ما جدوى التحقيق الدولى فى جرائم إسرائيل؟ ـ السفير د. عبدالله

تتواصل مذابح إسرائيل بالقصف الصاروخى والمدفعى ضد السكان بشكل عشوائى ويذهب كل السكان دون تمييز بما فى ذلك بالطبع الأطفال. وقد أثار عجبى ما نشرته الصحف الأوروبية فى 28/2/2008 عن مذبحة ارتكبتها إسرائيل ضمن سلسلة مذابحها فى قرية بيت حانون شمال قطاع غزة قتل فيها 19 من السكان وجرح العشرات، وكان ذلك فى 8 نوفمبر 2006 فأصدر الجيش الإسرائيلى نتائج تحقيقاته فى هذه المذبحة فى 26 فبراير 2008 أى بعد 16 شهراً من المذبحة، وجاء فى النتائج أن الجيش لا يعتذر ولكن القصف لم يكن مقصوداً به قتل السكان وأنه حدث انحراف فى زوايا التصويب! والطريف أنه فى نفس يوم 26/2/2008 كانت إسرائيل تواصل مذابحها فى غزة بنفس القسوة، والطريف أيضاً أن هيومان رايتس ووتش الأمريكية علقت علي تحقيق عام 2006 على أنها تطالب بتحقيق مستقل، وبالفعل كان مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان قد عين القس ديزموند توتو من جنوب إفريقيا والحائز على جائزة نوبل للسلام لرئاسة لجنة دولية مستقلة للتحقيق فى مذابح نوفمبر 2008 ولكن إسرائيل رفضت منحه تأشيرة دخول. فماذا فعل المجتمع الدولى وماذا يفعل الآن تجاه قرار إسرائيل بإبادة الشعب الفلسطينى بكل الطرق؟
لقد أدانت محاكمة رمزية شعبية فى بروكسيل يوم 26/3/2008 إسرائيل واتهمتها بارتكاب أعمال إبادة وجرائم ضد الإنسانية، وقيل أن بعض نواب أوروبا فى البرلمان الأوروبى وعدواً بإثارة ذلك فى برلماناتهم فهل يفعلون؟ وإذا فعلوا فما النتيجة؟ هل يتصدى أحد بالقوة لمنع إسرائيل من استمرار جرائمها أم أن العالم سلم، كما اعتقد، بأن دماء الفلسطينيين يجب أن تراق على يد إسرائيل قرباناً للسلام العالمى؟ فهل يصدر مجلس الأمن قراراً بهذا المعنى بعد الموقف الأمريكى الواضح فى هذا الشأن أم أن المجازر الجديدة والمتجددة فى غزة هى تنفيذ لقرارات أنابوليس خاصة تلك الصادرة باللغة العبرية. نذكر فى هذا المقام أن مجلس الأمن كان قد أصدر قراراً فى مارس 2002 بعد مذابح إسرائيل المروعة فى مدينة جنين فى الضفة الغربية، بناء على طلب إسرائيل لإنشاء لجنة لتقصى الحقائق فى هذه المجازر حيث طلبت ذلك إسرائيل بدلاً من الاقتراح السابق وهو لجنة للتحقيق، ومع ذلك رفضت إسرائيل التى وافقت أيضاً على الشخصيات الأعضاء فى اللجنة أن تسمح للجنة بدخول الأراضى المحتلة ولم يعلق أحد على ذلك، بل الأدهى أن الأمين العام الذى ابتلع مع مجلس الأمن الإهانة وتلقى اللطمة من إسرائيل هو نفسه الذى أمر بإجراء تحقيق "أدارى" فى المذابح، وانتهى التقرير إلى إدانة الجانب الفلسطينى وليس إسرائيل!.
فهل لا يزال البعض يثق فى المجتمع الدولى والامم المتحدة والتسويات السياسية، وقد عقدت إسرائيل العزم على إبادة السكان لتفريغ الأرض حتى تعلن عام 2020 اختفاء اسم فلسطين وشيوع إسم إسرائيل؟.

اشكرك على الموضوعات القيمة فى منتدانا الشيق