ضرب مؤسسة للصهيونية الوطنية الدينية عملية مدروسة

لم تكن هذه عملية تضحية عفوية. لم تكن انفجارا لمشاعر الاحباط لدي فلسطيني من سكان اسرائيل في ضوء الصور الصعبة التي تصل من غزة. العملية في مدرسة مركاز هراف الدينية، كما تقدر اليوم محافل أمنية في اسرائيل خطط لها واعدت قبل جولة العنف الاخيرة في القطاع.
كانت هذه عملية جاهزة كما يقال ـ عملية كانت ناضجة ولا تنتظر سوي اوامر التنفيذ. وخلف القاتل كانت شبكة اختارت الزمان والمكان بعناية. وفي جهاز الامن لا يستبعدون امكانية أن يكون من استخدم الخلية هو منظمة حزب الله في لبنان.
التوقيت الذي تم اختياره وكذا المكان يفترض بهما أن يشعلا نارا كبيرة في الضفة، انتفاضة ثالثة بالتوازي مع الاحداث في قطاع غزة. وهذه مصلحة واضحة لحماس في غزة وبقدر لا يقل لحزب الله أيضا. من هذه الناحية، وفقط من هذه الناحية، لم تكن هنا مفاجأة. فقبل العملية قدرت محافل رفيعة المستوي في المداولات التي جرت في وزارة الدفاع بان حماس ستحاول تصدير المواجهة الي الضفة.
الهدف الذي اختير للعملية ليس فقط مؤسسة دينية، بطبيعة الحال كل مس بها ينطوي علي امكانية الاشتعال، يدور الحديث عن مؤسسة للصهيونية الوطنية الدينية، الامر الذي يمكنه أن يضمن لمخططي العملية موجة من اعمال الثأر في المناطق، تدفع الوضع في الضفة الي التدهور نحو الفوضي.
مساء يوم الخميس، اختير ليس فقط لان المدرسة تكون مليئة بالتلاميذ، في الغداة، يوم الجمعة، تجري صلاة المسلمين في الحرم. توقع المخطط كان ان في غداة العملية ستبدأ نشاطات ثأرية من اليهود، بما في ذلك في الحرم، وعندها سيكون اشتعال المناطق مؤكدا.
وبالذات لهذا السبب أغلق الجيش الضفة فور العملية. القوات الميدانية تعززت، واتخذ اجراءات وقائية. وبالتوازي استعدوا في الشرطة وفي المخابرات لامكانية ضربات في الوسط اليهودي. ومن غير المستبعد ان تصدر اوامر اقامة جبرية لجزء من النشطاء اليهود في المناطق.
ما ينبغي ان يقلق المخابرات هو السرية التي لفت الشبكة التي بعثت بعلاء ابو دهيم بتنفيذ المذبحة. في السنتين الاخيرتين نجحت المخابرات في دفع حماس الي وضع لا يكون فيه للمنظمة بني تحتية عسكرية واسعة في الضفة. وفقط في السنة الاخيرة يوجد استيقاظ ما للذراع العسكري لحماس في الضفة ولكن هذا واضح اساسا في ارتفاع معدل نشطاء حماس في اوساط المعتقلين الفلسطينيين في المناطق. ومع ذلك نجحت حماس في تنفيذ العملية في ديمونا ايضا.
لحماس تاريخ من العمليات في مؤسسات دينية وضد رموز دينية يهودية: في مسار المصلين في الخليل، في المدرسة الدينية في عوتنئيل وغيرها. حماس نفذت ايضا غير قليل من العمليات في ايام الجمعة ضد يهود متدينين، الامر الذي يعزز امكانية أن تكون هذه العملية للمنظمة ايضا.
وبالمقابل يجد حزب الله صعوبة في السنتين الاخيرتين في القيام بعمليات من الضفة. واذا كان حتي العام 2005 وجه ومول 60 ـ 70 في المائة من العمليات التي صدرت من الضفة، ففي السنتين الاخيرتين فان حزب الله ببساطة يستجدي نشطاءه في ان ينتجوا عملية، وهم يتملصون.
الخلية الغافية التي استيقظت الاسبوع الماضي ونفذت العملية ليست فقط خللا استخباريا. فقد تكون هذه سنونو تدل علي خلايا غافية اخري، سرية جدا، توجد لديها عمليات جاهزة وتنتظر الاوامر.
نهوض خلايا غافية للقيام بعملية مستقبلية هو نهج معروف لحزب الله، اكتشفته المخابرات في التجنيدات في اوساط عرب اسرائيل في الجليل. ويدور الحديث عن اشخاص اشتغلوا اساسا في جمع المعلومات واقامة البني التحتية وانتظروا الاوامر. في الحالة التي امامنا، سر السرية يكمن في حقيقة ان عدد الشركاء في العملية قليل جدا. المخرب لم يكن يحتاج الي شقة يختبئ فيها في القدس، ولم يكن يحتاج الي من ينقله، هو الذي جمع المعلومات وعرف المكان جيدا. وفضلا عن ذلك، الرجل الذي اختير جاء من عائلة محترمة لديها علاقات تجارية مع المؤسسة الاسرائيلية وعلاقات متفرعة في الاردن. وهو نفسه زار هناك بمناسبة زواج اخته. من السهل تجنيد ومن السهل تدريب مثل هذا الرجل.
احد ما سلح القاتل بكلاشينكوف، بمسدسين وبذخيرة. احد ما علمه كيف يطلق النار. واحد ما بعث به الي عملية سطحيا تبدو كعملية انتحارية، وان كان يحتمل ان يكون المخرب نفسه اعتقد بانه سيكون بوسعه الخروج منها حيا.
هذه العملية هي دعوة للاستيقاظ لكل محافل الامن: شرطة اسرائيل، المخابرات والجيش. يدور الحديث عن سائق سفريات من شرقي القدس، يحمل بطاقة هوية زرقاء وترخيص أصفر للسيارة. هذه مجموعة سكانية هي عنصر اساسي في السلسلة التي تنتج عمليات انتحارية في اسرائيل. جهاز الامن يوظف غير قليل من الرقابة عليهم. احد ما يفترض علي الاقل ان يعرف المخرب. يحتمل ان يكون احد ما عندما تعب.
هذه دعوة للاستيقاظ لانه توجد امكانية معقولة الا تكون هذه الخلية الغافية الوحيدة في المنطقة. يحتمل أن تكون هناك عدة خلايا غافية اخري تنتظر، مثل القنبلة المتكتكة، للانفجار في موعد حرج.

يديعوت

اشكرك على الموضوعات والمساهمات الفعالة