟
-1 علماء العراق من المغازلة إلى التصفية
يعود تاريخ اغتيال علماء العراق إلى وقت بعيد لكنه ارتبط في أذهاننا بقتل العلماء والخبراء الفنيين العراقيين العرب العاملين في برامج التسليح العراقية فمنذ بدء البرنامج النووي العراقي عملت دول عديدة منها إسرائيل على تعقب العلماء العرب و نذكر هنا : عالم الذرة المصري يحيي المشد عندما اغتالته عناصر الموساد في باريس صيف 1980 و العالمة المصرية سميرة موسى، ومع ذلك لم تتنازل أمريكا عن إصرارها تضمين قرار مجلس الأمن 1441 بندا يسمح لمفتشي الأمم المتحدة مساءلة و استجواب العلماء العراقيين .
والواقع أن الولايات المتحدة الأمريكية لم تفتأ تغازل علماء العراق منذ حرب الخليج الثانية قصد استقطابهم إلى مراكز أبحاثها و جامعاتها ومختبراتها ويبرز في هذا الصدد قرار تسهيل منح العلماء العراقيين الراغبين في إفشاء أسرار أسلحة الدمار الشامل الحصول على الجنسية الأمريكية.
كما تم سن قانون خاص لهجرة العلماء العراقيين صادق عليه مجلس الشيوخ الأمريكي في نوفمبر من العام 2002، ويقضي بمنح العلماء العراقيين الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية بطاقة الهجرة الأمريكية الخضراء، مستغلة بذلك الحصار المفروض آنذاك على العراق كي تجعل من اللجوء إلى الدوائر الأميركية حلاً معقولاً أمام العلماء, الذين لا يطيقون هذا الوضع البائس, وتعدهم بآفاق بديلة أكثر إشراقاً لكنها فشلت في هذا المسعى, وهذا واضح أثناء الخطاب التحريضي ضد العراق في مجلس الأمن (5 شباط / فبراير 2003), لوزير الخارجية الأميركي كولن باول حيث لمح إلى إمتعاض إدارته من إمتناع علماء العراق عن التعاون مع فرق المحققين الدوليين, ومن مراوغاتهم لإخفاء حقائق التطور الذي بلغوه تقنياً, وإصرارهم على عدم الإدلاء بأقوالهم، ولأن الغالبية العظمى من العلماء العراقيين رفضت كل هذه الإغراءات.
إلا أنه منذ غزو العراق انطلقت حملة المطاردة و التحقيق والاعتقالات الجماعية لعلماء عراقيين و الأرقام المعلنة تشير إلى أن حوالي 17 ألف من العلماء و الأساتذة أجبروا على الرحيل من العراق منذ بدء الاحتلال كما أن الذين قرروا البقاء في الأراضي العراقية خضعوا لمراحل طويلة من الاستجواب والتحقيقات الأمريكية والتي ترتب عليها إخضاعهم للتعذيب، وهذا ما أشار له تقرير صادر عن مختبرات سانديا القومية الأمريكية المتضمن برنامجا أمريكيا لاحتواء علماء العراق، و تبني الولايات المتحدة الأمريكية برنامجا تقدر كلفته بملايين الدولارات لاحتواء واستيعاب العلماء العراقيين خاصة الذين كانوا يعملون في برامج التسليح و إلى عشرات العلماء داخل سجون الاحتلال الأمريكي يلقون أبشع أنواع التعذيب إضافة إلى تردي الأوضاع الاقتصادية و الإجتماعية والأمنية لهؤلاء العلماء , وهذا ما أكده الدكتور عصام الراوي رئيس رابطة التدريسيين العراقيين مشيرا كذلك إلى الظروف القاسية التي يتعرض لها العلماء و أساتذة الجامعة ونذكر هنا: حادثة اغتيال الدكتور غائب الهيتـي الأستاذ في الهندسة الكيماوية بجامعة بغداد والدكتور مجيد حسين الأستاذ بكلية العلوم بنفس الجامعة والمتخصص في مجال بحوث الفيزياء النووية وخاصة مجال الطرد الذري, ورئيس جامعة بغداد الدكتور محمد الراوي , وعميدة كلية الحقوق بجامعة الموصل الدكتورة ليلى عبد الله هي و زوجها مذبوحين داخل منزلهما.
حيث يدل تحليل الإحصائيات التي أعدتها "رابطة التدريسيين الجامعيين" في بغداد أن % 80 من عمليات الاغتيال استهدف العاملين في الجامعات، ويحمل أكثر من نصف القتلى لقب أستاذ وأستاذ مساعد، وأكثر من نصف الاغتيالات وقعت في جامعة بغداد، تلتها البصرة ثم الموصل والجامعة المستنصرية. و62 % من العلماء المغتالين يحملون شهادات الدكتوراه، وثلثهم مختص بالعلوم والطب، و17 % منهم أطباء ممارسون، وقد قُتل ثلاثة أرباع العلماء الذين تعرضوا لمحاولات الاغتيال.
من هنا يمكننا القول: إن أبرز الأسباب التي دفعت الصقور والحمائم في الإدارة الأمريكية على حد سواء، للتحريض على احتلال العراق والسيطرة عليه مدفوعين برغبة صهيونية جامحة هو تلك الثروة العلمية الهائلة الموجودة في العراق والمتمثلة بالعلماء والخبراء العراقيين في شتى المجالات، والذين استطاعوا بناء وتطوير القدرات العسكرية العراقية التي لطالما أقضّت مضجع الإدارة الأمريكية والصهيونية. وهو ما أكده الجنرال فينيست بروكس بقوله: " الولايات المتحدة الأمريكية لها أهداف أخرى أيضاً غير الإطاحة بصدام، وعلى الأخص القضاء على مقدرة العراق على تطوير أسلحة نووية أو كيماوية أو بيولوجية...". ولهذا رافق القوات الأمريكية لحظة دخولها الأراضي العراقية المئات من عناصر استخباراتها، ومن المخابرات الإسرائيلية المتخصصة في الساحة العراقية؛ وكانت مهمة هؤلاء المتخصصين ذوي الملامح الشرقية تتركز في نقل القطع الأثرية من داخل المتاحف العراقية، وبعض الوثائق والخرائط المهمة ذات السرية العالية المحفوظة داخل قبو المخابرات العراقية، وبعض الوثائق الدقيقة عن يهود العراق وممتلكاتهم ونسخة تاريخية مهمة من (التوراة).. والبعض الآخر من هؤلاء كانوا متخصصين في صناعة الصواريخ والقنابل المهمة، وقد توجهوا فور وصولهم العراق، إلى أهم المراكز الصناعية وكانوا يمتلكون مخططاتها الصورية التي التقطوها عن طريق الأقمار الصناعية، أو عن طريق عملائهم، هذا بالإضافة لـ خرائط ميدانية لهذه المنشآت، فضلاً عن صلتهم أيضاً بأحد التنظيمات السياسية العراقية التي سهّلت المهمة لهم. وبعد أن تم الوصول إلى أهم المنشآت الحيوية العراقية فُكّكت كل هذه التجهيزات المهمة ونقلت بسرية تامة إلى تل أبيب. وهو ما أكده أحد الضباط السابقين في المخابرات العراقية بقوله: إن عدداً من الخبراء الإسرائيليين دخلوا بغداد مع القوات الأمريكية أثناء اجتياحها للعاصمة العراقية في مطلع إبريل من العام 2003، وتوزعوا على عدد من المواقع العلمية والصناعية والأثرية والأمنية ونقلوا وثائق ومعدات وأجهزة وآثاراً ووثائق، وأخذوها إلى إسرائيل بمساعدة القوات الأمريكية وعدد من العراقيين الذين جاؤوا مع الجيش الأمريكي. وقال الضابط العراقي: إن من بين المواقع التي حرص الإسرائيليون على دخولها وتفكيك معداتها موقع التويثة للطاقة النووية العراقية، حيث توجد أهم وأدق الأجهزة التي كانت تستخدم في المشروع النووي العراقي والتي تحمل أختام لجنة الأمم المتحدة للرقابة والتفتيش (الانموفيك) وشركة القعقاع التابعة للتصنيع العسكري في مدينة الإسكندرية، والمتخصصة بصناعة الحوامض الكيماوية الحساسة وأنواع من الأسلحة الخفيفة والثقيلة. كما أن المعدات النووية العراقية فككت على نحو مبرمج ودقيق، أضف إلى هذا أن أجهزة ومنظومات كاملة قد اختفت، ومن بينها أجهزة عالية الدقة للخراطة وتشكيل المعادن وكميات من الألمنيوم عالي المقاومة، ومن المعلوم أن أهمية هذه الحلقات الفنية لا يدرك قيمتها إلا المتخصصون بالبرامج النووية.
- 2خلفيات استهداف العقل العراقي:
ويمكن إجمال الخلفيات المؤطرة لهذه التصفيات التي تستهدف المقدرات العلمية للشعب العراقي في ثلاث مستويات :
أولها : إفراغ العراق من عقوله و مفكريه التي هي أساس تقدمه وتطوره في حملة إبادة غير مسبوقة تتوخى تخريبا شاملا لكافة مؤسساته العلمية وجامعاته , وتحطيم الخلايا النوعية في جسد المجتمع العراقي, حيث أن إعادة صياغة المجتمع سياسيا و اجتماعيا وثقافيا وفق نظام قيم المنظومة الأمريكية يتطلب رصد وكشف كل معاقل صناعة القوة ومصادر إنتاج القيم ليتم تفكيكها و ضربها.
والآن فإن علماء العراق بين خيارين: إما الانضمام إلى الجامعات والمعامل الأمريكية أو الإسرائيلية وإطلاق الوعود بعدم تقديم المساعدة لدول أخرى، وإما التعرض للحبس و عمليات التصفية.‏
الثاني : منع الدول العربية الأخرى من الاستفادة من خبراته المتراكمة التي قد توظفها لإنتاج أسلحة دمار شامل في برامج سرية جديدة، الأمر الذي قد يؤدي إلى تكرار تهديد العراق لإسرائيل.‏ بل القضاء على أية محاول تقوم بها أي دولة عربية للاعتماد على نفسها وإثبات تفوقها ووجودها، و إعدام أي إمكانية محتملة لامتلاك أي دولة عربية لتكنولوجيا و ترسانة الأسلحة النووية ولو للاستعمال السلمي ,ليس فقط حماية لأمن و مصالح إسرائيل بل ضمانا لهيمنها على المنطقة. و تكريس التفوق الاستراتيجي لإسرائيل على الدول العربية المحيطة بها .
وهذا ليس بغريب فمنذ زمن طويل والمخابرات الصهيونية تراقب العقول العراقية العلمية عن كثب نتيجة لما توصلت إليه هذه العقول من خبرة تقنية ذات كفاءة عالية في جميع مجالات التطور العلمي والمهني وفي مجالات أخرى.
الأمر الذي جعل الدولة العبرية تحسب حسابات الزمن القادم للعقول العراقية بشكل خاص، وأثر هذه العقول عليها كنظام مصطنع غير مقبول في المنطقة، وليس لحسابات الوضع السياسي الآني أو من يحكم العراق من الأفراد في هذه الظروف الاستثنائية المضطربة أو من يأتي مستقبلاً، ما دامت على يقين تام بأن العقلية العراقية والثقافة العامة للمواطن العراقي هي التي تشكل الخطر الأكبر عليها كمشروع صهيوني تحاول أن تنشره في المنطقة بشكل عام، نتيجة لما تحمله العقول والروح الوطنية العراقية تجاه هذا الكيان المتغطرس بسب أطماعه التوسعية بشكل عام والقضية الفلسطينية بشكل خاص.. من هذا المنطلق تحركت الاستخبارات الصهيونية بشكل مباشر في عملية اغتيال أصحاب العقول العلمية العراقية، الواحد بعد الآخر بعد أن فككت جميع الهياكل الصناعية التي من الممكن أن يستخدمها العراقيون مرة أخرى من خلال هؤلاء العلماء.
"إن العراق عندما استطاع تحقيق استقلاله التكنولوجي عن الغرب ليس مثلنا نحن التابعين للغرب وسفارات أمريكا وفرنسا والبنك العالمي و الخبراء الأجانب , فالعراق عندما وصل إلى الاستقلال العلمي و التكنولوجي حيث يعتمد على الذات وعنده خبراؤه الذين بإمكانهم تطوير قدرته التسلحية , حاول و استطاع تحقيق هذا الاستقلال التكنولوجي عن الغرب , فأصبح يهدد مصالح الغرب كلها , وتهديد أسواقه ببيع التكنولوجيا الجاهزة , لهذا نراهم اليوم لا يبحثون إلا عن العلماء (....) إن الغرب أدرك قوة العراق الحضارية كمهد للثقافات و كأرض للذاكرة العربية والإسلامية , الشيء الذي يهدد أطماعه في سيادة ثقافته وقيمه الغربية ضد كل الثقافات الإسلامية وغيرها.
هنا دخلنا في مسألة القيم لأن العراق كبلد , بدأت فيه الكتابة , بلاد الموسيقى , المقامات , فيها بدأ العلم إذن مرجع ومكان عنده قوة لا توجد في أي بلاد عربية أخرى".
الثالث: تأكد الإدارة الأمريكية من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل بصورة قطعية يمر عبر تصفية العلماء والخبراء الذين كانوا خلفه تصميما و تجريبا وتصنيعا وهذا ما أكده متطرفو البيت الأبيض حين اعتبروا أن الطي النهائي لوهم "ملف أسلحة الدمار الشامل" رهين بتصفية مصمميه بعدما تعذر عليهم استدراجهم, و لا ننسى هنا أن مفتشي الأمم المتحدة حصروا عددهم و حددوا ميادين اهتمامهم واشتغالهم ومدى ارتباطهم بمشروع التسلح بالعراق ( حوالي 3500 عالم عراقي من مستوى عالي من بينهم 500 خبير من مستوى رفيع) وعموماً أظهرت واشنطن ما يوحي بأنها تعتبر محاصرة علماء العراق والتضييق عليهم, من دون استثناء وتعريضهم للاعتقال أو حتى التصفية الجسدية, جزءاً أصيلاً من سياستها لاستئصال برامج التسلح العراقي غير التقليدي، مدركة الفرق بين الإعاقة المؤقتة للتقدم التي يسببها تدمير المستلزمات والعوامل المادية, وبين الإعاقة التعجيزية التي تنتج عن تصفية النخب البشرية المهمومة بمشروع النهضة, والتي يندرج في زمرتها العلماء والمختصون من أهل المعرفة والإدارة والتوجيه. ولذا فإن النيل من هؤلاء الأخيرين هو بيت القصيد في أجندة هذه الدوائر, ليتأكد أخيرا أن المقصود بأسلحة الدمار الشامل هي الأدمغة, إنها الطاقات والقدرات العقلية لعلماء العراق الذين ناضلت أمريكا من أجل استقطابهم واقتلاع أسرارهم, هي الإنسان العراقي الملتصق بالأرض والهوية والعاشق للمعرفة والبحث.
و هذا ما ظهر بعد أن تهاوى النظام العراقي حيث كشف النقاب عن لائحة من المطلوبين كمجرمي حرب ضمنهم نسبة عالية من العلماء، كما أن الهدف هو القضاء على المشروع الوطني العراقي، هذا المشروع الذي سعى لتسخير العلم بهدف الحفاظ على الأمن القومي، ولأنه يتعارض مع مصلحة إسرائيل، كما أنه يتيح الفرصة للاعتماد على النفس وعدم التبعية للغرب كان من الضروري العمل على إنهائه حتى لا يخرج عن المنظومة التي رسمتها الإمبراطورية الأمريكية لمشروعها الاستعماري والذي تدعم به حليفتها الصهيونية.
إن تجريد العراق ومن ورائه بقية العالم العربي، من إمكانياته العلمية والمعرفية من شأنه أن يؤدي إلى مصادرة مستقبل التنمية في المنطقة بعد تصفية رأس المال (البشري والمعرفي) لبلدانها، ووفقاً لتقرير منظمة العمل العربية الصادر في شهر نوفمبر 2003، فإن العالم العربي يسهم بـ 30% من الكفاءات المهاجرة بين البلدان النامية، فيما تستحوذ كل من الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا على 75% من الكفاءات العربية المهاجرة، إن ما يقع اليوم لعلماء العراق لهو استهداف رمزي ومادي للعقول العربية و النخبة العلمية المعول عليها في ردم فجوة التخلف, في عالم ينتقل من مرحلة البضائع و الإنتاجية إلى مجتمع المعرفة الذي تعتبر فيه الكفاءات أهم من رأس المال المادي, ومن هنا اغتيال العلماء إنما هو اغتيال لمستقبل العالم الإسلامي والعربي و أمله في النهضة, ومؤامرة كبرى يشترك فيها كل الصامتين والراقصين على جراحنا.
بقلم : سلمان بونعمان
yolafamely64
yolafamely64
عضو مبدع

عدد الرسائل : 206
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 28/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى