منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاستخفاف بالعرب..خيري منصور

اذهب الى الأسفل

الاستخفاف بالعرب..خيري منصور Empty الاستخفاف بالعرب..خيري منصور

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين مارس 24, 2008 5:32 am

الدلالة الوحيدة والمتكررة لمواقف دول أوروبية كفرنسا وألمانيا، من قضايا العرب وصراعاتهم هي الاستخفاف، ويبدو أن التجربة كانت بالنسبة لتلك الدول وسواها هي أفضل برهان، فالعرب لم يعاقبوا أو حتى يعاتبوا العواصم التي باعتهم بالجملة للدولة الصهيونية، ولو كان هناك أي حساب لردود أفعال عربية لتغير الحال. ولأن السياسة لا مجال فيها لأخلاق أو فروسية فإن المنافع والأرباح العاجلة هي ما يحكم منظومة قيمها. وعدد الفرص التي أضاعها العرب خلال العقود الماضية يتجاوز الاحصاء، وكذلك عدد الأوراق التي أحرقوها، وكان يمكن لها أن توظف كوسائل للضغط. والسؤال المزمن حول هذا الاستخفاف بالعرب نادراً ما يعثر على إجابة شافية، لأن بلاغة التهرب، وإدمان التواطؤ حالا دون التشخيص الدقيق والموضوعي لأسباب الاستخفاف. وقد يكون من المفيد في هذا السياق استذكار ما كتبه هنري كيسنجر في سبعينات القرن الماضي، بعد جولاته المكوكية الشهيرة في الشرق الأوسط، فقد قال ان العرب يعلنون خلاف ما يبطنون، وكان يقصد النظم السياسية بالتحديد، ولم يتردد في افتضاح الحوارات التي كانت تدور بينه وبين بعض الزعماء، خصوصا ما تعلق منها بالصراع العربي الصهيوني، ومدى الجدية في التعامل معه. ولو كان للعرب نفوذ فعلي، وأوراق ضغط يعتد بها لتردد ساركوزي مائة مرة قبل أن يعلن انحيازه غير المحدود للكيان الصهيوني، ولما سارعت السيدة ميركل الى اتخاذ المواقف التي اتخذتها وهي تزور تل أبيب وتقدم أوراق اعتماد أخلاقية، لا دبلوماسية لقبر بن غوريون. إن أي تسمية أخرى غير الاستخفاف بالعرب هي توغل في التضليل، وتكريس للتواطؤ، لأن العلاقات الدولية لا تخضع لأي اعتبارات أخلاقية معزولة عن المصالح، وليس من المتوقع من كندا أو باريس أو لندن أو برلين أن تتخذ مواقف لإنصاف العرب لمجرد أن الضمير يملي هذه المواقف. والمناسبتان اللتان تعاقبتا وأعلنت فيهما كل من فرنسا وألمانيا الانحياز لتل أبيب كافيتان لتحفيز العرب على إعادة النظر في علاقاتهم بالآخر. وربما إعادة النظر في تقييم أنفسهم وموقعهم في هذا العالم. باريس وبرلين ليستا الحارسين الأمينين على آلام البشر، لهذا لا نتوقع منهما أن تتجاوزا الحسابات العاجلة لمصلحة مواقف أخلاقية آجلة، ومثل هذه الاعتبارات لم يعد لها حيز في كوكب لم يعد يدور حول نفسه بقدر ما يدور حول مركز القوة والقرار فيه. وقبل أن تمضي هذه المتوالية الى نهاياتها غير السعيدة، على العرب أن يبحثوا عما تبقى في جعبتهم من أوراق، وما تبقى فيهم من إرادة وقدرة على الاستجابة لتحديات قد تتضاعف، بقدر ما تتناقص القدرة على مجابهتها. والتعامل مع العرب الآن على أنهم الحائط الأوطأ الذي لا يعمل له حساب قد يرسخ مفهوماً دولياً، يتيح لبغاث الطير أن تجرب مناقيرها اللينة في جسد النسر الجريح. إن بعض الأخطاء يتحملها المعتدي والمعتدى عليه مناصفة، خصوصا عندما يكون هذا الأخير قد أغمد رأسه في التراب.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى