منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البصرة .. صراعُ أئمَّةْ إيران و المنتظر ْالأمريكي

اذهب الى الأسفل

البصرة .. صراعُ أئمَّةْ إيران و المنتظر ْالأمريكي Empty البصرة .. صراعُ أئمَّةْ إيران و المنتظر ْالأمريكي

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء أبريل 08, 2008 2:11 am

الأحداثْ العسكرية التي اشتعلتْ في الجنوب العراقيْ وفي مدينة الصدرْ في بغداد وكانَ مركزها البصرة والتيْ استمرَّتْ حتى نهاية آذار مارس الماضي ثمَّ هدأت وسكنتْ مدافعها ولكن لا يمكن الجزمْ بانحسارها الشاملْ هذه الأحداثْ فجَّرت العديد من الأسئلة عن مستقبلْ العراق وعلاقاتْ الجماعات الفاعلة على الساحة السياسية التي تزامنَ وجودها ونشاطُها معَ الاحتلال في إدارةْ صراعها وأزمتها الداخلية وعلاقة هذا المشهدْ ككلْ بمشروع الفيدرالية والتقسيم من جهة وحالة العراقْ إجمالاً في الإستراتيجية الأميركية أو الإيرانية وانتهاءً إلى موقف المشروع الوطني العراقي التي تتبناه المقاومة الإسلامية الوطنية في العراق والتياراتْ العروبية الإسلامية الخارجة على إطارْ العملية السياسية التي دشنها الاحتلالْ والمستقلَّـة بموقفها الوطنيْ وللوصولْ إلى تحليلٍ يُفضي إلى إجاباتٍ منطقية وفقَ سياقات الأحداث والمنظورْ المستقبلي لا بدَّ من إعادة قراءة وتقييم مسيرة هذه الأطراف المتصارعة .

التيار الصدريْ .. اضطراباتٌ حادَّه وازدواجية متعددة

لعلَّ الحقيقة التي تُعطي مؤشراً واضحاً لمسيرة هذا التيارْ تبرزُ بصورةٍ مضطردة في كل المسارات والمدارات التي تنقَّلَ فيها هذا التيار بقيادته المتمثلة بالسيد مقتدى الصدرْ أو نُقلَ إليها من خلالْ استدراجهْ عبرَ وسطاء الأميركيين في العملية السياسية أو من خلالْ تنفيذ الرؤية الإيرانية التي كانتْ تطرأُ بصورة مفاجئة على قرارات الصدرْ ولكنها تُنفَّذُ على الفور فهذا التيار قد اعتمدَ بصورة كبيرة على خطاب الشعارات الدينية الطائفية المتشددة والتي استوعبها خطابُ الانتقام والثورة على النظام العراقي السابق ثمَّ توجَّـه أو وجَّهَ إلى مواجهاته الطائفية في وقت مبكر من الاحتلال حين بدأ الحملة المنظمة لانتزاع مساجد أهل السنة في الجنوب العراقي وفي بعض أحياء بغداد معَ خطابٍ عبِّـئ بالاحتقانِ الطائفيْ .



المبادرة الوطنية لإنقاذ التيار الصدريْ وإفشالها المبكرْ



ومنَ المؤكد بأن هذا التيار قد حوا عند انطلاقته الأولى شخصياتٍ ذاتَ وعيٍ عروبي وإسلامي وغيرةٍ وطنية في إدراكها الاستراتيجي وليسَ من خلال خطاب الدعاية والشعارات الذي استمرَّ حتى الزمن الحاضرْ هذه الشخصياتْ بادرَت إليها قوى المقاومة الوطنية السياسية والعسكرية ممثلةً بوفود علماء الفلُّوجه واتصالات هيئة علماء المسلمين المتكررة والمساندة الميدانية للمقاومة الإسلامية الوطنية العراقية لهذا التيار في معركة النجف الأولى وكربلاء حينَ اقتحمَ الأميركيون الصحنَ الحيدريْ هذه المبادراتْ سعتْ إلى تكريس ثقافة الوحدة الوطنية ونبذ الطائفية وسحبِ التيار الصدريْ من تلكَ البؤر الخطيرة التي كانَ يدفعُ بها الأميركيون والإيرانيون مستغلِّينَ سذاجة واضطرابْ شريحة كبيرة من القيادات الميدانية والقيادة المركزية للتيار غيرَ أن هذه المبادراتْ كلها فشلتْ لانقلاب الموقف الصدري المتكرر رغم كل التضحيات والتجاوز من قبلْ هذه الأطراف الوطنية العراقية عما بدرَ من عناصر الصدريين وميلشياتهم من انتهاكاتٍ وتصعيدٍ طائفيْ نالَ من الدماء ومن السلم الأهلي في العراقْ .

السقوطْ في الجريمة الكبرى

بعدَ أن قطعَ التيار الصدري علاقته مع القوى الوطنية المناوئة للاحتلالْ واكتفاءه برفع الشعارات والمشاتمات معَ الغوص في ازدواجياتٍ عديدة مضطربة بين ما يرفعهُ من شعارات وبينَ ما يُمارسه على الأرض تمكَّنَ النفوذ الإيراني والاحتلال الأميركي من خلال وسطاء العملية السياسية إلى دفعِ هذا التيار إلى نسفْ آخر أحزمة السلامة للوحدة الوطنية العراقية خاصةً بعدَ زيارات مقتدى الصدر المتكررة إلى طهرانْ وإعادة تسليح ميلشياته وتثقيفهم بمنظورٍ تفاصليٌّ حاد من الخطاب الطائفيْ حينها ألقي بهذا التيارْ في مواجهةٍ عنيفة وحادة كانت في مصلحة كلا المحورين الأميركي والإيراني معاً هذه المواجهة أدَّتْ إلى أكبر مجازر عرفها التاريخ العربي المعاصرْ لاستهداف المدنيين بناءً على الانتماء المذهبي وارتكابْ جرائم حرب وإبادات جماعية دورية ومكثفة في مرحلةٍ زمنية قصيرة .

وغنيٌ عنِ الذكر بأن النصف مليون مواطن عراقي من المدنيين الذينَ سقطوا ضمنَ ضحايا العدوان الأميركي على العراقْ في 2003 والذي بلغَ تعدادهم مؤخراً قرابة المليون ومائتين ألف من العراقيين تُظهرُ الإحصاءات التقريبية بأن هذا النصف مليون كانَ من ضحايا تلك الميلشيات التي كانَ الصدريين معَ اثنا عشرَ حزباً وميلشيا إيرانية أدوات التنفيذ المباشر لتلك الجرائمْ وهذا العدد يتقاربْ معَ إحصائياتْ مستشفيات بغداد والمشارح العراقية إبَّان تلك الأحداث والتي عمدتْ حكومة المالكي فيما بعد إلى منعِ نشرها وإخراجها للإعلام وهيَ إحصائياتْ تفوقُ كثيراً حتى مع اعتماد الحد الأدنى لها جرائم الحرب التي ارتكبتها مجموعات من القاعدة أو نفِّذت باسمها ضد المدنيين الشيعة في أرجاء العراقْ ويبقى الدم العراقي المغدور والمذبوح هوية واحده في أعناقِ أولئك المجرمين من أركان الاحتلال وأعوانه .

هذه المعادلة حققت للإيرانيين وللأميركيين معاً نصراً مرحلياً مهماً في تاريخ احتلال العراقْ كفلَ لهم تعميقْ الشرخ الطائفيْ في أبشعِ صوره وبالتاليْ إعطاء الفرصة لكلا القوتين الإستعماريتين من تكثيف وجودها ومشروعها في العراقْ خاصة وهو ما يجب التنبه له بدقة أن هذه الجرائمْ والحروب الداخلية التي شنت على المدنيين كانت تستهدف بشكلٍ مكثف ومركز المناطق المدنية للمقاومة الإسلامية الوطنية العراقية لضرب بنائها الاجتماعي وإشغالها والتي كانت في حالة صعودٍ مضطرد وتقدم وحصارٍ مركزي لمشروع الاحتلال بعد أن أفشلت إستراتيجيته الأولى بعد نهاية العامِ الأول من سقوط بغداد هذا الصعود الذي كانَ مرعباً للأميركيين والإيرانيين معاً لأنه كانَ يعني الكثير للمنطقة وللتاريخ العربي الإسلامي فيها بل إنه وبكل تأكيد لو تمكَّنَ من استكمال حلقاته الإستراتيجية لأعاد العراق للحمته الوطنية ببناءٍ عربي إسلامي مستقلْ يُغيِّرُ كلياً محاور الصراع الدولي والإقليمي في الشرق الأوسط .



الأطراف المُحرِّكة لجموعِ الصدريين



لكننا ينبغي ألا نُغفلْ رغمَ بشاعة ومجازر تلك الجموع الصدرية والتي تتحمل ذاتيا ما أقدمتْ عليه قضية تحريك بعض الأطراف السياسية ذات العلاقة الاستراتيجيه في البناء والولاء لإيران والإلتحام الكلي مع مشروع الاحتلال لهذه الجموع خاصة بعد جريمة تفجيرْ قبة الإمامين العسكريين رضيَ اللهُ عنهما ومن هُنا نحتاجْ إلى إعادة قراءة شهادات بعض الشخصيات الصدرية في ذلك الوقت التي تحدثت على أنَّ تلك الجموع الإرهابية كانت تُحرَّك في ذلك الوقت مباشرة من ضباط ينتسبون إلى المجلس الأعلى وفيلق بدر وقوات الداخلية في عهد صولاغ مع تحرُّكات ميدانية مباشره داخلَ الأحياء العراقية حيث كانت توجه تلك الجموع للمناطق المدنية السنية المُستهدفة وشخصياتْ ورموز المؤسسة العسكرية والعلمية العراقية السابقة قبلَ الاحتلالْ هذه الشهادات التي نُشرت في حينها وبعضها في موقع الرابطة العراقية تعيد إعطاء الدلالة إلى حجم تخلخل ما يُسمى بالتيار الصدري واضطرابه وهوَ ما اعترف به مقتدى الصدر بنفسِه في برنامج حوار مفتوح حينَ ذكر بأن غالبية جيش المهدي يأتمرونَ بأمره فماذا عن البقية .

هذا الاعتراف من مقتدى الصدرْ لا يُمكن اعتباره تبرئة لا لقيادته ولا لشخصيات تياره ولكنه مؤشرٌ إلى الحجم الكبير من الخلل في هذا التيار الذي استغلته الأطراف السياسية الرئيسية في العراق المُحتل مع سيلٍ كبيرْ من ازدواجية الموقف وتضاربها فهوَ ضد الاحتلالْ ولكن يُساندهُ ميدانياً في مناطق المقاومة العراقية وهوَ ضد المحاصصة ويُجسد أبشعَ صورها على الوطن العراقيْ وهوَ ضد الفيدرالية وهوَ أي التيار الصدري أبرزْ القوى التي صفَّت الوجود السني في الجنوب وتصارعت على تصدير النفط والفصل الإداريْ للبصرة ومحافظاتها .



سؤالُ الساعة ..؟ هل أنهى التيار الصدريْ مهمة الآخرين



هذا الاستعراض السابقْ يُعيدُ التذكير بحجم ما حققته الأطراف السياسية الرئيسية في العراقْ من نفوذ أوصلَ العراق لهذه الحالة من خلال هذا التيار وصولاً إلى حسمِ معركة رئاسة الوزراء وتنصيب المالكي على سدتها فما الذي تغيَّر ..؟

وكيفَ أصبحت ميلشيات الصدريين في وصف المالكي أسوأ من القاعدة معَ أن المالكي نفسهْ لم ينتقدْ بأي كلمة أو موقفْ المذابح التي ارتكبتها تلك الميلشيات بعدَ تفجير القبتينْ وللوصولْ للإجابة على هذا السؤال نحتاج أن نستعرضْ الوضع الحالي والمدارات المستقبلية للقوى الرئيسية في العراقْ :

إعادة تقويمْ وتحجيم التيار الصدري

منَ المؤكَّد أن هذا التيار فضفاضٌ للغاية ويحوي من ضمن شخصياته من بدأ يُدركـ لعبة التوازنات في الساحة العراقية وحجم الضرر الذي يُعانيه العراقْ من خلال هذا الصراع بينَ المد الإيراني والاحتلال الأميركي توافقاً في مراحلْ وتصادماً في مراحلَ أخرى خاصةً معَ الإنبعاث المتزايد لحركة التيار العروبي في قبائل وعشائر العراق الشيعية في الجنوبْ التي يلتقيْ بعضُ شخصياتها معَ رموزٍ متمرِّدةٍ سراً على قيادة مقتدى الصدرْ فهذا الإضطرابْ في شرائح التيارْ وبروز طموحْ لبعض شخصياته تحملُ صراعاً تاريخياً معَ الذراع الرئيسي للنظام الإيراني وهوَ المجلس الأعلى وحزب الدعوة يجعلُ مهمة إعادة بناءْ هذا التيار وتنظيم مهامه ضرورةٌ قصوى للمشروع الإيراني خاصةً في هذه المرحلة الزمنية الدقيقة التي يسعى فيها الإيرانيون إلى إعادة توظيف النصر عبرَ صيغة سياسية مكرَّسة في الدولة العراقية الجديدة تحتاج إلى انضباط كبير لعناصرها.

المنظورْ الأمريكي الاستراتيجي

أما من ناحية واشنطن فتقديرها لحرب الجنوب ودعمها الإعلامي لها يأتي من خلال سياقْ القضايا المفصلية للمشروع الأميركي في العراق وهو الذي يتركَّز على ثلاثة مبادئ رئيسية تضمنتها ضمناً وثيقة المبادئ التي وقِّعت مع حكومة المالكي :

الأول / ضمان الوجود العسكري متوسط أو طويل المدى على الأرض العراقية وهوَ ما بدأ يبرزُ جلياً من خلال أحاديث البنتاغون الأخيره والمسئولين الأميركيين وإشاراتهم في خطبهم خلال جولاتهم على المنطقة .

الثاني / ضمانْ إخضاعْ النفط العراقي للأولوية الأميركية القصوى وتدفقه بحسب ما تُمليه مصالحُ واشنطنْ .

الثالث / إبقاءْ حالة الواقع العراقي في ازديادٍ مضطرد نحو تكريس مشروع التقسيم وفدرلة الدولة العراقية .

ولا شكَّ أن المنظور الأميركي يسعى ضمنياً لتحجيم القوى الإيرانية المسيطرة في العراق لكنَّ كل المبادئ الثلاث لا تتصادمْ معها طهران خاصة إذا أخذنا في الاعتبار دعم نجاد للمالكي الحازم ودعم الرئيس بوش المماثلْ له فتقدير الإيرانيين بأن عدم الاصطدام المباشر مع واشنطن في محاور وثيقة المبادئ يكفلْ لهم التركيز على مشروعهم الإستراتيجي الذي يرونَ بـأنه سيسبق في نهاية الأمر في الوصول للحسم النهائي وهو المشروع الطائفي الاستعماري .



الإنفجار المفاجئْ لألغام العراق .. في أيدي الاحتلالْ

غيرَ أن المؤشرات المتزايدة التي تُعطيها الساحة العراقية وفي داخلْ بعض الأطراف الرئيسية للعبة السياسية وفي مناطقها الخاصة في الجنوبْ وكركوك وبعض مناطق العراقْ كلها تُعطيْ مؤشراتْ متزايدة على أن الاحتلال سواءً في مشروعه الأميركي أو في مدِّه الإيراني لا يستطيع ضمانْ إدارة هذه اللعبة التي أصبحت تتفجر داخلياً بل تتشظَّى داخل هذه الأطراف ذاتها التي راهنَ عليها مشروع الاحتلال ولربما تحوَّلَ اللغمْ الذي طالما زرعه الأميركيون والإيرانيون في الجسد العراقي الممزَّقْ إلى لغمٍ ينفجرُ بينَ أيديهم فيفتكُ بمصالحهم ويغتالُ عملائهم بأيدٍ هُم صنعوها وسلَّحوها فلمنْ ستُشرقُ شمسُ بغداد .

المشروع الوطني العراقيْ يتقدَّم في صراع التقاطعاتْ

وهذه الحالة من اضطرابْ الأدوات الأميركية والعراقية وإن كانَ كلا الطرفين يستشعرُ استعلاءً جامحاً في إعادة صياغة مشروعه إلا أنَّ عودة المقاومة العراقية بقوة إلى الساحة الميدانية وضبط برنامجها العسكري وخطابها السياسي وبدءْ معالجة قضية الصحواتْ وفرزها كلياً من اختراقْ مشروعها الوطنيْ معَ عودةْ وتزايدْ الثورة العربية الشيعية في داخل الضمير الوطني العراقيْ كلها دلائلْ تُعطيْ عنواناً موحَّداً وإن كانَ الطريقُ لا يزالُ طويلاً إلا أنَّ الــعــراقْ يأبى إلا أن يكونَ عربياً موحَّداً قبلته للبيتِ العتيق لا لواشنطن ولا لطهران .
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى