منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اعلنها وتوكل..د. محمد السعيد إدريس..الخليج الإماراتية

اذهب الى الأسفل

اعلنها وتوكل..د. محمد السعيد إدريس..الخليج الإماراتية Empty اعلنها وتوكل..د. محمد السعيد إدريس..الخليج الإماراتية

مُساهمة من طرف ahmed الأربعاء مارس 19, 2008 4:33 am

في لحظة تألق من لحظاته التي باتت نادرة، هدد الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى بإعلان فشل عملية السلام مع الكيان الصهيوني واعلان فشل مبادرة السلام. لكن الأمانة تقتضي الاشارة الى ان البيان الصادر عن اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول العربية يوم الخامس من مارس/آذار الجاري قد لوح قبل أيام من تهديد موسى بسحب مبادرة السلام العربية بسبب غياب أي تجاوب حقيقي من “إسرائيل”، وطالب مجلس الأمن واللجنة الرباعية الدولية ب “تحمل مسؤولياتهما” إزاء العدوان “الإسرائيلي” على غزة. لكن الأمانة تفرض ايضاً الاشارة الى أن هذا التهديد بسحب مبادرة السلام العربية ليس الأول من نوعه، وعندما يعاد تأكيده فإنه يضع الدول العربية في موقف شديد الحرج بين اتخاذ قرار حقيقي بسحب مبادرة السلام، والإعلان قبلها عن البديل العربي الكفيل بفرض شروط السلام العربية التي يرتجى منها تحقيق السلام الشامل والعادل، وبين التراجع، وكما هي العادة، عن التهديد، والعودة مجدداً الى الاستجابة للضغوط الأمريكية تحت شعار “استئناف عملية السلام”. بهذا المعنى نستطيع القول إن الدول العربية الآن أمام اختبار صعب يتهدد مكانتها وصدقيتها خصوصاً هذه الأيام التي تسبق انعقاد القمة العربية التي طال الجدل حولها من منظور الانعقاد من عدمه بسبب الربط الذي كانت قد سعت دول عربية الى فرضه بين انعقاد القمة وحضور الزعماء وبين انتخاب رئيس للبنان يشارك في هذه القمة. لقد كان قرار إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية أشبه ب “المقامرة” من جانب قمة الرياض، وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس هي من تبنى هذه الفكرة ضمن صفقة عربية أمريكية في إطار تفاعلات العلاقات الأمريكية مع ما سمي ب “محور الاعتدال” العربي. وبالذات ما يتعلق بالخلافات الأمريكية الإيرانية، والموقف العربي من تطورات الأزمة العراقية. لقد تجاوبت الدول العربية مع التحرك الأمريكي وأعلنت في البيان الختامي لقمة الرياض تبني المبادرة وشكَّلت لجنة عربية لتفعيلها واجراء اللقاءات اللازمة بشأنها مع الاطراف المعنية بما فيها “إسرائيل”، وهذا ما حدث فعلاً عندما حمل كل من وزيري خارجية مصر والأردن هذه المبادرة الى قادة الكيان من دون ان يعودوا بشيء ايجابي لكنهما عادا بالشروط “الإسرائيلية”. في هذا الوقت أكد موسى ان الدول العربية لن تقبل بالتطبيع المجاني، وكان هذا يعني ان التطبيع لم يعد جريمة من منظور الفكر السياسي العربي بل اضحى مقبولاً شرط ان يكون له ثمنه الذي حددته مبادرة السلام العربية، أي الانسحاب، واقرار حق العودة، والقدس وقيام الدولة الفلسطينية. بعد هذا كله ماذا ينتظر العرب لاتخاذ موقف جريء في قمة دمشق لا يكتفي بسحب مبادرة السلام العربية، فالمبادرة مسحوبة فعليا وليس لها أي قيمة من المنظور “الإسرائيلي” والأمريكي، ولن يغير سحبها شيئاً ولن يبكي “الإسرائيليون” عليها، الموقف الجريء هو الاعلان بأنه اذا كان السلام هو خيار العرب الاستراتيجي فإن للعرب خيارات أخرى. واذا كان العرب لم يمتلكوا بعد إرادة اعلان هذا الموقف ولم يمتلكوا بعد مقوماته، فإنه لم يعد امامهم خيار بديل الا الانسحاب فعلاً من عملية السلام لحفظ ماء الوجه وحتى لا يبقى التهديد العربي فارغاً وهشاً لم يعد امام عمرو موسى إلا ان يعلن على الملأ هذا الموقف ويتوكل على الله، لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً أو أن يجعل الله للقمة العربية مخرجاً.
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى