مجدي قرقر ... وجورج إسحق!-أحمد بهاء الدين

الدلالة التي يمثلها اجتماع هذين الاسمين، الآن، في سجون النظام، وقيد تحقيق أجهزته، دلالة لا تخفي علي لبيب. فالدكتور "مجدي قرقر" ، الأستاذ بكلية التخطيط ، بجامعة القاهرة ، مناضل عتيد ، من مدرسة حزب العمل الذي تعرض للتجميد وإيقاف جريدته "الشعب" ، منذ سنوات ، ومن يومها لم يكف عن الكفاح من أجل مبادئه وقناعاته ، واستمر في العمل ـ بكل جهده ـ من أجل الدفاع عن رؤاه وأفكاره ، فتراه في المظاهرات والمؤتمرات ، والندوات والتجمعات، وعلي صفحات الجرائد وشاشات التلفزيونات ، عما يراه الصواب، وباذلا الجهد في سبيل القضايا القومية والوطنية ، وهو فضلا عن ذلك أحد قيادات حركة "كفاية" ، لم يتخلف عن ندائها، ولا تراجع عن الانضمام إلي معاركها ! . أما الأستاذ جورج إسحق ، فهو أشهر من نار علي علم ، الشخصية الوطنية الصلبة ، المسيحي الديانة ، المصري الدم والهوى ، الإسلامي الحضارة . وهو أحد المؤسسين الرئيسيين للحركة المصرية من أجل التغيير (كفاية) ، ومنسقها الأول ، وهو فضلا عن أدائه التربوي كمعلم مرموق ، استطاع أن يلعب دورا عظيما بعث الروح في ملايين المصريين ، علي النحو الذي رأيناه في الفترة الأخيرة ، فما من مظاهرة أو حدث سياسي أو احتجاجي ، في القاهرة أو المحافظات النائية ، من الإسكندرية إلي أسوان ، صباحا أو مساء ، إلا وتراه موجودا بحماسه وروحه الشبابية الوثابة وحضوره اللافت ، الذي أصبح عنوانا لحركة "كفاية" .. وللنضال من أجل الحرية والديمقراطية ! . ولاجتماع هاتين الشخصيتين: "مجدي قرقر".. بلحيته المميزة، وتوجهاته الإسلامية المعروفة.. و"جورج إسحق" المصري المسيحي ، بابتسامته الواثقة وحرارة صوته وشجاعة مبادراته .. في زنازين النظام المصري الآن ، دلالة واحدة لا تخطئها العين : إنها وحدة الوطن مجسدة كما لم تتجسد من قبل ، ومبدأ "المواطنة" متحقق ، كما لم يتحقق سابقا ! . فالذين راهنوا علي انقسام مصر وتفتت لحمها، لابد سيصدمون من هذه الصورة النبيلة..فمصر لا تفرق بين مسلم ومسيحي، والنضال من أجل حريتها وحرية مواطنيها، يجمع كل المخلصين، أيا كانت ديانتهم أو عقيدتهم.. إذ تجمعهما سجون النظام مع يساريين وناصريين وليبراليين، ومناضلين في حزب "الغد" وآخرين بلا انتماء سياسي أو فكري.. جمعهم أمر واحد: الخوف علي مصر "المحروسة".. الأم الرؤوم التي تتناهشها الذئاب ، وتتناوشها الكلاب ، وتغلق دونها النوافذ والأبواب

موضوعات متميزة وجادة