منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

رسالة الظواهري.. بداية تلاشٍ أم محاولة إحياء؟!

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

رسالة الظواهري.. بداية تلاشٍ أم محاولة إحياء؟! Empty رسالة الظواهري.. بداية تلاشٍ أم محاولة إحياء؟!

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس مارس 13, 2008 2:04 am

يثير الإعلان السعودي عن ضبط رسالة صوتية من الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري موجّهة إلى متعاطفين وممولين مفترضين في المملكة -تستحثهم على جمع أموال وتبرعات لصالح التنظيم- العديد من التساؤلات، كما أنها في الوقت ذاته تقدم دلالات يمكن البناء عليها، والخروج بصورة تقديرية حول حجم التواجد والدعم الذي تتمتع به القاعدة في السعودية، وما إذا كان التنظيم قد فقد الأمل والقدرة على لملمة صفوفه وخلاياه بعدما تعرض لضربات أمنية قاصمة، وقرر الاستعاضة عن ذلك بحشد الدعم المالي بخاصة، في ظل طفرة العائدات النفطية التي تشهدها المملكة.
ولعل أول الدلالات التي يمكن استشفافها من رسالة الظواهري الصوتية، هي افتقاد قيادات القاعدة في الخارج لقنوات اتصال موثوق بها مع قيادات الداخل، سواء كان ذلك بسبب الإجراءات الأمنية المشددة، أو لكون الضربات الأمنية نجحت في تصفية واعتقال كافة قيادات الداخل، التي لديها قدرة على الوصول لقيادة التنظيم بالخارج، وبالتالي لم يصبح أمام قادة الخارج إلا اللجوء لهذا الأسلوب؛ للتواصل مع كوادر أو متعاطفين مع القاعدة داخل المملكة. ولجوء القاعدة للرسائل الصوتية يحمل جوانبَ سلبية وأخرى إيجابية في ذات الوقت، فهو يقدم دلالة على أن من يطلب التبرعات موضعَ ثقة لدى الرجل الثاني في القاعدة، كما أن الرسالة الصوتية بالتأكيد، ستكون أكثر تأثيرًا لدى متلقيها من الرسائل المكتوبة أو البيانات العامة عبر الفضائيات أو الانترنت.



انكشاف أمنيّ

أما جوانبها السلبية، فتتمثل في كونها تحمل مخاطرة أمنية عالية، مما يجعل حاملها ومتلقيها عُرضة للانكشاف الأمنيّ، وفي هذه الحالة فإن السقوط الأمنيّ يحدث بشكل متسلسل، فكل حلْقة يتم ضبطها تدل على الحلْقة التي تليها، حتى تسقط الدائرة بأكملها، وهو ما حدث بالفعل منذ الإعلان عن اعتقال مجموعة مكونة من 28 شخصًا في ديسمبر الماضي، فيما عُرف بـ"خلية الحج"، حيث أعقب ذلك إعلانٌ ثانٍ عن ضبط مجموعة أخرى أيضًا، مكونةٍ من 28 شخصًا مطلع مارس الحالي، ومازالت حبات العِقد تواصل الانفراط.
الدلالة الثاني، تتمثل في وجود أزمة مالية طاحنة يعاني منها تنظيم القاعدة، دفعته للمخاطرة واللجوء لمثل هذا الأسلوب، وهذه الأزمة تُعَدّ نتيجة طبيعية لحملة تجفيف المنابع المالية التي شنتها عدة دول ضد مصادر التمويل المحتملة للقاعدة، كما أن الأزمة المالية تعتبر جزءًا من حالة التراجع العامة التي يعاني منها التنظيم، بعدما تعرض لضربات أمنية وعسكرية موجعة في عدد من نقاط تركُّزه الرئيسية، والمنتشرة عبر أفغانستان وباكستان والعراق والخليج وتحديدًا السعودية، وهذه الضربات حدّت كثيرًا من قدرة القاعدة على التحرك والتواصل مع مصادر الدعم المفترضة، بخاصة وأن هذا التراجع دومًا كان يرتبط بغياب قيادات بارزة، قتلاً أو اعتقالاً، لديها قدرة على جمع الأموال والتبرعات أكبر بكثير من القيادات البديلة التي تخلُفها.
ومن اللافت هنا أن رسالة الظواهري تحدثت عن جمع الأموال لصالح "مئات من أسر الأسرى، فكّ الله أسرهم، والشهداء رحمهم الله في باكستان وأفغانستان"، أي لصالح القيادة المركزية للتنظيم، والتي يعتقد بوجودها في هذين البلدين، وهذا يؤشر لأحد أمرين: إما أن هذه القيادة تحاول إعادة تنظيم نفسها؛ استعدادًا لمرحلة جديدة من التحرك والعمل، وإما أنها تعاني بالفعل شُحًّا في الأموال، وانقطاعًا عن مصادر الدعم، وبالتالي لم تجد مفرًا من الرجوع لقواعدها الأولى في السعودية، رغم ما يحمله ذلك من مخاطرة أمنية.



غيابٌ محيّر

ويشكل كون الرسالة بصوت الظواهري وليس بصوت زعيم التنظيم أسامة بن لادن -الأكثر خبرة ومعرفة بالسعودية والسعوديين، بحكم المنشأ والصلة، كما يفترض أنه الأكثر ثقة وقبولاً لدى أنصار القاعدة بالمملكة- دلالة ثالثة ممكن البناء عليها، وربطها بالغياب الطويل لـ"ابن لادن" عن الظهور لنحو ثلاث سنوات، والذي لم يقطعه سوى عدة رسائل تم بثها على الانترنت خلال فترات متقاربة أواخر العام الماضي، وهذا الغياب إذا ما قورن بالظهور شبه الدوري للظواهري، يشير إلى أن قدرة ابن لادن على التحرك محدودة للغاية، سواء لظروف أمنية محيطة أو لتبعات صحية معيقة، كما أن ذلك يلفت الانتباه إلى أن إمكانية التواصل بين ابن لادن ونائبه ليست باليسيرة.
ومع أن بيان وزارة الداخلية الذي تضمن الإعلان عن اعتقال الجزء الثاني من "خلية الحج"، تضمن تهمتين رئيسيتين، الأولى: إعادة بناء التنظيم وإحياء خلاياه داخل المملكة، والثانية: جمع الأموال لصالح قيادات التنظيم في الخارج. إلا أن التهمة الثانية هي التي حظيت بالاهتمام الإعلامي الأكبر، الأمر الذي يشير ، في دلالة رابعة، إلى أن النجاح الذي حققته السلطات السعودية في تجفيف المنابع المالية للقاعدة مازال دون ما تم تحقيقه على صعيد تفكيك خلايا التنظيم.
وبصياغة أخرى فإن هذا الأمر -أي المنابع المالية للقاعدة- بات هو الأكثر إقلاقًا للأجهزة الأمنية، بخاصة أنها باتت تفتقد لما يسمى "حصالة الأهداف الكبرى"، بعدما تم القضاء على قيادات الصف الأول والثاني للقاعدة داخل السعودية، ولم يتبق إلا الأهداف الأقل أهمية، والتي تشمل الكوادر الصغيرة وجماعات المتعاطفين، وهي تهدف، رغم خطورتها المحدودة، إلى أنها تشكل نواة لأي تحرك يستهدف إعادة بناء التنظيم مرة أخرى. ومن هنا جاء النداء الذي أطلقته الداخلية السعودية لحث كل من اطلع على رسالة الظواهري على الإبلاغ عن ذلك؛ لتجنب المساءلة القانونية.



تراجع التعاطف

ومع أن وجود منابع مالية للقاعدة في السعودية ليس مستبعدًا، إلا أن التقديرات التي نشرتها بعض الصحف مؤخرًا بشأن قيام القاعدة بجمع 900 مليون ريال، تبدو أقرب للخيال منها إلى الواقع، فالعمل الخيري السعودي بأكمله لا يتجاوز 1.6 مليار ريال سنويًا، كما أن التحويلات المالية والحسابات المصرفية داخل المملكة تخضع لإجراءات رقابة صارمة منذ هجمات 11 سبتمبر، مما يستحيل معه خروج تلك المبالغ الضخمة دون أن تثير الريبة والشك.
إضافة إلى ذلك، فإن حجم التعاطف الشعبي مع القاعدة داخل السعودية تراجع بشدة في الآونة الأخيرة؛ متأثرًا في ذلك بعدة عوامل، منها: الحملة الإعلامية الرسمية المكثفة ضد التنظيم، والرفض الشعبي الواسع لسلسة التفجيرات التي شنتها القاعدة داخل البلاد، وراح ضحيتها العديد من الأبرياء، والانتقادات الحادة التي وجهها دعاة بارزون معروفون باستقلاليتهم لفكر وسلوك القاعدة، فضلاً عن مواقف كبار علماء المملكة المعارضة لفكر القاعدة. وفي هذا السياق يأتي التحذير الحاد الذي أطلقه مفتي المملكة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، على خلفية رسالة الظواهري الصوتية، حيث حذر من مغبة تقديم التبرعات الخيرية إلى "جهات مشبوهة، ممن يستغلونها في أشياء تجلب الضرر على الإسلام والمسلمين". وقال المفتي متحدثًا عن القاعدة: "لا ينبغي النظر إلى هؤلاء، ويجب أن يكون لنا موقف شرعي واضح من هؤلاء، الذين عُرفوا بالشر والمكائد للإسلام والمسلمين، ولهذا فإنه يتوجب الابتعاد عن هؤلاء وأن لا يستجاب لهم".
وبشكل عام، فإنه يمكن القول بأن الرسالة الصوتية للرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري سوف تشكل بداية لمرحلة جديدة، تركّز فيها السلطات السعودية جُلّ اهتمامها على تجفيف المنابع المالية المحتملة للقاعدة، وذلك بعدما نجحت إلى حد كبير، في تحييد الخطر الأمني للتنظيم وتفكيك خلاياه. أما بالنسبة للقاعدة فإن التنظيم، على ما يبدو، دخل مرحلة التلاشي والتشظّي؛ حيث باتت الخلايا العنقودية المنعزلة -المتأثرة بفكر القاعدة، لكن دون صلة تنظيمية- تشكل التهديد الأمني الأبرز في الآونة الأخيرة، وذلك على حساب القيادة المركزية للتنظيم، ومساحة الدور الذي تمارسه في التوجيه والقيادة.
المصدر: الإسلام اليوم
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

رسالة الظواهري.. بداية تلاشٍ أم محاولة إحياء؟! Empty رد: رسالة الظواهري.. بداية تلاشٍ أم محاولة إحياء؟!

مُساهمة من طرف ahmed الجمعة مارس 14, 2008 4:59 am

موضوعات متميزة ومتجددة تفيدنا ونستفيد منها
اشكرك عليها
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى