منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كيف يغتني الرؤساء بعد ترك السلطة؟..حافظ المرازي

اذهب الى الأسفل

كيف يغتني الرؤساء بعد ترك السلطة؟..حافظ المرازي Empty كيف يغتني الرؤساء بعد ترك السلطة؟..حافظ المرازي

مُساهمة من طرف saied2007 السبت أبريل 12, 2008 2:43 am

نحن نتحدث عن رؤساء أمريكا، الذين يبدو أن اسمهم خفيف، كعبد اللطيف، علي الصحفيين العرب، إذا أرادوا التحدث عن الحكام أو الرؤساء. فالراتب السنوي للرئيس الأمريكي يبلغ أربعمائة ألف دولار سنويا، خاضعة للضرائب، بالإضافة إلي خمسين ألف دولار مصروفات نثرية لمتطلبات الوظيفة، معفاة من الضرائب، وهو راتب يعكس حقيقة أن الرئيس أكبر موظف عام في الحكومة لكنه لايقترب من راتب مدير شركة متوسطة الحجم.
قد يكون مبلغا تافها لرئيس غني من عائلة غنية كالرئيس الحالي بوش، لكنه لم يكن كذلك لسلفه في البيت الأبيض بيل كلينتون، الذي كان الراتب في عهده نحو ثلاثمائة وخمسين ألف دولار سنويا، لكنها نعمة كبيرة لرجل كان من قبل حاكم ولاية متواضعة هي أركنصو، وولد يتيما لأم كانت ممرضة مساعدة تعمل يوميا دون إجازة، ولو ليوم واحد، من الصباح للمساء لتعويل الأسرة. نعم كانت الزوجة هيلاري روضام من عائلة غنية نسبيا، لكن دخل الزوجين معا حتي في آخر سنة لهما في البيت الأبيض، كرئيس جمهورية وسيدة أولي، عام ألفين، كان حسب إقرارهما الضريبي الذي يتحتم عليهما تقديمه شأن كل مواطن أمريكي، أربعمائة وعشرين ألف دولار في العام.
لقد كانت مستورة في البيت الأبيض، وتمكنا بعد الخروج منه من شراء منزل في ضواحي نيويورك بمنطقة للطبقة الوسطي، انتقلا إليه مع ابنتهما الوحيدة تشيلسي، فلم يكن لديهما منزل خاص ولا مزرعة، وكانا يعيشان قبل البيت الأبيض في المسكن المخصص لحاكم ولاية أركنصو.
فماذا حدث لكلينتون المسكين، البالغ من العمر الآن واحدا وستين عاما، بعد ترك الحكم، وهل يكفيه معاش الرئيس السابق، مائة وستة وستون ألف دولار مع الحراسة ومساعدين ونفقات البريد والتنقل، وهو يعادل راتب الوزير الحالي حسب القوانين الأمريكية؟ الحقيقة أن ربك «بيفرجها»، وأن البيت الأبيض هذا منحوس، لم يأخذ منه كلينتون سوي الفضائح ودعوات الأرامل الصربيات والعراقيات عليه، وإن لم يكن بالكثرة الحالية.
تصوروا أن أول سنة لكلينتون وزوجته بعد ترك السلطة والخروج من البيت الأبيض، بلغ دخلهما السنوي ستة عشر مليون دولار، بعد أن كان، بعد دفع الضرائب، ثلث المليون في البيت الأبيض المنحوس! بل مرت علي الزوجين سنتا سعد أفضل وأفضل، ففي عام ألفين وأربعة وكذلك في العام الماضي، وصل دخلهما إلي عشرين مليون دولار في كل سنة.
من أين لكلينتون هذا، وكيف عرفنا بدخلهما وقد أصبحا مواطنين عاديين غير ملزمين بالكشف للصحافة عن إقرارهما السنوي الضريبي، خلافا لما اعتاد عليه الرؤساء الأمريكيون أثناء وجودهم في البيت الأبيض؟ السبب يتعلق بذلك البيت «المنحوس» فالسيدة هيلاري تطمع في العودة إليه، وبالتحديد إلي المكتب البيضاوي في الجناح الغربي، بدلا من مكتب السيدة الأولي في الجناح الشرقي من المنزل المتواضع في البناء والأثاث.
ولأن منافسها علي ترشيح الحزب الديمقراطي للرئاسة باراك أوباما، أعلن منذ فترة عن دخله السنوي وكشف إقراراته الضريبية في السنوات الماضية، فقد اضطرت هيلاري علي مضض لكشف المستور، أقصد الملايين التي وصلت إلي مائة وتسعة ملايين دولار في السنوات السبع الماضية منذ خروجهما من البيت الأبيض. بينما كان دخل أوباما، السيناتور الحالي والمحامي السابق، عن نفس الفترة لا يصل إلي خمسة ملايين دولار. فكيف اغتنت عائلة كلينتون، حليف الفقراء والمستضعفين، بعد ترك الحكم؟
نصيب هيلاري من هذا الدخل هو الربع، فمجموع راتبها كسيناتور أو عضو مجلس شيوخ في السنوات السبع الماضية يزيد قليلا علي المليون دولار، ويعادل في ذلك مجموع المعاش السنوي لبيل كرئيس سابق. بينما وصلت عائدات كتابين لهيلاري إلي عشرة ملايين دولار.
أما بيل فقد وصلت عائداته من كتابين له إلي نحو ثلاثين مليون دولار بينما أكبر مصدر لدخل الرئيس السابق، جاء علي حد تعبير زوجته في خطاب لها بحشد انتخابي «مما يجيده بل ويستمتع به، ألا وهو الكلام،» فهو يقبض مقابل كل كلمة يلقيها في الندوات والمؤتمرات التي يدعي إليها سواء من شركات أمريكية أو دولية في اليابان وغيرها، أو حتي في دول الخليج العربي، ما بين خمسين إلي مائة ألف دولار، علي الخطاب الواحد.
وبالتالي وصل مجموع دخل الرئيس الأمريكي السابق من «الكلام» كضيف منذ تركه البيت الأبيض إلي نحو اثنين وخمسين مليون دولار. لكن هناك خمسة عشر مليون دولار إضافية من دخل الزوج، يمكن أن تسبب حرجا للزوجة في منافستها علي الرئاسة، وهي أرباح ورواتب علي ما يبدو حصل عليها بيل من شركة يوكايبا للاستثمارات، وهي مملوكة للبليونير الأمريكي رون بيركل، أحد أشهر متبرعي حملة هيلاري، كما أن بيل كثيرا ما يستخدم الطائرة النفاثة الخاصة لصديقه رون.
لكن الضجة تتمثل في وجود شريك عربي مرموق مع بيركل في استثمارات «يوكابيا» وهو حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم. ورغم أن هيلاري كانت مع زملائها الديمقراطيين في مجلس الشيوخ الذين أوقفوا الصفقة التي عقدتها شركة موانئ دبي لإدارة اثنين وعشرين ميناء أمريكيا بدعوي الخوف علي الأمن القومي الأمريكي، فلم تسلم من الانتقادات والغمز واللمز عما إذا كانت الملايين التي دفعتها شركة حاكم دبي للرئيس السابق كلينتون تهدف إلي التأثير علي الرئيسة القادمة هيلاري، إن فازت؟
بالطبع لن يتوقف المشككون والباحثون عن خبطة صحفية عن التنقيب وتمعن سجلات الإقرارات الضريبية لعائلة كلينتون، والواقعة في مائتين وثلاثين صفحة، وسط تساؤلات عن توقيت نشرها في آخر نهار الجمعة الماضي، وبعد أن انصرف أغلب الصحفيين من مكاتبهم لعطلة نهاية الأسبوع يومي السبت والأحد، فهل هناك ما يخشون من فحصه وتمحيصه؟ لم يهتم الكثيرون، باستثناء قلة، بأن الرئيس السابق دفع ثلاثة وثلاثين مليون دولار، أي ثلث دخل الأسرة للضرائب، وأنهما تبرعا بعشرة ملايين دولار لصناديق أعمال خيرية، ولو كانا يديرانها بنفسيهما، وبالطبع لم يلتفت أحد في أمريكا إلي أن عائلات رؤسائهم لاتغتني إلا بعد الخروج من الحكم!
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى