تيجي نشتم فهمي هويدي ـ ثروت الخرباوي

أنا معك ياسيدي الأستاذ في أنه لا يوجد شخص فوق النقد والمناقشة والمراجعة والتصويب .. وأنا معك أيضا في أنه لا قداسة لأحد مهما كان حتى ولو كان رئيس الجمهورية ـ رئيس جمهورية كوالالمبور طبعا ـ (أظنك بالتأكيد تعرف النكتة المصرية التي تقول أن أحد الأمريكان تفاخر بأن حرية النقد في أمريكا هي الأعلى في العالم وتنافس في هذا مع مصري حصيف ولتأكيد مزاعمه ذهب الأمريكي إلى البيت الأبيض ونادى بوش وعندما ظهر له قال له أنت رئيس فاشل .. فقال له المصري : وما الشجاعة في ذلك أنا أيضا أستطيع أن أفعل مثلها ولكي يفحمه ذهب إلى القصر الجمهوري ونادى رئيسنا المحبوب ـ طبعا ـ وقال له : بوش رئيس فاشل ) .
المهم يا أستاذي أنني على استعداد تام أن أقسم لك بأنني مع حق النقد وحق الإختلاف ، فلك الحق تماما في أن تنتقد أفكاري وترفضها وتجادلني فيها وتستخدم كل ماتشاء من ألفاظ وردت في قواميس اللغة لكي تعبر عن رفضك لما أطرحه من أفكار فالإختلاف سمة من سمات البشر وهكذا خلقنا الله سبحانه وتعالى ( وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) " هود 118" ، وتأكيدا لقداسة الإختلاف قال سبحانه وتعالى ( ولذلك خلقهم ) " هود 119" فالإختلاف كما هو معلوم قد يكون اختلاف تنوع لااختلاف تضاد وفي التنوع إثراء للفكرة وتعميق لها كما أن التضاد في حد ذاته له قيمته فالأشياء لا تعرف إلا بضدها.
ولعلك ياسيدي الأستاذ تدرك أنني كتبت الفقرة السابقة لكي أؤكد أنني مع حق النقد بل إنني أمارسه ليل نهار وهو من هواياتي المحببة ولكن النقد والإختلاف شيء وجر الشكل والشتيمة وتحقير المخالفين شيء آخر ، ففي الأسبوعين الماضيين شمرت كتيبة المنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع أكمامها ـ هذا ليس توصيفا لأشخاص ولكنه توصيف لأفكار بعض الكُتّاب ولحال وصلت إليه بعض صحفنا ـ وبدأت في وصلة ردح بلدي على الكاتب الوطني العميق فهمي هويدي وذلك من أجل تحليله الثاقب الذي أورده في مقالاته عن حصار غزة وقد اتبعت كتيبة مغاوير الصحافة طريقة حارة ( حلّق حوش ) التي تنتهج كل أساليب العض وتقطيع الهدوم و( الصويت الحياني ) والغريب أنها تعرضت لشخص الكاتب القديرهويدي ولم تقترب أبدا من أفكاره ، ومن باب إيهام القارىء بالموضوعية ولكي لا يظهر للعيان أن هذه الحملة ذات هوى مدفوعة الأجر والثواب والتجرد رفعت شعار الوطن ومقدسات الحفاظ على كيان وكينونة مصر!!.. وقد نتفق أنا وأنت بل ونحن كلنا على أن الكاتب الكبير هويدي وطني حتى النخاع كما قد نتفق حتما على أن وطنيته لا تعصمه من النقد لأنه لا قداسة لكاتب مهما علا شأنه وتفردت عبقريته (وأنا أقر لكم وأنا بكامل قواي العقلية أنني أختلف مع كاتبنا الكبير فهمي هويدي في العديد من أطروحاته وتصوراته السياسية ) ..إلا أننا نتفق أيضا على أن مواجهة الرأي ينبغي أن تكون بالرأي وحده دون غيره وليس بالردح والتحرش وجر الشكل ـ وكأن طاقية حرية الرأي لم تنقح على نافوخهم إلا بسب شخص فهمي هويدي وليس مناقشة آراءه ـ ..والبادي من هذه الحملة المدفوعة الأجر والثواب أن الساحة الفكرية إقتحمها بعض السواقط من الكُتّاب وكل واحد منهم يعتقد أنه كاتب عصره وأوانه ، طبعا هناك العديد من الكتاب البارزين الموهوبين العمالقة يستحيل أن يتسع المقام لذكر أو تذكر أسماءهم فهم أكثر من الإحصاء ومن حظنا أنهم بيننا يبدعون ويدفعون دفقات النور في عقولنا وأفئدتنا ويرفعون هامة الإبداع وقيمة الوطنية الحقيقية المتجردة، ولكن من سوء الحظ أن هناك أيضا من يشوه مشاعرنا ووعينا بتلك الكتابات المسماه زورا مقالات والتي يتم نشرها في تلك المطبوعات المسماه زورا "صحف " .
سيدي الأستاذ أصدقك القول لقد تملكني الغيظ عندما قرأت مقالة لأحدهم وهو يصب جام قلمه على فهمي هويدي بلا أي منطق أو فهم أو علم وقتها أدركت بيقين أن أيا من الشاتمين لا يستطيع أن ينهض دقيقة واحدة في أي محفل لمناقشة الآراء التي طرحها هويدي والتي كانت تحلل وتفتح آفاق المعرفة حول أحداث حصار غزة ونتائجها وإيجابياتها، وأنا أقول أن فريق الشاتمين لا يستطيع الولوج إلى هذه المناقشة لا لشيء إلا لأن القدرة لاتتعلق بالمستحيل، فأحدهم كتب ينتقد الكاتب هويدي قائلا : هذا كاتب يكتب بين السطر والسطر عبارة " ومن أسف " وهذه عبارة تعتبر لزمة له تنتقص من قيمة المقال !! وأنا أقول له : أنا معك في أن الكاتب هويدي له لزمة أما أنت فليس لك " لازمة " أما الكاتب الثاني فقد كتب مقالا مطولا مفاده أن هويدي في وادي والعالم العربي في وادي آخر لأنه لم ينتقد هجمات الحادي عشر من سبتمبر ويبدو من مقال هذا الكاتب الباكي على أمريكا العظمى أنه هو نفسه الذي ألف كتاب (التاريخ الباكي لدولة كنتاكي) وهوكتاب هام شاركه فيه المؤرخ تشيكن كوكو واوا ..وقد ذكر فيه أن اجتماعا هاما كان مُقدرا أن يتم بين الباب العالي ـ رئيس الدولة ـ وروحه وشخصه ونفسه وذاته ..إلا أن هذا الإجتماع لم يتم إذ تعذر أن تحضر روحه الإجتماع فقد اتضح أنها طلعت

موضوعات متميزة ومتجددة تفيدنا ونستفيد منها
اشكرك عليها