لهذا نكرهكم ونكرههم !! ـ د.أحمد دراج

منذ بداية الغزو الأمريكي البريطاني لأفغانستان والعراق والإدارة الأمريكية بكل مؤسساتها ودوائر صنع القرار فيها تتساءل " لماذا يكرهوننا ؟ " يتساءلون بصلف وغرور يكسو وجوههم الإجرمية وهم يستنكرون مشاعر الكراهية التي تلاحقهم ليس من بيت لبيت فحسب بل من صدر إلى صدر آخر في المنطقة العربية التي بليت بنظم حكم باتت تتقاسم كراهية الشعوب العربية التي تستبد بها مع الإدارة الأمريكية الاستعمارية الوقحة ومباركة منها.
ومن الغريب والمقزز أن يتساءل القتلة والسفاحون الأمريكيون الجدد وشركاؤهم العرب عن سبب وحجم كراهية جموع الضحايا حول العالم لقاتليهم !! لماذا تصرخ الذبائح عندما تتدافع دماؤها شلالات حارة في العراق وفلسطين والصومال وغيرها !! هذا السلوك النازي الإجرامي غير المسبوق لا يصدر ممن فقدوا إحساسهم ومشاعرهم الإنسانية فحسب بل ممن تدنوا عن المرتبة الحيوانية آلاف الدرجات وضاعة وخسة.
رصيد جديد من الكراهية والبغض يضاف للمخزون الاستراتيجي من الحقد والكراهية للإدارة الأمريكية في قلوب المصريين إثر الحادث الأليم الذي وقع في ميناء السويس يوم 25 مارس 2008 من بحارة السفينة الأمريكية " جلوبال باتريوت " حيث أدي إطلاق النار المقصود على ثلاثة لنشات صيد مصرية وفي أرض مصرية إلى مقتل أحد البمبوطية ويدعى محمد وليد عفيفي ( 27 عاما ) وجرح اثنين آخرين أحدهما يرقد في حالة حرجة.
إن السفينة التي أطلقت النار على مجموعة من الصيادين الفقراء في لنشات الصيد على مسافة تبعد 250 مترا عنها هي سفينة تجارية أمريكية مستأجرة لنقل مخلفات عسكرية من الخليج العربي، وليست سفينة حربية لكي تتذرع بالاقتراب منها، وقد أطلق بحاروها وابلا من النيران الكثيفة على مواطنين مصريين في أرض مصرية وقناة السويس ليست ميدان قتال، ورغم ذلك لزمت القيادات السياسية المصرية- بجميع مستوياتها- الصمت إزاء الاعتداء على السيادة المصرية بمقتل مواطن وجرح آخرين، ومن العار أن تتنصل وزارة الخارجية المصرية من مسئوليتها الوطنية وتغمض عينيها عن جريمة دولية وهذا ما يؤكد أن هذه البلاد ليست بلادنا وهؤلاء المسئولين ليسوا منا ولسنا منهم ولذلك نكرههم.
لقد انبرى وزير الخارجية المصري السيد أبو الغيط منذ بضعة أسابيع في تصريحات عنترية يرغي ويزبد بأنه لن يتردد في كسر أرجل الفلسطنيين الذي اقتحموا الحدود المصرية بحثا عن الطعام والدواء والوقود من رفح والعريش، نفس الوزير أصابه الشلل التام من صمم وعمى وخرس إزاء حادث جلل يمس السيادة المصرية، أما كان الأولى به أن يستنفر الدم من عروقه أو من عروق أصدقائه ولو ذرا للرماد في العيون بتصريح يحفظ الكرامة المصرية التي مرغت في الوحل !!!
إن هذا الحادث وغيره من حوادث قتل أبنائنا وبناتنا بيد الصهاينة على الحدود المصرية في رفح حوالي 54 حادث قتل يثبت مرة بعد مرة أن المواطن المصري صار هدفا مزدوجا لنيران الإدارة الأمريكية والصهيونية من جهة والحكومة المصرية من جهة ثانية ولهذا نكرههم جميعا.
وإذا كانت السلطات المصرية في ميناء السويس والمؤسسات التنفيذية والتشريعية بالمدينة ترى أن بحث ومناقشة الحادث ليس من اختصاصها، فلماذا يجلس هؤلاء وهؤلاء على قلوبنا وقلوب أهلنا في المدينة وإلى متى يجثم الحكام المستبدون على أنفاسنا ويهدرون كرامتنا وينهبون ثرواتنا ؟ وإذا كان المدعو مجلس الشعب المصري بمنصته وبنوابه من حزب التبليط يماطل ويسوف حتى ينجو القتلة وتخرج السفينة الأمريكية آمنة مطمئنة من الأراضي المصرية دون محاسبة الجناة على جريمتهم بقتل وجرح الصيادين المصريين على أرض مصرية وبأيدي أمريكية فعليهم أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا غير مأسوف عليهم للاستيطان لدى أسيادهم في البيت الأبيض ؟
ملحوظة : نتيجة التحقيق في الحادث معروفة ( سلفا ) من الكنترول وسيكون محمد وليد عفيفي القتيل المصري وزملاؤه هم الجناة!!! ونقول ( حسبنا الله ونعم الوكيل ) وإن غدا لناظره قريب

موضوعات قيمة ومفيدة اشكرك عليها