عفـريت الفـرن ـ مختار نوح

الحكومة المصرية لذيذه جداً ... والصحافة الحكومية في مصر ... ألذ ... ألذ ... ألذ ... فبمجرد أن قام رئيس الوزراء بالمرور على بعض المواطنين في الأقصر ومصافحته لعم " محمد الغلبان " من داخل سيارته أم كام مليون ... سيارة الوزير طبعاً ... أعلنت الصحف أن مشكلة طوابير الخبز قد انتهت وتم حل المشكلة لأن يد السيد رئيس الوزراء فيها البركة ....
فمنذ أن أعلن رئيس الجمهورية ضرورة حل مشكلة الخبز في مصر ... والصحف الحكومية ليس لها من هم إلا أن ترسل لسيادته أخباراً عن أن المشكلة تم حلها والناس بترمى العيش في الأرض من كثرته ....حتى إن الحاج " على أبو حسين " أراد أن يحلف على النعمه ويضع العيش على عينه فلم يضع رغيفاًَ واحداً وإنما قام بوضع عشرين رغيفاً مره واحده من باب الإفتراء وكثرة العيش ... وقطعهم نصفين ثم حلف وقال " وحياة دى النعمة اللى ما بنقفش عليها طوابير وهى مرطرطه فى كل حته مانا دافع ايجار السنتين المتأخرين "
وعن تاريخ الخبز فى مصر فيروى ان مصر هى التى حلت مشكلة العالم فى القمح .. قبل الميلاد بآلاف السنين ... وقد ذكر القرآن هذه الحقيقة التاريخية فى سورة يوسف ... وعلمنا أن مصر هى أرض الخير والبركة ثم ونروح بعيد ليه فمصر هى التى أنتجت فيلم " بائعة الخبز " وكانت الراحلة أمينة رزق بتبوس إيد الزبون من أجل أن يأخذ منها كام رغيف .... وهذا طبعاً كان قبل حكومات 1952 وما بعدها .
وكانت الأفران لسنوات قريبة ... تبيع الخبز بأرخص من ثمنه بكثير عندما يكون به عيب بسيط أو لأن الناس رفضوا أن يأخذوه ... ويسمى هذا الخبز " بعيش الرجوع " ومنذ عشرين سنة فقط وبالتحديد فى عام 1987 حذر النائب الراحل " علوى حافظ " حكومة الوزير " يوسف والى " من أن سياسة مصر فى عدم زراعة القمح ستؤدى إلى المجاعة وكان هذا الإستجواب هو أول إستجواب فى برلمان 1987 ومع ذلك مات " علوى حافظ " وعاشت المجاعة ....
وأخيراً اهتدت عبقرية الحكومة المصرية إلى إعادة أكشاك التوزيع التى كانت قد سبق وأن هدمتها وكما أننا لا نعرف لماذا هدمت الحكومة هذه الأكشاك فإننا أيضاً لانعرف لماذا أعادتها إلى الحياه.. وأصبح فجأة " الكشك هو الحل " ... ويا عينى عليكى يا مصر فقد كنت تطعمين العالم كله .. والبلاد العربية والحجاج فى السعودية من قمح أرضك مجاناً والآن تبحثين عن حل المجاعة عند أكشاك التوزيع هذا وقد اتفق الناس على إضافة نوع جديد من الشهداء أطلقوا عليه اسم " شهيد الفرن " وهو الشهيد الذي يموت من أجل قطعة خبز وبهذه المناسبة فيروى أن مواطناً مصرياً عثر على مصباح "علاء الدين " فخرج له العفريت معلناً أنه " شبيك لبيك عبدك وملك يديك " فطلب المواطن الغلبان من العفريت عشرة أرغفه للغذاء فذهب العفريت من فوره وهو يصرخ صرخة الواثق سمعاً وطاعه إلا أن العفريت غاب لخمس ساعات كامله مما اضطر المواطن إلى أن يدعك المصباح ثانيه بسبب الجوع والقلق فظهر له العفريت معاتباً

" عاوز اييه يا أخى .... كده خرجتنى من الطابور "

وعجبــــــى