منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نظريات المؤامرة صناعة أمريكية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

نظريات المؤامرة صناعة أمريكية Empty نظريات المؤامرة صناعة أمريكية

مُساهمة من طرف saied2007 الثلاثاء ديسمبر 04, 2007 3:14 am

بضاعتكم ردت اليكم
علي CNN برنامج يومي يحمل اسم صاحبه غلن بك الذي يتبني اسلوبا في التقديم يتسم بالخفة والتظرف علي الرغم من جدية القضايا التي يثيرها، وهو اسلوب أعتقد انه يهدف من ورائه الي اعطاء آرائه اليمينية المتطرفة مسحة من الطرافة وتخفيف وطأتها علي المشاهدين في قناة تميل بطبيعتها الي تنبني خط ليبرالي في الكثير من تغطياتها لقضايا الشأن الامريكي الداخلي بوجه خاص، ويفترض أن مشاهديها أميل الي هذا التيار، الذي لا يفوت المذيع فرصة للهجوم عليه وعلي كل من يمثلونه. هو أيضا في نفس اطار يمينيته المغالية مغرم الي حد الهوس بالهجوم علي الاسلام والمسلمين، وهو لا يأبه بالمرة لمسألة التفرقة بين تيارات اسلامية مختلفة، لأن موقفه مبدئي اذا جاز التعبير، فهو ضد الاسلام علي طول الخط. ولا يألو جهدا في التنقيب عن أمثلة من كل حدب وصوب ليثبت آرائه المتعصبة ضد الاسلام ويظهره كدين دموي يمجد العنف وقتل الآخرين. ولأنه ينطلق من مواقف مسبقة ومتعصبة، فأحيانا كثيرا ما تكون الأمثلة التي يسوقها هزيلة خاصة وأنه ينتزعها تماما من سياقاتها، فضلا عن جهله المطبق بالثقافة الاسلامية عقيدة وتاريخا وتنوعا. لكن علي أية حال لا يتوقع من مقدم تليفزيوني ان يكون مثقفا بأي درجة، فما بالنا في بلاد (العم سام). لكن المدهش حقا ان جهله هو تحديدا الذي يقوده الي أكثر النتائج خطأ بناء علي مقدمات لا تقل مجافاة للحقيقة.
في حلقة أخيرة اثار هذا الـ غلن مسألة شيوع نظرية المؤامرة في أوساط العرب والمسلمين كتفسير جاهز لأحداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) 2001. وكالعادة استضاف من افترض هو مسبقا أنه سيدعم وجهة نظره، ليؤكد حالة الانكار التي يعيشها العرب غالبا بدافع من احساساهم بالجرم، الذي تقوم عشرات الأدلة علي ادانتهم بارتكابه. لكن خاب أمل المذيع المتظرف أبدا. من أهم ما قاله الضيف أن أي شخص بوسعه ان يضع عبارة 9/11 في محرك البحث غوغول سيجد امامه 136 مليون (مئة وستة وثلاثون مليون) موقع ومادة الغالبية العظمي منها تتحدث عن ما لا حصر له من نظريات المؤامرة التي تفسر احداث الحادي عشر من ايلول (سبتمبر). وغني عن البيان ان الغالبية العظمي من هذه المواقع أمريكية صرفة حررها او أنشاها أميركيون. وما لا يعلمه المذيع أن معظم أفكار ونظريات المؤامرة المتداولة عربيا هي في الحقيقة منقولة حرفيا او معدلة علي نحو طفيف عن أصول أجنبية، غالبا أيضا امريكية. وقد سبق لي أن شاهدت برنامجا كاملا بث علي احدي القنوات الأمريكية الممولة حكوميا (وهي مجموعة قنوات غير تجارية ومكرسة للموضوعات الجادة، واهتمامات الأقليات، وكل ما تتجاهله الشبكات الكبري التجارية). في هذا البرنامج الذي ضم نخبة من الضيوف كل خبير في تخصصه قدم أدلة علي أن هجمات الحادي عشر من سبتمبر كانت مدبرة من قبل أجهزة متنفذة غالبا مخابراتية، داخل المؤسسة الحاكمة الأمريكية. وهو في الحقيقة ما لا تقم أدلة عليه حتي الآن، ولم يزعم أحد وجود مثل هذه الأدلة. لكن هناك أدلة كثيرة تلق بشكوك عديدة علي الرواية الأصلية لأحداث الحادي عشر من سبتمبر وكيفية انهيار البرجين بشكل خاص. من بين هذه الحجج المشكة تلك التي تقول ان برجي التجارة ما كانا لينهارا بهذه الطريقة التي انهارا بها الا مع وجود كمية هائلة من المتفجرات تم زرعها استراتيجيا حول أعمدة الأساس التي تنهض عليها أي بناية عملاقة، وقد دلل علي هذا الرأي معماري خبير في أعمال الهدم. وهناك أيضا حقيقة ان الهواتف النقالة او المحمولة لا يمكن أن تعمل علي هذا الارتفاع الشاهق الذي تكون عليه الطائرات (تماما كما ان ارسالها يستحيل تحت الأرض كما هو الحال في مترو الأنفاق مثلا أو حتي داخل المصاعد الكهربائية)، وهو ما يلقي بظلال من الشكوك حول رواية المكالمات الهاتفية التي أجراها بعض ضحايا رحلة الطائرة 93 مع ذويهم بعيد اختطاف الطائرة وقبيل سقوطها في بنسلفانيا. بل ان هناك من ضيوف ذلك البرنامج من زعم ان هويات التسعة عشر مختطفا عربيا مشكوك في هوياتهم وأن منهم من لم يزل علي قيد الحياة (بل ان بي بي سي أجرت مقابلات مع بعضهم؟!). خلاصة الأمر أن نظريات المؤامرة في هذا الشأن لا تعد ولا تحصي تعج بها الانترنت، ونصيب العرب والمسلمين منها ضئيل ضئيل، كما هو الحال في الكثير من منجزات الحداثة والمدنية، فنحن مستهلكون بجدارة لكل ما ينتجه الغرب، من أول أدوات القمع والتعذيب وكافة أنواع الأسلحة التي تبيعها هذه الدول الغربية لأنظمتنا الفاشلة، مرورا ببرامج التليفزيون التافهة والسطحية، وليس انتهاء بالخرافات ونظريات المؤامرة.
علي الرغم من كل هذا، لم يستطع غلن بك الا أن يستخلص من كل ذلك سوي نتيجة واحدة خرقاء تدعم موقفه المسبق من العرب والمسلمين، وهو ان الكثير من مروجي نظريات المؤامرة هذه هم من الليبراليين الأمريكيين واليساريين وكل من لف لفهم من منتقدي وخصوم ادارة الرئيس بوش وسياسته الخارجية وحروبه الارهابية، وأنهم بموقفهم ذاك انما يضعون أنفسهم في مربع واحد مع أعداء أمريكا من الارهابيين والاسلاميين الذين يتربصون بها لارتكاب أحد عشر ايلول (سبتمبر) آخر، أكبر وأفظع. فياللهول! هل رأيتم أخرق من ذلك. مع أنا لو تفكرنا قليلا لوجدنا أن هؤلاء المتطرفين في عالمنا العربي والاسلامي قد يكونون أقرب كثيرا من اليمن الأمريكي بتنويعاته، من المحافظين الجدد المتصهينين الي اليمين المسيحي الأصولي.

افطار مع الرب

في نفس البرنامج، اليوم التالي استضاف غلن رجلا انشأ موقعا أطلق عليه اسم جود تيوب.كوم Godtube.com، الرد المسيحي علي موقع يو تيويب You Tube.com ، وايضا علي فيس بووك Face Book الموقع الذي يتيح تعارف الأصدقاء حول العالم. الهدف من انشاء الموقع واضح من اسمه، فهو لن يختلف عن الأهداف التبشيرية التي تتبناها مئات الجمعيات والكنائس والمنظمات المسيحية حول العالم. في هذا المنحي علي وجه التحديد يلتقي أصوليو الغرب مع أصوليو الشرق، فجميعهم لديهم معضلات حقيقة مع الحداثة، فهم من ناحية يتصارعون مع الكثير من القيم التي ولدت مع عصر التكنولوجيا، لكنهم في الوقت ذاته لا يتورعون عن استخدام نفس منجزات الحداثة هذه لنشر قيمهم الروحية البديلة لما يرونه تفسخا او انحلالا او انغماسا في المادية مع ما يجلبه من موبقات اجتماعية. الفكرة الأساسية في هذه المواقع، عندهم وعندنا، هي الذهاب الي الشباب والأجيال الجديدة الي أماكن ومواقع تجمعاتهم ومخاطبتهم بلغة أقرب الي عالمهم. هذا بالضبط نفس المنهج الذي يتبناه الدعاة العرب والاسلاميين المودرن أو كما يسميهم البعض دعاة لايت Light ، من أمثال عمرو خالد، وخالد الجندي، والحبيب بن علي، والذين يختلفون عن الدعاة كاملي الدسم أو من اصحاب الوزن الثقيل (من أمثال القرضاوي). كل هذا يعني ياحضرات ان الهوس الديني ليس مقصورا علي بلاد المسلمين بل هو متفشي ايضا في بلاد الفرنجة وفي مقدمتها بلاد العم سام مهد التكنولوجيا والتقدم العلمي والديموقراطية والفن وكلها تعيش جنبا الي جنب المسيحيين الأصوليين بكل تنويعاتهم وتفريعاتهم، من الذين يؤيدون اسرائيل تأييدا أعمي ويسعون لجمع اليهود في أرض الميعاد للتعجيل بتحقق نبؤة المسيح المنتظر الذي سيأتي لانقاذ العالم، وليس انتهاء بالذين ينكرون كروية الأرض ويعارضون تدريس نظرية داروين في النشوء والارتقاء لأنها كفر بين، (من أمثال الداعية الراحل جيري فالويل وبات روبنسون)، ويحرمون العلاقات بين الجنسين قبل الزواج، بل انهم يزعمون ان مشاكل التغير المناخي وثقب الأوزون والانحباس الحراري وكل هذه المناخيات ليست سوي شعوذات العلماء الليبراليين ومن لف لفهم من اليسارين والكفار الملاحدة. وهناك محطات تليفزونية كاملة مكرسة تماما اربع وعشرين ساعة لهؤلاء الدعاة العصريين بلباسهم، الأصوليين بأفكارهم، ولهم أتباع وخلصاء من الأمريكيين بالملايين. في احدي هذه القنوات برنامج صباحي ينسج علي منوال برامج من نوعية صباح الخير يأمريكا لكن صاحبه اختار له عنوانا طريفا حقا هو افطار مع الرب Breakfast With GOD ، وبالطبع يقدمه قس جليل من ثقاة الواعظين.

ان لم تعجبكم الرسالة.. لا تقتلوا الرسول

السناتور جون ماكين، أحد المرشحين الذين يتنافسون علي الفوز بترشيح الحزب الجمهوري للرئاسة الامريكية، كان علي ما يبدو في احدي جولاته الانتخابية حين دخل الي أحد المطاعم في ولاية أريزونا التي يمثلها فاستقبله الزبائن بالتصفيق علي عادة الأمريكان المهووسيين بالمشاهير من أي نوع. بعد التصفيق بادرت احدي السيدات السناتور بسؤال علي درجة غير عادية من الوقاحة: كيف يمكن ان نهزم ال بيتش..... Bitch الكلمة النابية التي استخدمتها يمكن ان تعني الكلبة، أو او العاهرة أو القحبة، ويتوقف ذلك علي الموقف أو السياق لأنها احيانا ما تستخدم بين الأصدقاء دون ان تعني اهانة بالضرورة. الاشارة هنا كانت للسناتور هيلاري كلينتون التي تضعها كل استطلاعات الرأي في مقدمة المرشحين الأكثر حظا من كلا الحزبين الديموقراطي والجمهوري. رد فعل السناتور التلقائي كان ابتسامة فضحكة ترددت اصداؤها مع ضحكات بقية الحضور من زبائن المطعم والعاملين فيه، ثم قال : هذا سؤال ممتاز. ما لم يعرفه السناتور علي ما يبدو أن الكاميرات كانت هناك وسجلت هذا المشهد الفاضح سياسيا. قناة CNN التقطت المشهد وصنعت من القصة سبقا تليفزيونيا واندلعت علي اثره معركة ساخنة. رفض السناتور ماكين مرارا وتكرارا الاعتذار بحجة أنه لم يكن من نطق بالكلمة النابية، ومن ثم هو غير مسؤول عن سلوك الآخرين، هذا علي الرغم من تواطئه الواضح بل ومصادقته علي الاهانة، سواء بالضحك والابتسام او بتعليقه علي سؤال السيدة. واكتفي بعبارات عامة ومطاطة من قبيل انه يحترم السناتور كلينتون رغم خلافاتهم السياسية الخ.. المدهش حقا ان استطلاعات الرأي التي تلت الواقعة مباشرة بينت تقدما طفيفا للسناتور ماكين لأول مرة علي هيلاري، وهو ما اعتبره مسؤولو حملته الانتخابية دليلا علي أنه لم يرتكب أي خطأ، وربما يصح القول ان التطاول علي المرشحين المنافسين وكيل الاهانات لهم هو الطريق الأسرع للفوز بثقة الناخبين وأصواتهم، علي عكس ما حاولت سي ان ان الايحاء به، وفقا لمسؤولي حملة السناتور ماكين الانتخابية. وحين واصلت سي ان ان حلب القصة اعلاميا لاحراج السناتور، حول هذا الأخير هجومه ليستهدف القناة ثم المذيع رك سانشيز ، الذي تناول القصة بالتعليق والتحليل في برنامجه الاخباري، رغم دعوات القناة والمذيع المتكررة للسناتور للظهور في البرنامج للدفاع عن وجهة نظره وتبرئة ساحته وهو ما رفضه مرارا وتكرارا، مفضلا الاختباء وراء اتهاماته للقناة بأنها وراء افتعال الأزمة بحثا عن سبق تليفزيوني. وهكذا سار السناتور الذي قد يصبح يوما رئيسا للولايات المتحدة، علي نفس النهج القبيح لأنظمة القمع العربية التي حين تعجز عن الرد علي أي رسالة اعلامية وتفند مضمونها، تنحو مباشرة للهجوم علي حامل الرسالة او الرسول، فتحاكمه أوتسجنه أو تبعث له بحفنة من البلطجية يوسعوه ضربا وتأديبا، (كما رأينا في مصر المحروسة وتونس الخضراء) ولنا في مصائر الصحافيين المصريين الذين وقفوا وراء القضبان مؤخرا أبرز الأمثلة
مقال د.عماد عبد الرازق.القدس العربي 3/12/2007
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

نظريات المؤامرة صناعة أمريكية Empty رد: نظريات المؤامرة صناعة أمريكية

مُساهمة من طرف جون جوما الأربعاء ديسمبر 05, 2007 2:52 pm

اشكرك على الموضوع الشامل والذى يستحق القراءة بتأن

جون جوما
عضو مبدع

عدد الرسائل : 143
تاريخ التسجيل : 26/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى