مجدي علام: مصري أم إيطالي أم .. صهيوني ؟

قد لا يمكنك ان تتصور قيام أحد المصريين بالدفاع عن إسرائيل كل يوم..و لكن هذا تحديدا هو ما يفعله المصري الأصل الإيطالي الجنسية، مجدي علام - نائب رئيس تحرير صحيفة كوريرا ديللا سيرا اوسع الصحف الايطالية انتشارا - منذ سنوات طويلة والذي قام بنشر كتاب عنوانه فقط يكفي لوضع حياته في خطر.. عنوان الكتاب" تحيا إسرائيل: قصتي من إيديولوجيا الموت إلي ثقافة الحياة .. قصتي".

و على الرغم من قيام حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بتهديده بالقتل بعد استنكاره لهجماتهم على إسرائيل ومواطنيها إلا أن مجدي علام يقوم بالدفاع عن إسرائيل و سياستها باستمرار الأمر الذي دفع الحكومة الإيطالية بتزويد مجدي علام بحراسة مشددة 24 ساعة يوميا، و لكن مجدي علام قال " أنا لا يهمني أن أدفع حياتي ثمنا للتعبير عن رأيي بحرية".

و يعتقد علام أن هزيمة العرب في حرب الأيام الستة كان بسبب تضاؤل جذوة الحركة العروبية واتساع نطاق السياسة الإسلامية.

مجدي علام يتذكر عندما كان يبلغ من العمر 15 عاما حين نشبت الحرب بين مصر وإسرائيل و ما قام به الإعلام المصري الخادع في هذا الوقت و الحب الأعمى لجمال عبد الناصر الذي دفع الملايين من الشعب المصري الى مطالبته بالتراجع عن قرار التنحي بعد ان تقوض نظامه وتسبب في الكارثة.

و قد كرس علام جزء كبير من كتابه لوصف مصر قبل أن يتركها عندما كان الشباب يقصون شعورهم مثل فريق البيتلز الغنائي و البنات تلبس الجيبات القصيرة.

و يقول علام إن هذه هي الدولة التي سجنته و هو في سن ال 15 بسبب شك المخابرات المصرية في أنه يقوم بالتخابر مع إسرائيل بسبب علاقته بفتاة يهودية الذي وصفها علام بأنها "الحب الأول في حياته" و أن صدمة احتجازه من قبل المخابرات المصرية ظلت تطارده حتي سافر إلى إيطاليا في عام 1972 لإكمال دراسته.

و قد سألنه عما إذا كان يفتقد مصر و هل يزورها بصفة دورية فقال: إن مصر التي أفتقدها لا يوجد لها وجود الآن إلا في داخلي و لكني أشكر الذكريات و أغاني أم كلثوم و أفلام يوسف شاهين و روايات نجيب محفوظ، و لكن لأسباب أمنية أنا لم أذهب الي مصر منذ عام 2002

و في سؤال عن زيادة تأثير الإسلام علي أوروبا قال علام: إن أوروبا معقل للتطرف الإسلامي بالفعل و يكفي الهجمات الإرهابية "الإسلامية" في بريطانيا و فرنسا و هولندا و المانيا و إيطاليا و أمريكا.

و سألنه لماذا لا نسمع صوت الزعماء المسلمين المعتدلين فأجاب علام: إنهم خائفون لأنهم أقلية. كم قليل جدا من المفكرين الإسلاميين و الصحفيين قام باستنكار الهجمات الإرهابية "الإسلامية" و كان جزاؤهم التهديد بالقتل من قبل الجماعات الإسلامية. و حتي هؤلاء يؤيدون الهجمات الإرهابية علي إسرائيل. كأن هناك إرهاب جيد وهو الذي يحدث في إسرائيل و إرهاب سيء وهو الذي يحدث في دول العالم الأخرى.

و عن رأيه في أفضل طريقة للتعامل مع التهديدات الإيرانية قال علام : يجب علي إسرائيل منع حكومة أحمدي نجاد "الصهيونية" الإسلامية من الحصول علي السلاح النووي، و أنا لا أثق بالأمم المتحدة أو بحكومة بوش لحل هذه المشكلة. و بالطبع أنا لا أثق في أوروبا الضعيفة و المقسمة أيضا. أنا مؤمن بأن إسرائيل هي آخر من يحارب الإرهاب "الإسلامي" الذي يهدد كل دول العالم و أنا أتمني أن يكون لدي إسرائيل حكومة قوية تجابه أكبر خطر يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية. أنا أتمني أن تقوم إسرائيل بالقبض علي نجاد ووضعه في المتحف للأبد"

المصدر : صحيفة هاآرتس الإسرائيلية