جهاد الخازن: العرب لن يصلوا إلي حل مع إسرائيل بالمفاوضات

أكد جهاد الخازن، الكاتب الصحفي، مستشار صحيفة «الحياة»، أن القمة التي لا يحضرها رؤساء الدول ليست قمة، وأن دولا كثيرة ربما لا تشارك برؤساء دولها في القمة المقبلة بسوريا.

قال الخازن في برنامج «ما وراء الخبر» علي قناة «الجزيرة» إن الدول العربية إذا كان لديها إجماع واحد، فهو علي القضية الفلسطينية والمبادرة العربية، ولا خلاف عليها أبدا، ولكنها تزامنت مع الأزمة اللبنانية، وبالنسبة لكلتا الأزمتين هناك مبادرة عربية للبنان، وهناك مبادرة أخري للقضية الفلسطينية ولا مبادرات أخري، فإذا سحبت المبادرة العربية بالنسبة للسلام مع إسرائيل، فلن تجد إسرائيل مفاوضا عربيا بعد الآن.

وأضاف: «أنا كنت مع الأمين العام في بيروت وذهبت بعدها إلي القاهرة، ولاحظت في كلامه أنه قال إن القمة ستعقد في دمشق، وتحدث عن مستوي الحضور وهذا هو المهم»، وتساءل: هل سيحضر الملوك وأصحاب السمو والرؤساء وغيرهم؟ وأجاب: لا أعتقد أنهم سيحضرون جميعا، لذلك ستكون القمة منقوصة وهذا النقص لا علاقة له بالقضية الفلسطينية، كل الدول العربية موافقة علي المبادرة وتسعي معا، ولكن لأن الأزمتين تزامنتا، فقد حدث هذا اللغط حول مستوي الحضور.

وأوضح الخازن أن الأساس والقضية الأولي وربما الأخيرة للعرب، هي القضية الفلسطينية، ولاتزال القضية الفلسطينية مهمة لجميع العرب المسلمين، ولاشك في ذلك أن القضية اللبنانية قضية آنية وهي قضية لشهر أو شهرين، فلو انتخب رئيس لبناني غدا لانتهت القضية، لكن القضية الفلسطينية أكثر تعقديا من ذلك، فلم يمر عليها سنتان أو أربع، بل ستون عاما ولاتزال مستمرة، لكن القضية اللبنانية جاءت طارئة بين اللبنانيين، فإذا حلت ستنتهي في يوم واحد.

وأشار إلي أنه لا يعتقد أن المشكلة اللبنانية ستحل بين اليوم وموعد القمة، لأنها تحتاج إلي معجزة كمعجزة إحياء الموتي وأن التوتر العربي سيستمر ويلقي بظلاله علي القضية الأصلية، وهي القضية الفلسطينية وعلي الاتفاق العربي العام عليها، ولاشك إطلاقا في نوايا كل العرب رؤساء ومحكومين، بل الشك في القدرات، وأعتقد أنها محدودة جدا، ناهيك عن أن هناك شيعا وأحزابا بين المجموعة العربية الآن، مما يزيد الضعف.

وذكر الخازن أن المبادرة العربية مضي عليها الآن خمس سنوات، ولم يحدث أي تقدم علي صعيدها، لكنها في النهاية تمثل الموقف العربي الوحيد الموجود، وأعتقد أنها لو سحبت لما قدمت أو أخرت شيئا، مؤكدا أن في إسرائيل الآن حكومة تقوم بممارسات نازية، فالناجون من النازية والمتحدرون منهم هم الوحيدون الآن في العالم الذين بنوا دولة نازية التصرفات ويتحدثون عن هولوكوست، وأنه اقترح قبل شهرين أن نقيم متحفا لـ«الهولوكوست العربي وللهولوكوست الفلسطيني» الذي ارتكبته إسرائيل، قبل أن تتحدث الحكومة الإسرائيلية أو أحد أعضائها عن هولوكوست لهم.

وتابع: «إسرائيل لن تصل إلي حل مع العرب بالمفاوضات، ولن تصل إلي حل عن طريق المبادرة العربية.. هي رفضتها في البداية ثم قبلتها مع ألف شرط، وإذا لم يقدموا مبادرة أي إذا قالوا إننا لا نريد أن نفاوض إسرائيل ستقول الولايات المتحدة، وهي (الشر) في هذه العملية إن المسؤولية علي العرب الآن، هم لم يتقدموا بشيء ولم يعرضوا شيئا».

وأوضح أن المبادرة لها سبب وجيه وسبب أساسي هو إظهار رغبة العرب في السلام وإظهار عدم رغبة إسرائيل في السلام، لأنه لو لم يقدم العرب المبادرة، لقالت الولايات المتحدة وأوروبا من ورائها تحت الضغط الأمريكي: إن العرب لا يريدون السلام وعلي الأقل فالعرب لديهم مبادرة للسلام بإجماع منهم، والذي لا يريد السلام هو إسرائيل، وأضاف: «في النهاية لن يكون هناك سلام مع هذه الحكومة الإسرائيلية، وهذه قناعتي المطلقة سواء اجتمع العرب في قمة أو لم يجتمعوا».

موضوعات متميزة ومتجددة تفيدنا ونستفيد منها
اشكرك عليها