هل من الضرورة أن يرقص أمير؟!

008
يظهر الحضري في "كادر" تدريب الأهلي ويتوجه لمصافحة زملائه ومنهم الكابتن أو مغتصب "الكبتنة" شادي محمد وبركوته الشهير بمحمد بركات الهارب من ارتداء قميص منتخب مصر، وأحمد السيد الخارج من السجن حديثا على ذمة قضية رشوة، فيشيحون بوجوههم عنه كأنه عميل للموساد وكأنهم حارسو الشرف الوطني!
أحمد فتحي هو الآخر ورغم أنه لم تمض سوى أيام على دخوله قبيلة بني عبس وتشرفه يجيناتها الوراثية يصافحه بامتعاض شديد وبوجه متجهم ناظرا خلسة إلى مانويل جوزيه حتى لا يضبطه متلبسا بالفعل الفاضح!
أما أمير عبدالحميد فقد كان مشغولا تماما بتدريبات أحمد ناجي الذي أشاح بوجهه بعيدا عن الحضري وكأنه لم يعرفه في يوم من الأيام!
تسري في المكان هتافات اعضاء الأهلي ومجموعة المشجعين الذين يتقاضون رواتب شهرية "ارقص يا أمير.. ( ) يا حضري.. واترك ما بين القوسين لتقديركم لأني لا استطيع أن أكتبه هنا لمنافاته الأخلاق والآداب العامة..
هنا تخيل ناجي أن من ضمن مواصفات حارس الأهلي أن يعرف كيفية هز الوسط والرقص على واحدة ونص، وكيف يفتح "البطيخ"!
ارقص ايه.. وهباب ايه؟!.. الأهلي يحتاج لحارس مرمى بامكانيات عصام الحضري المغضوب عليه حتى الثمالة، وليس للياقة فيفي عبده وخفة دينا ومهارات لوسي.
أنا لا ألوم المشجعين، فمن يسب اليوم الحضري ويلعنه ويدعو الجحيم لتلقفه، هم قلة قليلة.. أغلبها من الرابطة التي يديرها مانويل جوزيه الحاكم بأمره وفقا لمزاجه المتعكر دائما الرائق أحيانا قليلة.
أما الأكثرية فيمثلهم هؤلاء الذين زادوا عن خمسين ألف مشجع أهلاوي هتفوا للحضري في جامعة عين شمس وحاولوا أن يحملوه على الأعناق.
اللوم كل اللوم لزملائه اللاعبين وبعضهم زامله في رحلة غانا المبهرة، ومعظمهم شاركه البطولات التي حصدها الأهلي وما أكثرها خلال السنوات الماضية محليا وأفريقيا وعالميا.
كيف يقاطعونه ويخاصمونه كأن كل واحد فيهم يريد أن يثبت أنه الأهلي وأنه حامي مبادئه وشرفه؟!
99% من هؤلاء "طرح بحر".. أي أن الأمواج حملتهم إلى الأهلي في الكبر ولم يولدوا فيه أو يحملوا دماءه النقية، تماما مثل القادمين عبر البحار والمحيطات في الماضي قبل أن تكون هناك حدود أو مياه اقليمية، فيختلطون بأهالي المدن الأصليين ويتزواجون منهم ويتوارثون، لكن "العرق" المملوكي يظل مملوكيا والتركي تركيا والأباظي أباظيا.
الكارثة ماذا سيفعل هؤلاء عندما ينتقلون لمركب المنتخب ويكون حارسهم هو الحضري كما وعد حسن شحاتة؟..
هل سيهرب شادي محمد من أمامه كما يهرب السليم من الأبرص، وهل سيرتد عليه الفتي فتحي بارم ديله ليسجل فيه حتى يجعله عبرة لمن لا يعتبر، وماذا سيكون شأن أحمد السيد لو جرى تكريمه على عادة القوم الكبار عندنا، إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق الضعيف أقاموا عليه الحد وأدخلوه سجنا لا يرى فيه النور ولا الشمس، ويشيعونه بجرسة "عواد باع أرضه"!
وماذا إذا قدر لبركوته الهارب من جندية المنتخب أن يعود إليه، هل سيمتنع هذه المرة ليس مدعيا الاصابة وإنما بداعي الفرار من الخائن الجاسوس عميل الموساد والسي آي ايه والكي جي بي والحرس الثوري الايراني عصام الحضري؟!

فراج إسماعيل