منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

وكر العقارب ـ د. هشام الحمامي

اذهب الى الأسفل

وكر العقارب ـ د. هشام الحمامي Empty وكر العقارب ـ د. هشام الحمامي

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين مارس 31, 2008 12:36 am

فى مشهد شكسبيري مثير وقف البابا بنديكتوس السادس عشر يعمد أحد المصريين أمام كاميرات التلفزيون فى ليلة قداس عيد الفصح..ثم اخذ يتحدث بعدها عن معجزة الدخول في المسيحية بعد كل هذه السنين من قيامة المسيح عليه السلام..المقر البابوي أصدر بيانا بهذا الموضوع آملا أن لا يتخذ منه أحد إساءة .. صحيفة كوريري ديلا سيرا الإيطالية الشهيرة أوردت مقالا للمسيحي الجديد مليء بالدنس واللؤم قال فيه:إن جذور الشر متأصلة في إسلام سمته العنف وتسوده تاريخيا الصراعات..وعلى مر السنين كان يتمنى أن ينتقل من ظلامية عقيدة تعطى شرعية للكذب والتستر والموت العنيف الذي يؤدى إلى القتل والانتحار والخضوع الأعمى للاستبداد والانضمام إلى الديانة الأصيلة ديانة الحقيقة والحياة والحرية.. هذا الشخص له كتاب اسمه (عاشت إسرائيل) يمجد فيه الدولة الصهيونية .

من عامين قال بنديكتوس السادس عشر محاضرة في مدينة روزنبرغ الألمانية عن العنف الكامن فى الإسلام وتطاول ما وسعه التطاول..وكتبت وقتها أن 1300 مليون مسلم مرروا كل ما قاله الحبر الكاثوليكي من تحت أحذيتهم.

واليوم وقبل أن نمرر للمرة الثانية هذا الموقف الشكسبيري المضحك من تحت أحذيتنا والذي من أسف كانت ساحة القديس بطرس مكان حدوثه..وجدتني أراجع في مخيلتي التاريخ المؤلم لباباوات روما وروحهم التخاصمية التي هي أبعد ما تكون عن رسالة السيد المسيح علي السلام ..

أخذت أتذكر ما قاله مارتن لوثرفى رسالته الشهيرة للبابا ليو العاشرSadعندك فى بيتك وكر للعقارب لم يؤذك منذ سنوات لكنه يتفرخ ويتكاثر..البابا يقول لي لا تهاجمه مادام لم يؤذيك لأن هناك احتمالا كبيرا أن لا تستطيع القضاء عليه فيتحول إلى مصدر للإيذاء الدائم..أما أنا فأقول إن لم تهاجم الشر في عقر داره لاجتثاثه من جذوره فانك لن تحقق رسالة الرب..رسالة الخلاص)..لوثر قال هذه الكلمات بعد آن زار روما عام 1510 للتبرك بالمقر الرسولي وكان يتمنى رؤية القديسين والرهبان الزهاد.غير أنه ما إن حل بروما حتى فوجئ بمدى الفساد المنتشر داخل الكنيسة الكاثوليكية حتى على أعلى المستويات.

وكر العقارب لم يسكت على ذلك لكنه ما أن أتى العام 1520م حتى كانت الكنيسة الكاثوليكية تمارس باسم المسيحية ما لا يرقى إليه خيال الوحوش في التعذيب والفتك والإيذاء من شد الأطراف حتى خلعها ..إلى الشنق فوق الأشجار إلى حرق الناس أحياء (قصه الحضارة المجلد 12) ..

سنه1562م كتب الشاعر الشهير (بيار دى رونسار)إلى الملكة(كاترين دى ميتشى) ملكة فرنسا كتابا عبارة عن مقاطع شعرية عددها 250 مقطعا بعنوان(عن ضروب البؤس في زماننا) واخذ يتساءل في حرقه وألم شديدين عن هذه(التركة الخلافية الثقيلة)هل هي موجودة بذورا دائمة في بنية الدين نفسه؟؟..وإذا كان الدين المسيحي نفسه يحمل بذور هذا العداء أو ليس من الأفضل أن نعود إلى الوثنية..؟؟وكان يردد هذه الجملة الأخيرة كثيرا معلقا على الخلاف الحاد المليء بالثأرات المريرة الذي قام بين بطرس الرسول وبولس الرسول ولم يكد يمر عامان على قيامه المسيح ..!!

توفى الرجل أسيفاً حسراً سنه 1585م في مكان بعيد عن صخب وشرور عالم رأى أن المسيحية أثقلته بتركة خلافية معقدة وعدائية ما كان ليرضى عنها السيد المسيح عليه السلام ..

تذكرت النشرة السنوية التي كانت تصدرها الكنيسة الكاثوليكية عن الكتب الممنوعة(ليبرورام بروهيبتوريوم) بدأ من عام 1542 م..فقد كانت الكنيسة المسيحية في أوروبا ترى أن مفاهيم الحداثة والمساواة والعدالة والحق والحرية مهددة للديانة المسيحية وللكنيسة نفسها..إذا ستقلت الرعية من سيطرتها فقررت(تخليص المؤمنين من كل ما هو ضار بالعقل والإيمان والحياة)..!!!

تذكرت الاحتفالات السنوية التي كان تقيمها الكنيسة المسيحية في أوروبا علانية لحرق الكتب..والتي للطرافة كانوا يسمونها(فعل إيمان)!!! وتذكر الروايات التاريخية أن مؤلفي الكتب أيضا كانوا يحرقون في الساحات العامة وكانت أشهر ساحات الحرق ساحة(كمبو دى فيورى) أو حقل الزهور والتي شهدت إحراق الفيلسوف(جيوردانو برونو)عام 1600م.

ويذكر الباحثون الأوروبيون أن الكنيسة المسيحية وعلى مدار 1700عام كانت هي المؤسسة الأكثر مسؤولية عن حظر الكتب وإحراق مؤلفيها ..

وتروى كتب التاريخ أنه في عام 395م مع دخول الإمبراطورية الرومانية في المسيحية حدث اضطهاد رهيب لليهود ..فحرم عليهم ركوب الخيل ومنعوا من بناء أي مجمع جديد لهم وأرغموا على تغيير موعد عيد الفصح وتحولت كراهية اليهود إلى جزء من العقيد الدينية المسيحية ..والذي يقرأ التاريخ الأوروبي جيدا يدرك مدى اضطهاد المسيحية للأقلية اليهودية عبر كل الأزمان حتى أيام الإصلاحات الكنسية وقت مارتن لوثر.(هل نذكر وثيقة المدينة في هذا السياق الملوث؟؟!!)

تذكرت مسرحيه الأديب اليوناني الشهير كازانتزاكيس(المسيح يصلب من جديد)والتي يمكنك أن تطالع من خلالها كل ألوان الشر والضغينة والكذب والأنانية فى شخصية كاهن قرية(لوكفريوس)الأب جريجوريوس الذي يغلف كل دناءاته وحقاراته وبذاءاته وشهواته وكل ما يفتك بالإنسان ويحط من إنسانيته..بغلاف ديني ميتافيزيقي..

لقد قامت الكنيسة الكاثوليكية في أوروبا بأسوأ الأدوار في تاريخ الإنسانية حين وضعت الإنسان على حد نصل تاريخي بين استجابته الفطرية للإيمان وبين مقته الشديد لأفعال ومواقف الكهنوت..وما ترتب عليه تاريخيا من حاله عداء قصوى للدين في المجتمعات الغربية وإقصائه عن المنظومة الأخلاقية وما تلى ذلك من تنفير الناس من(الإيمان)..ونشوء الفلسفات التي تحارب الرحمة و الشفقة والضمير والتسامح و الأخوة والتعاون والعدالة.

مشكله الكنيسة الكاثوليكية أنها لازالت تعيش أوجاع الصدامات الروحية والسياسية الكبرى التي حدثت في القرون الوسطى.إذ لم يعد بإمكانها السيطرة على الإنسان وباتباعه الصكوك والأسرار.ويبدو أنها منشغلة الآن بدرجة (توترية) بالإسلام والمسلمين.. بما يفسر عمق الخيبة التي تعيشها.

كثير من العقلاء المسلمين والمسيحيين على السواء تساءلوا عن السبب الذي دعى البابا إلى أن يقوم بنفسه بالتعميد وفى كنيسة القديس بطرس وليس في أبرشية محليه..وإصدار بيان رسمي من الفاتيكان وإعطاء الموضوع حجما ينأى كثيرا عن أرض الموضوع..فإذا كان احدهم يريد أن يؤدى عبادات روحيه وفق فهم معين ..ليكن ذلك !!..لماذا إذن يتم حوله كل هذا الضجيج؟؟ ولماذا البيانات والمقالات ؟؟؟
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى