للكبار فقط

د. إبراهيم السايح

حتي الطقس نستورده بالكامل من الدول والقارات الأخري . الحرارة الشديدة تأتي من السعودية أو ليبيا أو السودان أو الهند والبرودة الشديدة تأتي من شمال أوروبا ووسطها وغربها وشرقها.
حاول أن تتابع النشرات الجوية في شتي دول العالم ، ولن تجد دولة واحدة تقول إن عندها موجة حارة أو موجة باردة قادمة من مصر.

ثم حاول بعد ذلك أن تقرأ أو تسمع تقارير الأرصاد الجوية المصرية وسوف تجد أن هناك دولا أخري مسئولة عن أي نوع من أنواع الطقس المصري. الرياح المثيرة للرمال نستوردها من شبه الجزيرة العربية. اعتدال الجو يتسبب فيه دخول هواء دافئ قادم من الهند يتمكن - بعون الله - من طرد الهواء البارد القادم من سيبيريا الشقيقة. النوات الشتوية الزمهريرية تزور مصر من جنوب ووسط وشمال أوروبا . حتي اليمن السعيد يرسل إلينا بين الحين والآخر موجات من الطقس الموسمي والهواء الأصفر والعواصف الخانقة.
في العام الحالي انضمت ليبيا الشقيقة إلي مجموعة الدول العظمي المصدرة للطقس الخانق . استوردنا منها خلال مارس الحالي موجة حارة غير مسبوقة تحولت خلالها الأيام الأخيرة من الشتاء المصري الجغرافي إلي صيف قائظ يفوق الصيف الحقيقي. ثم قالت الأرصاد الجوية إنها تمكنت - بفضل الله - من تدبير شحنة هواء لطيف من أوروبا الغربية، ونجحت الصفقة بالفعل في العودة بمصر من الصيف الكاذب إلي الربيع المؤقت!
كنا في حقبة الستينيات نسمع من إخواننا الثلاثي المرح أغنية مناخية يقولون فيها «حلاوة شمسنا.. وخفة ضلنا.. الجو عندنا ربيع طول السنة» وحيث إن العاملين بالإذاعة المصرية يتم اختيارهم من السادة العباقرة كسائر قيادات البلاد، فإنهم كانوا يتفضلون بإذاعة هذه الأغنية في أيام الموجات الجليدية والعواصف الرملية والنوات الشتوية التي تصيب البلاد!
هيئة الأرصاد الجوية يقال إنها توقفت حاليا عن استطلاع حالة الجو، واكتفت بشراء جهاز تليفزيون «جولد ستار» مستعمل وتوصيلة قمر صناعي «دش» مسروقة ، ووضعت الجهاز في مكتب رئيس الهيئة، حيث يقوم سيادته بمشاهدة حالة الطقس في كل دول العالم - ومنها مصر- علي قناتي الجزيرة أو العربية أو غيرهما ، ثم يتفضل بإصدار النشرة الجوية وتوزيعها علي الصحف والإذاعة والتليفزيون . حتي النشرة صرنا نستوردها من الشقيقة قطر!! <

موضوعات قيمة ومفيدة اشكرك عليها