منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حوار عن بعد مع الرئيس أبومازن..د.حسن نافعة

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

حوار عن بعد مع الرئيس أبومازن..د.حسن نافعة Empty حوار عن بعد مع الرئيس أبومازن..د.حسن نافعة

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين مارس 10, 2008 1:29 am

دعيت لحضور لقاء نظمته صحيفة الدستور الأردنية، مساء الأربعاء قبل الماضي، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبومازن) جري فيه حوار حول الأوضاع المتعلقة بالقضية الفلسطينية والجهود الدولية والإقليمية المبذولة، خاصة منذ استئناف إسرائيل المفاوضات مع السلطة الفلسطينية، وانعقاد مؤتمري أنابولس وباريس، للتوصل إلي تسوية نهائية للصراع الفلسطيني - الإسرائيلي قبل نهاية عام ٢٠٠٨،

وبينما بدا الرئيس أبومازن مقتنعا بوجود فرصة حقيقية لتسوية معقولة قبل مغادرة الرئيس الأمريكي بوش البيت الأبيض، ومصمما علي اغتنامها والحرص علي عدم إهدارها، بدا في الوقت نفسه مقتنعا بعدم جدوي العمل المسلح في هذه المرحلة إلي درجة قيامه بتكرار عبارته الشهيرة «صواريخ حماس العبثية» ما لا يقل عن عشر مرات في هذا اللقاء.

في الجزء المخصص للمناقشة في هذا اللقاء شاركت بتعقيب قصير، أشرت فيه إلي نقاط محددة أهمها: ١- أن المفاوضات وسيلة وليست غاية في ذاتها، وأن نجاح هذه الوسيلة في تحقيق أهدافها يتطلب شروطا وضمانات لا يبدو أنها باتت متاحة في المرحلة الراهنة، خصوصا إذا تم استبعاد خيار المقاومة.

٢- لا توجد مؤشرات توحي بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية، أو أي حكومة أخري، قد يفرزها المجتمع الإسرائيلي في المستقبل المنظور، قد تغير موقفها من قضايا التسوية النهائية بما يسمح بالتوصل فعلا لمثل هذه التسوية خلال الوقت المتبقي.

٣- لا توجد في الوقت نفسه مؤشرات توحي بأن إدارة الرئيس بوش باتت جاهزة أو راغبة أو قادرة علي ممارسة ضغوط، لحمل إسرائيل علي تغيير موقفها خلال الشهور القليلة المتبقية علي رحيلها.

٤- تبدو المفاوضات الجارية حاليا، في حدود علمي، مصممة لاستهلاك الوقت، وبالتالي محكوم عليها مقدما بالفشل. ثم أنهيت تعليقي بسؤال حول الأسباب التي تجعل الرئيس أبومازن يبدو، في سياق كهذا، مقتنعا ومتفائلا بجدوي الاستمرار في المفاوضات الراهنة.

أثار دهشتي أن يبدأ الرئيس أبومازن رده علي بمجاملة، قال فيها إنه يتابع تحليلاتي في الصحف والفضائيات العربية، وأنه سعيد برؤيتي هنا في عمان. فقد كانت تلك هي المرة الأولي التي ألتقي فيها سيادته وجهاً لوجه. وعندما شرع في مغادرة القاعة، وراح يصافح من وجدهم في طريقه، حرص علي تبادل حديث قصير معي، أكد فيه من جديد تقديره لآرائي، رغم اختلافه مع بعض ما أتوصل إليه من اجتهادات، وأن «الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية»!، وكانت لفتة كريمة منه.

بعد أيام قليلة من هذا اللقاء، التقيت مصادفة أثناء انعقاد المؤتمر الخامس لمنتدي الإصلاح العربي في مكتبة الإسكندرية الأخ حسن عصفور، أحد المفاوضين الرئيسيين لاتفاق أوسلو. وفي حديث علي الفطور، في الفندق الذي أقمنا فيه، ذكرني بواقعة كان طرفها الآخر مسؤولاً فلسطينياً كبيراً هو الأخ الطيب عبدالرحيم. وهي واقعة طريفة تستحق أن تروي. ففي أعقاب فوز حماس بالانتخابات النيابية نشرت مقالا، ضمنته رؤيتي لبعض ما يجري علي الساحة الفلسطينية في ذلك الوقت.

ويبدو أن وجهة نظري لم ترق للأخ الطيب عبدالرحيم، واعتبرها منحازة لحماس، مما دفعه للاتصال بي معاتبا، وهو أمر يحمد له بالقطع. وفي هذا الحديث عبر الأخ عبدالرحيم عن استيائه مما كتبت، وشرع في توضيح أمور، رأي أنها ربما تكون قد التبست علي، وأشار إلي أنه كان قد أعد ردا مكتوبا علي، وهو ما رحبت به.

من جانبي، شرحت للأستاذ عبدالرحيم الأسباب والمعلومات التي بنيت عليها رؤية تمثل اجتهادا شخصيا لكاتب مستقل، ولا تعبر بأي حال عن موقف منحاز مسبقا لحماس، وبدا مقتنعا بما قلت، لدرجة أنه أنهي حديثه بوعد تطوع هو به لسحب الرد المكتوب الذي كان قد أعده بعد أن أصبحت الأمور أكثر وضوحا في ذهنه. غير أنني فوجئت بالرد منشورا بعد أيام في إحدي الصحف الفلسطينية، وكان رداً غاضباً، وربما متجاوزاً أيضا.

بدا لي الرئيس أبومازن، حين ذكرني الأخ حسن عصفور بهذه الواقعة، أكثر تسامحا مع الرأي الآخر المختلف عن كثيرين من المحيطين به. ولأن ضيق الوقت المخصص للقاء عمان لم يكن يسمح بحوار حقيقي، فربما يكون من المفيد هنا أن أشير في هذا المقال إلي عدد من النقاط، لعلها تشكل نوعا من الرغبة في استمرار الحوار عن بعد مع الرئيس أبومازن، وذلك من خلال الملاحظات التالية:

١- لا يعني توجيه النقد لسياسات ومواقف معينة تتبناها السلطة الفلسطينية بقيادة فتح اتفاقا مع جميع السياسات والمواقف التي تتبناها حماس أو غيرها من المنظمات الفلسطينية المعارضة.

وأظن أنه آن الأوان لإدراك خطورة الرؤية الأحادية التي تري العالم منقسما إلي فسطاطين: واحد للخير (نمثله نحن عادة) وآخر للشر (يمثله الآخرون دائما)، أو التعامل مع الآخرين وفق قاعدة: من ليس معنا فهو ضدنا.

إن رؤية كهذه قد تناسب غلاة المتطرفين العقائديين من أمثال بن لادن وبوش، لكنها لا تليق بحركة تحرر وطني يفترض أن تسعي لحشد وتعبئة جميع القوي الراغبة في مقاومة الغاصب المحتل، أيا كانت توجهاتها الأيديولوجية أو رؤيتها لما يجب أن تكون عليه مرحلة ما بعد الاستقلال.

٢- لا ينطوي مثل هذا النقد علي أي نوع من التنكر أو الانتقاص من الدور التاريخي المهم الذي لعبته منظمة فتح أو أبومازن شخصيا في حركة التحرر الوطني الفلسطيني.

غير أنه يجب أن يكون واضحا للجميع في الوقت نفسه أن الأدوار التاريخية لا تمنح رخصة بالعصمة أو القداسة لأحد، شخصا كان أم مؤسسة. فالحركة الوطنية الفلسطينية لم تبدأ بفتح، ولن تنتهي بحماس، وستؤول القيادة فيها دوما إلي من هم أكثر قدرة علي الوصول بها إلي غايتها النهائية، وهي التحرر والاستقلال الوطني الكامل.

٣- يدرك كثيرون، وأنا منهم، أن للرئيس أبومازن شرعية، وبالتالي سلطة وصلاحيات، لا يمكن لأحد أن يشكك فيها أو يخرج عليها، لكننا ندرك في الوقت نفسه أن لحماس بدورها شرعية، وبالتالي سلطة وصلاحيات، ليس من حق أحد أن يشكك فيها أو يخرج عليها، وهي شرعية لا تقل عن - إن لم تكن تزيد علي - شرعية أبومازن نفسه،

وذلك لسببين: الأول: أن حماس فازت في انتخابات لاحقة علي الانتخابات التي فاز فيها أبومازن، ولم تخضها هي، والثاني: أن الفوز في انتخابات نيابية يختلف عن الفوز في انتخابات رئاسية، فالأول يعكس ثقة شعبية في برنامج بعكس الثاني، الذي يعكس ثقة في شخص الرئيس. ومن المعروف أن حماس نجحت علي أساس برنامج انتخابي، جوهره استمرار المقاومة المسلحة.

٤- في اعتقادي أن السلطة الفلسطينية أخفقت في توظيف فوز حماس واستثماره لتحسين موقف تفاوضي، كان قد تآكل كثيرا، وبدت حريصة علي إظهار عجز حماس عن تحمل مسؤولية الحكم واستعادة ما خسرته من مواقع ومزايا بأكثر من حرصها علي ترتيب البيت الوطني.

غير أن ذلك لا يعفي حماس من مسؤوليتها عن أخطاء عديدة ساهمت بدورها في تأزم الأوضاع الفلسطينية بأكثر مما كانت عليه قبل وصولها للسلطة.

٥- لوضع حماس في موقع يسمح لها بتحمل وممارسة مسؤوليتها تجاه شعبها وتجاه أمتها، ومساءلتها عن ذلك، كان يتعين علي الرئيس أبومازن، في تقديري، أن يشرع علي الفور في إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطيني علي أسس ديمقراطية وتنشيط دورها في عملية اتخاذ القرار.

فقد كان من شأن خطوة كهذه أن تساعد علي تجنب الكثير مما وقع من أخطاء علي الجانبين وتجاوز أزمة عدم الثقة التي كانت ولا تزال تسمم الأجواء الفلسطينية. لكن الرئيس أبومازن لم يفعل.

٦- استمرار مختلف الأطراف الفلسطينية في محاولاتها الرامية لتحميل «الطرف الآخر» وحده مسؤولية ما جري ويجري من نكبات، دون أي محاولة جادة من جانبها، لتقييم ذاتي يسمح بتصحيح ما ارتكبته من أخطاء، أصبح خطرا يهدد بتصفية نهائية للقضية الفلسطينية برمتها.

وأظن أنه بات علي هذه الأطراف أن تدرك أيضا أن هناك قوي دولية وإقليمية كثيرة تسعي لتعميق الخلافات الفلسطينية، كي تتمكن هي من غسل يدها من أي مسؤولية لها عن تصفية قضية تعتبرها الشعوب العربية والإسلامية قضيتها الأولي.

في النهاية أود، وبكل الاحترام والود والحب لشخص الرئيس أبومازن، أن أهمس في أذنه برجاء الحد قليلا من استخدامه تعبير «صواريخ حماس العبثية»، لأن ضرره أكثر من نفعه.

ولا جدال في أنه يدرك أن كثيرين في العالم العربي يعتقدون أن المفاوضات التي تجري الآن بين السلطة وإسرائيل تبدو أكثر عبثية من صواريخ حماس. فالمطلوب الآن صيغة خلاقة تمزج بين المقاومة المسلحة والعمل السياسي علي نحو يمكّن الحركة الوطنية الفلسطينية من الخروج من مأزقها.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حوار عن بعد مع الرئيس أبومازن..د.حسن نافعة Empty رد: حوار عن بعد مع الرئيس أبومازن..د.حسن نافعة

مُساهمة من طرف ahmed الإثنين مارس 10, 2008 4:33 am

موضوعات متميزة ومتجددة تفيدنا ونستفيد منها
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى