مفاهيم جديدة للحرية..د.محمد السعيد إدريس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مفاهيم جديدة للحرية..د.محمد السعيد إدريس
يبدو أن العراق أصبح قدر الولايات المتحدة. فالمشروع الأمريكي الإمبراطوري الذي يعتبرونه مشروع الانتصار في الحرب الباردة على الاتحاد السوفييتي التي يعتبرونها حرباً عالمية ثالثة ارتبط بالعراق عبر مشروع فرعي، اكتسب كل الأهمية والأولوية حتى على حساب المشروع الرئيسي. فقد راهن الأمريكيون على مشروعهم في العراق لكسب مشروعهم لبناء الشرق الأوسط الكبير، وها هو مشروعهم في العراق يترنح وبالقدر نفسه وربما أكثر أضحى مشروع الشرق الأوسط الكبير مترنحاً هو الآخر، ويبحثون في مراكز أبحاثهم عن مشاريع أخرى بديلة.
هذا “العراق” الذي تحول إلى مقبرة للمشروع الأمريكي الإمبراطوري تحول أيضاً إلى مقبرة لأهم القيم الأمريكية السياسية وهي “قيمة الحرية”، فالرئيس الأمريكي وأركان إدارته أعطوا لمشروعهم في العراق: الغزو ثم الاحتلال شعار الحرية والديمقراطية بعد إسقاط الحكم الدكتاتوري، وبعد أن فقد العراق “الوطن” حريته تحت ضربات الغزو وسطوة الاحتلال، وبعد أن فقد العراق “الإنسان” حياته وكرامته ثمناً لهذه الحرية العكسية، عاد ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي ليقول أمام جنود الاحتلال الأمريكي في العراق خلال زيارته الأخيرة لمناسبة مرور خمس سنوات على الغزو إن “الشرق الأوسط بحاجة للحرية”. هو هنا يباهي بالحرية التي منحها الغزو والاحتلال للعراق ويريد أن يكون كريماً وعادلاً في منح هذه الحرية الأمريكية التي ينعم بها العراق وطناً وشعباً لباقي دول الشرق الأوسط.
في لقائه مع القوات الأمريكية في قاعدة “بلد الجوية” خاطب تشيني هذه القوات قائلاً: “أنا وأنتم ندرك معنى الحرية.. ونحن، أو شعبا العراق وأفغانستان، لن نفرط فيها”. لم ينس تشيني أن يوضح أن الحرب التي تشنها بلاده ضد “الإرهاب” صراع أيديولوجي، وبما يعني أن نشر الحرية التي يعنيها هي نوع من الصراع الأيديولوجي وتحقيقها “انتصار أيديولوجي” بالتالي: كلام خطير ومفاهيم خطيرة عندما يصبح احتلال الأوطان وإذلال الشعوب أيديولوجية، وعندما يكون عنوان هذه الأيديولوجية هو: الحرية.
لسوء حظ تشيني أن زيارته للعراق تزامنت مع تسرب معلومات خطيرة عن مردود تلك الحرية الأمريكية على الشعب العراقي غير كل ما يعرفه العالم من قتل وإذلال للعراقيين وإجبارهم على اللجوء وترك الوطن “المحرر” بأيدي قوات التحرير الأمريكية.
من هذه المعلومات أن فريقاً طبياً أمريكياً يشارك في معظم العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية ويكون موقعه خلف خطوط الهجوم ليتعامل مع الجرحى الذين يتساقطون في تلك المعارك من أفراد المقاومة أو المواطنين الجرحى أثناء تلك المعارك ويمتلكون من الأجهزة أحدثها ومن المعدات ما يؤهلهم لإجراء عمليات صغيرة في أرض الميدان.. والفريق طبي سري يرتدي البزات العسكرية مهمته بالإضافة إلى مداواة الجرحى وإسعافهم انتزاع الأعضاء البشرية الصالحة من الجثث قبل أن تنتهي صلاحيتها، ومن ثم بيعها إلى مراكز طبية أمريكية وأوروبية لاستخدامها في إنقاذ مرضى أمريكيين موضوعين على قوائم انتظار قطع الغيار البشرية العراقية.
الأسوأ من هذا هو تعمد إهانة أصحاب هذه الجثث تحت ذريعة التغطية على جريمة اقتطاع الأعضاء، إذ إن هذا الفريق يتعمد بعد انتزاع الأعضاء المرغوبة من جثث القتلى في الميدان رشها بالمبيدات وحرقها تحت دعوى الخوف من تفشى الأوبئة، لكن الأخطر أن هذا السلوك أصبح تجارة رابحة لدى المافيا المنتشرة الآن في العراق، فتجارة الأعضاء أصبحت رائجة ولم يعد هناك ما يسمى ب”حرمة الموتى” أو كرامتهم، فمثل هذه الحرمة أو الكرامة ليست واردة في قاموس الحرية التي تريدها أمريكا للعراق والتي يطمح تشيني لأن تعم الشرق الأوسط كله بروائحها النتنة المنبعثة من الجثث الملقاة في شوارع وطرقات العراق، ومن سياسات التمزيق التي تريد واشنطن فرضها على الجسد السياسي العربي لتحويله إلى أشلاء من دويلات دينية وعرقية وطائفية في شرق أوسط واشنطن الجديد.
هذا “العراق” الذي تحول إلى مقبرة للمشروع الأمريكي الإمبراطوري تحول أيضاً إلى مقبرة لأهم القيم الأمريكية السياسية وهي “قيمة الحرية”، فالرئيس الأمريكي وأركان إدارته أعطوا لمشروعهم في العراق: الغزو ثم الاحتلال شعار الحرية والديمقراطية بعد إسقاط الحكم الدكتاتوري، وبعد أن فقد العراق “الوطن” حريته تحت ضربات الغزو وسطوة الاحتلال، وبعد أن فقد العراق “الإنسان” حياته وكرامته ثمناً لهذه الحرية العكسية، عاد ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي ليقول أمام جنود الاحتلال الأمريكي في العراق خلال زيارته الأخيرة لمناسبة مرور خمس سنوات على الغزو إن “الشرق الأوسط بحاجة للحرية”. هو هنا يباهي بالحرية التي منحها الغزو والاحتلال للعراق ويريد أن يكون كريماً وعادلاً في منح هذه الحرية الأمريكية التي ينعم بها العراق وطناً وشعباً لباقي دول الشرق الأوسط.
في لقائه مع القوات الأمريكية في قاعدة “بلد الجوية” خاطب تشيني هذه القوات قائلاً: “أنا وأنتم ندرك معنى الحرية.. ونحن، أو شعبا العراق وأفغانستان، لن نفرط فيها”. لم ينس تشيني أن يوضح أن الحرب التي تشنها بلاده ضد “الإرهاب” صراع أيديولوجي، وبما يعني أن نشر الحرية التي يعنيها هي نوع من الصراع الأيديولوجي وتحقيقها “انتصار أيديولوجي” بالتالي: كلام خطير ومفاهيم خطيرة عندما يصبح احتلال الأوطان وإذلال الشعوب أيديولوجية، وعندما يكون عنوان هذه الأيديولوجية هو: الحرية.
لسوء حظ تشيني أن زيارته للعراق تزامنت مع تسرب معلومات خطيرة عن مردود تلك الحرية الأمريكية على الشعب العراقي غير كل ما يعرفه العالم من قتل وإذلال للعراقيين وإجبارهم على اللجوء وترك الوطن “المحرر” بأيدي قوات التحرير الأمريكية.
من هذه المعلومات أن فريقاً طبياً أمريكياً يشارك في معظم العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الأمريكية ويكون موقعه خلف خطوط الهجوم ليتعامل مع الجرحى الذين يتساقطون في تلك المعارك من أفراد المقاومة أو المواطنين الجرحى أثناء تلك المعارك ويمتلكون من الأجهزة أحدثها ومن المعدات ما يؤهلهم لإجراء عمليات صغيرة في أرض الميدان.. والفريق طبي سري يرتدي البزات العسكرية مهمته بالإضافة إلى مداواة الجرحى وإسعافهم انتزاع الأعضاء البشرية الصالحة من الجثث قبل أن تنتهي صلاحيتها، ومن ثم بيعها إلى مراكز طبية أمريكية وأوروبية لاستخدامها في إنقاذ مرضى أمريكيين موضوعين على قوائم انتظار قطع الغيار البشرية العراقية.
الأسوأ من هذا هو تعمد إهانة أصحاب هذه الجثث تحت ذريعة التغطية على جريمة اقتطاع الأعضاء، إذ إن هذا الفريق يتعمد بعد انتزاع الأعضاء المرغوبة من جثث القتلى في الميدان رشها بالمبيدات وحرقها تحت دعوى الخوف من تفشى الأوبئة، لكن الأخطر أن هذا السلوك أصبح تجارة رابحة لدى المافيا المنتشرة الآن في العراق، فتجارة الأعضاء أصبحت رائجة ولم يعد هناك ما يسمى ب”حرمة الموتى” أو كرامتهم، فمثل هذه الحرمة أو الكرامة ليست واردة في قاموس الحرية التي تريدها أمريكا للعراق والتي يطمح تشيني لأن تعم الشرق الأوسط كله بروائحها النتنة المنبعثة من الجثث الملقاة في شوارع وطرقات العراق، ومن سياسات التمزيق التي تريد واشنطن فرضها على الجسد السياسي العربي لتحويله إلى أشلاء من دويلات دينية وعرقية وطائفية في شرق أوسط واشنطن الجديد.
رد: مفاهيم جديدة للحرية..د.محمد السعيد إدريس
موضوعات متميزة وجادة
ميار- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 356
تاريخ التسجيل : 26/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى