نيران صديقة ؟؟ ـ الشيخ سعد الفقي

لا أدري لماذا هذا الحزن والألم الذي يحاول البعض إدخاله في قلوبنا بعد مقتل احد المصريين وإصابة اثنين آخرين بنيران أبناء عمومتنا الأمريكان في قناة السويس.

فالثابت المعتمد أن بيننا وبينهم علاقات نسب ومصاهرة علاوة علي أشياء أخري لا يمكن البوح بها والإفصاح عنها .

وماذا يضيرنا أن يقتل علي أيديهم مواطن مصري ويصاب آخرون لاسيما وقد نشرت وسائل إعلامنا المحترمة أن الأمر لا يعدوا أن يكون خطأ مشتركاً بين القاتل الذي هو من أبناء عمومتنا وبين المقتول الذي هو من جلدتنا .. وبالتالي فلا داعي لإشعال الفتنة التي لعن الله من أيقظها وليس أقل من تضميد الجراح ولم الشمل.

صحيح أن القنصل الأمريكاني الذي هو من أبناء عمومتنا رفض في بداية الأمر الاعتذار عما بدر من الجنود الأمريكان . إلا أننا وللعلاقات الأزلية التي تربطنا علاوة علي التحالف الغير طبيعي والاستراتيجي وأشياء أخري يجب أن نتفهم ما يعانيه إخوان لنا هم الأمريكان لاسيما أنهم وطبقاً للمعلومات المتوافرة لدينا في ورطة وعلي كل المستويات في العراق وأفغانستان وفي كل كفر تطأه أقدامهم .

وليس أمامنا إلا قبول تبريراتهم لظروفهم المؤلمة التي يعيشونها.

وبعدين : ماذا يمثل مقتل مصري علي أيدي الأمريكان باعتبارهم من الأصدقاء وذوي القربى فنحن جميعا شئنا أم أبينا نقف في طابور الموت وننتظره كل يوم وهو حق ولابد للجميع أن يتجرعه وان تعددت أسبابه فمنا من يموت في طوابير الخبز ومنا من يموت براً كما حدث في قطار الصعيد ومنا من يموت جواً كما حدث لطائرة مصر للطيران ومنا من يموت بحراً كما حدث في السلام 98.

ومنا من يموت كمداً وحسرةً لسياسات التخبط والترهل التي ابتلينا بها .

لكن المؤكد أن الشرف كله في الموت برصاص الأصدقاء ويكفي أنك ستكتب في عداد من لقوا حتفهم بنيران صديقة !!

وزيادة في الشرف سيخرج الصديق الأكبر جورج بوش عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ليعلن اعتذاره أصالة عن نفسه ونيابة عن الشعب الأمريكي عما بدر من جنوده وسيقدم التعازي إلي أهل الضحية . أما أنا وأنت سنموت حتماً ولكن يا للأسف دون اعتذار وبالمرة دون احم أو دستور . ألم أقل لكم أن الشرف كله في الموت بنيران صديقة

موضوعات متميزة وجادة