منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إسرائيل بين الحرب والسلام ..عاطف الغمري..

اذهب الى الأسفل

إسرائيل بين الحرب والسلام ..عاطف الغمري.. Empty إسرائيل بين الحرب والسلام ..عاطف الغمري..

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس مارس 06, 2008 10:29 am

المتابع لسلوك إسرائيل مع العالم العربي, الذي يمزج بين مفاوضات الغرض منها السلام, وبين أعمال عسكرية في نهج يطبق مفهوم الحرب, مثل الحرب في لبنان, والغارة الأخيرة علي سوريا, والهجمات العسكرية التدميرية في الأراضي الفلسطينية, فإنه يتلفت الي ما يجري من تغيير في استراتيجيتها العسكرية.
ولقد توقفت أمام تعبير ورد في كتاب: .Kmives,tanksandmissiles:Israel,ssecurityrevolution. الصادر عن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدني الموالي لإسرائيل تأليف إليوت كوهين, ومايكل إلسستاد وأندرو باسيقيتش ويقول: نادرا ما كان مسئولو التخطيط الاسرائيليون يضعون في اعتبارهم في الماضي, أثر العمليات العسكرية, علي علاقات اسرائيل بجيرانها, بوصفهم لها بأنها الردع. ومنذ عام1991 أدت المفاوضات العربية الإسرائيلية الي تقييد استخدام اسرائيل للقوة العسكرية, وبالتالي فكل النزاعات ستكون حروبا بعد سلام وتتم ممارستها علي اساس الفهم بأن إيجاد تسويات دائمة لفترة ما بعد الحرب( وليس مجرد هدنة) ربما تكون احتمالا حقيقيا.

وان ما يجعلني اتوقف امام تعبير حروب بعد سلام هو تشابهه مع المفهوم الذي كانت إسرائيل قد بدأت في تطبيقه عمليا فور البدء في عملية السلام التي اوجدها مؤتمر مدريد عام1991, وهو المفهوم الذي يصفها بأنها حرب من اجل السلام وهو نفس المعني الذي سبق ان شرحه شيمون بيريز عام1997, وليس معني ذلك الحرب بوسائل القتال العسكرية, وإنما بوسائل أخري تحقق نتائج سياسية.

وكان تبني الجانب العربي المشارك في مدريد, مفهوما آخر عكس ذلك تماما, هو من اهم أسباب الخلل الذي أصاب عملية السلام, وأدي الي تعثرها, نظرا لأن المفهوم الذي أخذ به العرب لعملية السلام, يعني وكأن عملية السلام في مدريد قد أغلقت ملف النزاع العربي الاسرائيلي تماما, وان قبول اسرائيل مبادئ مدريد, معناه ان السلام قدحل فعلا, مما اوجد علاقة بين طرفين احدهما( العرب) بلا أدوات نزال في هذا الصراع, والآخر( اسرائيل) جعلت منها نزالا مع العرب بكل ادوات الصراع التي حشدتها, للدخول في عملية مساومة طويلة من اجل ان تنتزع لنفسها ما تستطيع انتزاعه من الطرف الآخر. ولك أن تتصور صراعا او مباراة بين طرفين, أحدهما يكيل الضربات بأدواته, والثاني يكتفي بتلقي الضربات.

وكان ضمن الحسابات الإسرائيلية منذ لحظة قبولها مرجعيات مدريد, ترحيل التناقضات, وذلك بأن تسعي اسرائيل الي ترحيل اعباء عملية السلام الي الجانب الآخر.

وكان من بين النماذج الصارخة. ما شهدناه أخيرا من محاولة تفريغ غزة من الجزء الأكبر من سكانها, عبر سياسة طويلة المدي تبدأ بالقتل والاغتيالات المنظمة, والضغط النفسي, وتضييق ظروف العيش والحياة, الي الحد الذي يجعل الاهالي يشعرون بأن الحياة لم تعد تطاق, وان طاقتهم علي احتمالها نفدت, عندئذ يهربون الي سيناء. وذلك هدف قديم تتضمنه استراتيجية اسرائيل. وفي إطار هذا المفهوم كان المزج بين دواعي أداء ممارسات عملية السلام أمام المجتمع الدولي, وبين دوافع التوسع الاسرائيلي, الذي عاد يطل برأسه بعد حدوث الخلل في عملية السلام, باستعادة حركة المشروع الصهيوني.

وكان المشروع الصهيوني مرتبطا بما يعرف في الاستراتيجية العسكرية الاسرائيلية بالحرب بالاختيار, وكان الخبير الإسرائيلي دان هوروفيتز بالجامعة العبرية بالقدس قد شرحها قبل سنوات بقوله: كان من رأي مناحم بيجين, ان كل حروب اسرائيل كانت بالاختيار( اي بمبادرة منها), باستثناء حربي48 و و73. وان كل الحروب بالاختيار بما فيها الضربات الاستباقية, والحرب الوقائية, كانت تتم من اجل تحقيق أهداف سياسية.. وفي كتاب سكاكين, ودبابات وصواريخ, ثورة الأمن الإسرائيلي, يتحدث المؤلفون عن أنه ابتداء من صدمة حرب73, ولفترة عشرين عاما بعدها, أثارت الأحداث شكوكا في قدرة التحمل لمبادئ السياسة العسكرية الاساسية لإسرائيل, وإن قادتها سعوا لتعديل وتحديث المبادئ التي تقوم عليها السياسات الأمنية للدولة اليهودية.

وبصرف النظر عن هذه التغييرات من وجهة نظر إسرائيلية, فإن المسلم به برغم سعي اسرائيل المستمر لتحديث أسلحتها وقوتها العسكرية, إلا ان هناك يقينا داخل المؤسسة العسكرية في إسرائيل بأن التجارب أثبتت محدودية القوة العسكرية, والحرب بالاختيار, وربما كان هذا في مقدمة أسباب التغيير في نظرية الأمن التي سعت للمواءمة بين إدراك بعدم قدرتها علي ان تحقق في حروبها ما كانت تستطيع تحقيقه, وإن ما جري في67 كان ظاهرة لها ظروفها ولن تتكرر, وبين استمرار الإصرار علي تنفيذ المشروع الصهيوني التوسعي, ورفض قيام دولة فلسطينية بمعني الدولة كاملة السيادة, لذلك يبدو مبدأ حروب بعد سلام أنه صراع بالاختيار, تديره اسرائيل املا في انه قد يصل بها الي تحقيق نتائج سياسية, كانت الحرب هي وسيلة تحقيقها في الماضي, وان لم يغلق هذا الباب امام مغامرة عسكرية مستقبلا.

فهل مازالت اسرائيل تمسك بزمام الاختيار حربا كان أم صراعا؟.. وما الذي يتيح لها ذلك؟

.. انه بالطبع إدارتها لعلاقاتها انطلاقا من فهمها لهذه العلاقات بأنها مازالت عملية صراع, ولا يمكن تعديل هذا الوضع إلا لو تصرف العرب, بناء علي نفس المفهوم, وهو انهم لا يزالوا طرفا في صراع لم ينته مع إسرائيل.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى