منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الأمريكيون و"أجندة" القمة.. د. محمد السعيد إدريس

اذهب الى الأسفل

الأمريكيون و"أجندة" القمة.. د. محمد السعيد إدريس Empty الأمريكيون و"أجندة" القمة.. د. محمد السعيد إدريس

مُساهمة من طرف saied2007 السبت مارس 29, 2008 3:57 am

اعتقد اننا، أبناء هذه الأمة العربية، لم نعد، بعد كل هذه العقود الطويلة من التنازع مع الأمريكيين على السيادة فوق أرض وطننا العربي الممتد من الخليج إلى المحيط، في حاجة إلى تقديم الوثائق التي تثبت عداءهم لفكرة “التجمع”، فقط “التجمع” وليس الاتحاد أو الوحدة بين الدول العربية، الوثائق والمراجع العلمية كثيرة ومتداولة وفي يد كل من يريد أن يتأكد أو يصل إلى اليقين خشية أن يتهم بأنه ضحية ل”نظرية المؤامرة”. الموقف الأمريكي المعادي للوحدة العربية والمتآمر عليها موقف قديم، يمتد إلى نهاية الحرب العالمية الثانية وبدايات تبلور الصراع والاستقطاب الدولي بين معسكرين رأسمالي تقوده الولايات المتحدة، وآخر اشتراكي يقوده الاتحاد السوفييتي (السابق). لقد حاول الأمريكيون السيطرة على ما يسمونه منطقة “الشرق الأوسط” وإدراجها في أحلافهم العسكرية، وعندما رفض العرب ذلك، أو بالأحرى بعض العرب، بدأ العداء والصدام الذي وصل إلى الحروب بالأداة الاستعمارية المثلى للغرب “إسرائيل” وبمحاولاته اغتيال الزعماء، وإحداث الانقلابات، بل والتآمر على أول تجربة وحدوية معاصرة بين مصر وسوريا عام 1958. منذ ذلك الحين، وحتى الآن، والمحدد الأساسي للمشروع الأمريكي في وطننا العربي (الشرق الأوسط) يتركز حول الحيلولة من دون تحقيق وحدة عربية أو انجاح تجمع عربي، بل والسعي لإفشال جامعة الدول العربية، وحتى المجالس العربية الفرعية، فإنهم يتعاملون مع دول وليس مع تجمعات أو وحدات، ولعل في الموقف الأمريكي الرافض لتوقيع اتفاقية تجارة حرة جماعية مع مجلس التعاون الخليجي مثال على ذلك. دائماً كان الشعار الأمريكي في وطننا العربي، ولا يزال: “التقسيم هو الحل”، أي إعادة صياغة للشعار البريطاني السابق “فرق تسد”، الذي لم يعد أحد يذكره أو حتى يريد ان يذكره، لأنه يعكر صفو علاقات العرب بأصدقائهم في الغرب، كما أن أحداً لا يريد أن يسمع أو يقرأ عن العداء الأمريكي لوحدة العرب ولفرض سيادتهم على وطنهم والحفاظ على استقلالهم، ولم يكن أحد يريد أن يسمع، أو يصدق ان الولايات المتحدة هي أهم أطراف الأزمة اللبنانية، وأنها هي المحرك الأساسي للأزمة. كان المطلوب ان تبقى سوريا هي السبب في الأزمة، كي تصبح هي العدو في لبنان، تماماً كما يجب ان تصبح إيران هي العدو في العراق، وفي كلتا الحالتين مطلوب من العرب ان يغمضوا عيونهم ويصموا آذانهم عن رؤية الاحتلال الأمريكي للعراق، وعن رؤية وفهم المخطط الأمريكي في لبنان. والآن، ولحسن الحظ، وقبيل انعقاد القمة العربية ساهم الأمريكيون من دون تعمد في إجلاء حقائق مهمة، فدعوة شون ماكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية القادة العرب إلى “التريث” قبل إعلان مشاركتهم في القمة العربية في دمشق، تكشف مدى ضيق واشنطن من أي اتفاق عربي مهما كان شكله. كما أن دعوة ديك تشيني للقادة العرب لإرسال سفرائهم إلى بغداد، لا لشيء إلا لمواجهة النفوذ الايراني، يجب أن تقنع القادة بضرورة اتخاذ موقف محدد وسياسة محددة نحو العراق، تطالب بجلاء القوات الأمريكية ورفض كل محاولات ملء الفراغ سواء كانت إيرانية أو غير إيرانية، فمن يملأ الفراغ هم العراقيون والعرب وليس غيرهم، وهذه هي أهم ما يجب أن تحويه أجندة قمة دمشق.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى