منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أسئلة مفتوحة للعقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. ضياء رشوان

اذهب الى الأسفل

أسئلة مفتوحة للعقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. ضياء رشوان Empty أسئلة مفتوحة للعقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. ضياء رشوان

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء أبريل 01, 2008 2:06 am

جري العرف علي أن وظيفة الكتّاب والباحثين والمحللين السياسيين، هي تقديم إجابات عن الأسئلة التي يطرحها الناس وتستلزمها القضايا التي يحارون في حل معضلاتها، لا أن يضيفوا إلي همومهم وأسئلتهم أسئلة أخري. إلا أن الأوضاع في مصر والتي تختلف بل تخالف كل ما يجري في دول العالم ومجتمعاته من متقدمة ونامية ومتخلفة، تفرض علينا - بخلاف دورنا ووظيفتنا - أن نتوجه اليوم بأسئلة علي رؤوس الأشهاد إلي من يمكن تسميتهم العقلاء في الحزب الوطني والدولة، عسي أن ينتبهوا إلي ما بات يهدد البلاد وأبناءها العباد من مخاطر داهمة، تكاد تطيح بكل شيء فيها. أيها العقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. ألستم مواطنين مصريين كشأننا جميعاً، تنتمي أغلبيتكم الساحقة إلي مختلف شرائح الطبقة الوسطي، التي كادت تهلك بعد أن سحقتها البطالة والغلاء وفقدان الأمل في المستقبل لدي أجيالها الشابة، وقبل كل ذلك شعورها العميق المذل مع بقية الطبقات الكادحة المصرية الأخري بالقهر، ليس فقط من أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية المتردية، بل وقبله من «الفحش» في امتلاك الثراوات ذات المصادر المشبوهة و«الافتراء» في امتلاك القوة والنفوذ لدي تلك القلة الطافية علي سطح المجتمع من الأغنياء الجدد، الذين باتوا بالفعل يملكون البلد بمن فيه وما عليه؟ ألستم أبناء تلك المناطق والشوارع والقري والمدن المصرية العادية البسيطة، التي تعانون اليوم فيها ومعها كل صور المعاناة اليومية التي تتحدثون عنها وتشكون منها معظم يومكم مع جيرانكم وأصدقائكم وأهلكم، بعيداً عن مواقع عملكم الرسمي أو نشاطكم الحزبي؟ ألستم أنتم أول الشهود وأعرفهم بحال الحزب الذي تنتمون إليه، لأسباب نعرفها جميعاً، وأنتم أعرف بها منا وبحال الدولة التي تحتلون فيها مواقع مختلفة المستويات، وإن أتاحت لكم جميعها رؤية الحقيقة التي لم تعد خافية علي أحد من المصريين، بمن فيهم من لم يقترب منها مثل اقترابكم؟ أيها العقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. هل أنتم بحاجة إلي أن نعيد علي مسامعكم ما أنتم عارفون تفاصيله، مما بات يجري اليوم في كل بقاع مصر وجميع مستويات وجودها الاجتماعي والسياسي من فوضي وغياب لأي قانون وفساد وانهيار لكل ما تعارف المصريون علي احترامه من قيم وسلوكيات، وتآكل لكل معاني ومقومات الدولة الحديثة، وتهاوٍ مفزع في مؤسسات التعليم والعمل بكل فروعه؟ هل أنتم بحاجة إلي تعريفكم بحقيقة النخبة «الافتراضية» الجديدة، التي تقود اليوم حزبكم الحاكم وتبسط هيمنتها كل يوم علي جزء جديد من البلاد ومقدرات العباد، دون أن يعرف واحد منهم عن أحوالها الحقيقية وأحوالهم شيئاً، أو يعيش ولو بضع ساعات مما تعيشون في كفاحكم اليومي من أجل «الستر» ومواصلة الحياة القاسية؟ هل لدي أحدكم أدني شك في غربة هذه النخبة الجديدة عنكم واغترابكم عنها، وأنكم بالنسبة لها محض كتلة بشرية صماء، كل وظيفتها هي أن تحملهم إلي سدة الحكم والهيمنة الكاملة النهائية علي مقدراته، وأن تكون «زبوناً» يشتري سلعهم وخدماتهم التي يحتكرونها، وبالأسعار التي يحددون، حتي تزداد ملياراتهم مليارات أخري؟ هل يستطيع أحدكم أن يصارح نفسه بحقيقة إخلاص هؤلاء القادة الجدد في السياسة والاقتصاد، والأعمال لكم ولهمومكم العريضة أبنائكم وأحلامكم الصغيرة المتواضعة؟ أيها العقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. ألا تسألون أنفسكم في اليوم ألف مرة عن إمكانية استمرار الأحوال علي ما هي عليه، وما يمكن أن تؤدي إليه وهي تزداد تدهوراً يوماً بعد آخر؟ ألا تسألون أنفسكم عما يجب عليكم أن تفعلوه في ظل هذا التدهور المتواصل تجاه أنفسكم، قبل أن يكون تجاه وطنكم وشركائكم فيه من أبنائه الشرفاء البسطاء، فأنتم اليوم معهم في طوابير البحث نفسها عن رغيف رخيص لأسركم وأبنائكم، مع أبنائهم في طوابير البطالة الممتدة بلا نهاية في كل بقاع الوطن، وجميعكم تنتظرون منذ ثلاثين عاماً، أملاً لم يتحقق أبداً، وحلماً تحول بالفعل إلي كابوس طويل؟ أيها العقلاء في الحزب الحاكم والدولة.. لقد أعطتكم خبراتكم علي اختلافها وتاريخ هذا البلد الطويل، الخلاصة، التي يعرفها كل مصري بسيط أمي، وهي «أن دوام الحال من المحال».. أفلا ترون أن الحال اليوم قد بات بالفعل في نهايته، وأن أصحابه يسعون بكل ما يمتلكون من قوة لأن يغيروا هذه الخلاصة - القانون، فيحققون المحال ويستمر الحال؟ أفلا يدفعكم كل هذا أيها العقلاء في الحزب الحاكم والدولة، إلي تلمس سبيل النجاة لكم ولبلدكم ولمواطنيكم، الذين اشتاقوا وأنتم معهم لحال آخر غير ذلك، الذي أضاع البعض منكم فيه جل حياته، وضاع معه وطن بأكمله؟ أما كيف السبيل؟ فهذا هو السؤال الأخير الحاسم الذي عليكم وحدكم الإجابة عنه.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى