منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤشرات بمعنى الفشل.. د. محمد السعيد إدريس

اذهب الى الأسفل

مؤشرات بمعنى الفشل.. د. محمد السعيد إدريس Empty مؤشرات بمعنى الفشل.. د. محمد السعيد إدريس

مُساهمة من طرف saied2007 الأحد مارس 30, 2008 1:53 am

انقسم العرب حول مؤتمر القمة الدوري على مدى أكثر من شهر وكانت الأزمة السياسية اللبنانية التي اختصرت في بند أساسي هو انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انعقاد القمة هي عنوان هذا الانقسام، وقام الطرف العربي الذي طرح هذا الشرط بتوظيف ثلاث أوراق لخدمة ما يراه هدفاً مشروعاً ونبيلاً في مواجهة الموقف السوري المتهم بعرقلة تيسير انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية هو العماد ميشال سليمان قائد الجيش اللبناني، الورقة الأولى هي القمة ذاتها أي ان تعقد أو لا تعقد، وإذا عقدت هل تعقد في مكانها وزمانها أي في دمشق وفي يوم التاسع والعشرين من مارس/ آذار كما هو مقرر، أم تؤجل وتعقد في مكان آخر بديل؟ ولكن الاتجاه العربي العام تجاوز هذه الورقة وأكد ضرورة انعقاد القمة في مكانها وزمانها، أما الورقة الثانية فهي ورقة المشاركة، وهل ستذهب دول بعينها إلى دمشق أم ستعلن المقاطعة؟ لكن الواقع العربي بأزماته الخطيرة والحاسمة جعل قرار المقاطعة مرفوضاً، ومن ثم تجاوزته الأحداث، وأصبحت المشاركة في القمة هي القرار العربي الجماعي، ثم جاءت الورقة الأخيرة أو ورقة الساعات الأخيرة، وهي ورقة تخفيض التمثيل العربي في القمة، حيث هددت دول عربية بتخفيض مستوى التمثيل إذا لم يتم انتخاب الرئيس اللبناني في الموعد المحدد له يوم 25 مارس/ آذار، وعندما أكدت سوريا وأيدتها في ذلك أغلبية الدول العربية أن القمة ستعقد بمن حضر، وأن هذه ليست القمة الأولى التي يغيب عنها عدد من القادة، لم تعد هناك أوراق أخرى قابلة للتوظيف خصوصاً بعد أن أعلن نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني تأجيل جلسة انتخاب الرئيس إلى موعد آخر بعد القمة وهو يوم 22 إبريل/ نيسان المقبل. وجاء هذا التأجيل متزامناً مع قرار دول عربية تخفيض التمثيل في المشاركة بمؤتمر القمة إلى ما دون وزير الخارجية، أما الحكومة اللبنانية فقد اختارت قرار المقاطعة تحت تبرير نزع ملف لبنان من الرئاسة السورية للقمة. فحسب تصور الحكومة اللبنانية فإن غيابها عن القمة "سيقطع الطريق على النظام السوري للقيام بأي تحرك يتصل بالشأن اللبناني الداخلي"، وبالتالي سيبقى ملف لبنان في عهدة مجلس وزراء الخارجية العرب، نظراً لأنه كان قد أطلق مبادرة لحل الأزمة لم تر النجاح بسبب خلافات في تفسيرها من جانب المعارضة والموالاة في لبنان. هذا التصور هو امتداد لما يمكن وصفه ب"الورقة الأخيرة" في الصراع أو الانقسام العربي حول القمة، وهي "إفشال القمة" وإذا لم تنجح هذه الورقة فليكن التحرك من أجل الترويج الإعلامي بفشلها، لكن هذه المهمة ليست يسيرة بل هي معقدة إذ ستواجه بسؤال مهم هو: ما هي معايير الفشل والنجاح بالنسبة لأي مؤتمر قمة عربي؟ وكيف سيكون حال قمم بعينها إذا ما تم القياس بهذه المعايير وبالتحديد القمة الأخيرة التي عقدت في الرياض؟ هل نجاح القمة يقاس بعدد وشخوص القادة العرب المشاركين، أم بعدد ونوعية وشمولية التوصيات التي ترد في البيان الختامي، أم بالانسجام والتوافق بين القادة داخل الجلسات أم بقدرتها على تنفيذ توصياتها؟ الأرجح ان المعيار الأخير هو المعيار الأهم للتقييم، وغيره من المعايير يبقى مسانداً أو تجميلياً، وبهذا المعنى إذا أردنا تقييم القمم العربية السابقة سنجد أن عدداً محدوداً منها يمكن أن يستثنى من وصف الفشل، وإذا كان نصيب قمة دمشق الفشل هو الآخر فإنه سيكون مؤتمراً غير فريد أو غير استثنائي بعد أن أصبح الفشل هو الصفة العامة لمعظم القمم العربية، وبسببه "الفشل" فقدت هذه القمم أهميتها وصدقيتها لدى المواطن العربي الذي يقدر له أن يسمع، مرغماً، ضجيج القمة من دون أن يرى أفعالاً قادرة على مواجهة التحديات. التخطيط لافشال القمة جريمة ليس في حق سوريا بل في حق لبنان وفي حق فلسطين وفي حق العراق وفي حق المواطن العربي المقهور، وفي حق الأرض العربية المغتصبة وفي حق المكانة العربية. فشل القمة معناه تدويل الأزمة اللبنانية ونقلها إلى أطر دولية بديلة حسب التوضيحات الفرنسية الأخيرة سواء بنقل الملف إلى مجلس الأمن كما تأمل واشنطن أو إلى مؤتمر دولي على غرار مؤتمر مساعدة لبنان في بداية العام الفائت كما تريد باريس. وفشل القمة معناه تمكين "الإسرائيليين" والامريكيين من افشال تنفيذ "اعلان صنعاء" الخاص بالمصالحة بين حركتي فتح وحماس، وجعل مصير هذا الاعلان مشابهاً لمصير "اتفاق مكة المكرمة" الذي فرطت الدول العربية في حمايته، وكانت النتيجة ما حدث من صراع دام بين فتح وحماس في 13 يونيو/حزيران الماضي، وما استتبعه من اجتياح وقتل وتدمير "إسرائيلي" ومن فرض للحصار على قطاع غزة. وفشل القمة معناه تمكين الأمريكيين من فرض مشروعهم على العراق عن طريق توقيع معاهدات استراتيجية مع الحكومة العراقية في غيبة الدور العربي والمصالح العربية. العرب لم يعد في مقدورهم تحمل ترف فشل جديد، في وقت هم أحوج ما يكونون فيه لمراجعة خيارات استراتيجية سابقة لهم. أولها ما يعتقد فيه العرب أن السلام مع الكيان الصهيوني هو "الخيار الاستراتيجي"، وليس مجرد خيار استراتيجي من بين خيارات استراتيجية أخرى فبعد التعهد "الاسرائيلي" والامريكي بإفشال مبادرة السلام العربية وتجاهل مقررات اجتماع أنابولس لم يعد ممكناً الاستمرار في التمسك بهذا الخيار وحيداً من دون بدائل وخيارات أخرى لحماية الحقوق والمصالح العربية. وثانيها ما تريده امريكا من العرب من تغيير ادراكهم للخطر الاستراتيجي بالتحول إلى ايران والتعامل معها كعدو والتعامل مع الكيان الصهيوني كحليف أو على الأقل كشريك. تخيير "الاسرائيليين" للرئيس ابومازن بين المصالحة مع حماس أو الاستمرار في معسكر السلام، وشروط ديك تشيني للمصالحة بين فتح وحماس مجرد مؤشرات لمعنى الفشل العربي في دمشق
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى