منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ

3 مشترك

اذهب الى الأسفل

إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ Empty إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس مارس 06, 2008 10:28 am

علي وقع اعتداءاتها الوحشية والدامية علي الشعب الفلسطيني, بدأت إسرائيل احتفالاتها الصاخبة بستين عاما علي تأسيسها(1948 ـ2008), وقد خططت لكي تكون احتفالات محلية ودولية واسعة, تشمل نشاطات متعددة في دول كثيرة, خصوصا أمريكا.

دعت إسرائيل عشرات من رؤساء الدول, في مقدمتهم الرئيس الأمريكي بوش, للاحتفالات, لكي تقول للجميع إن العالم يقف معها ويساند بقاءها قوة عسكرية مهيمنة في الشرق الأوسط, هي مقدمة الرمح لحماية المصالح الاستراتيجية الغربية, ولكي تغطي باحتفالاتها الصاخبة هذه جرائمها الوحشية ضد الشعب الفلسطيني, وهي جرائم ضد الإنسانية تقتل خلالها الأطفال والنساء والشيوخ, قبل أن تستهدف المقاتلين المقاومين, ولكي تقيم محرقة عصرية في فلسطين, كما قال نائب وزير الحرب الإسرائيلي.

وبينما تحتفل إسرائيل بتأسيسها الستيني, مزهوة بالتفوق والانتصار, فإن العرب ينصرفون الي إحياء الذكري الستين للنكبة, نكبة اغتصاب فلسطين, يذرفون الدموع ويتوجعون, ثم يصدرون بيانات الشجب والاستنكار فقط, دون إعمال العقل الواعي, والفكر السليم, متسائلين: لماذا تفوقت إسرائيل كل هذا التفوق علي امتداد ستين عاما؟ ولماذا انتكسنا وافتقرنا وتخلفنا حتي صارت نكبة1948 تلد نكبات جديدة كل يوم, تتدحرج كل واحدة وراء الأخري, تجر القضية المركزية التي لم تعد كذلك في عرف بعض العرب, من الأعلي إلي الأدني!

ها نحن نتدحرج غائصين في النكبات, وقد ضللنا الطريق الصحيح, فتراجعت أهدافنا, من هدف تحرير فلسطين1948, إلي هدف تحرير ما تبقي من فلسطين, إلي هدف إقامة دويلة فلسطينية في الضفة وغزة, وهما معا يشكلان22% من مساحة فلسطين, ثم تدحرجنا إلي كانتون محاصر في غزة بمساحة360 كيلومترا مربعا, يزدحم فيه مليون ونصف المليون فلسطيني يشكلون أعلي كثافة سكانية في العالم كله.

النكبة تدحرجنا وصولا لالتهام الاستيطان الإسرائيلي60% من مساحة الضفة الغربية, يشغلها أكثر من200 ألف مستوطن يهودي, بعد عزل القدس كاملة, وكذلك الأغوار الفلسطينية, وبعد أن امتد الجدار العنصري العازل يتلوي في الضفة, يبتلع ويعزل مزيدا من الأرض ومصادر المياه, ويقسم ما تبقي من الأرض الفلسطينية إلي كانتونات معزولة ومحاصرة, فماذا تبقي من أرض لإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة والاستمرار, سواء وفق رؤية الرئيس الأمريكي, أو غيرها, مجرد معازل تشبه المعازل العنصرية في جنوب إفريقيا في ظل الحكم الاستعماري العنصري المنهار.

***

هكذا ضاقت بنا الأرض بما رحبت, وضاقت حتي أحلامنا, فصرنا نختصر القضية في سلطة لا سلطة لها علي أرض الواقع, والدولة في التعريف القانوني والسياسي تتكون من ثلاثة أضلاع, أرض, وبشر وسلطة, وصرنا نختصر حلم التحرير في قطعة أرض لا موارد فيها, ولا أسس لبناء الدولة الموعودة, ونختصر قضية القدس في مجرد التطلع لها من بعيد والتحسر علي ضياعها بعد أن ابتلعها الاستيطان الإسرائيلي!.

ضاقت حتي الأحلام بالرجال, لأن رجال هذا الزمان فقدوا العزم والعزيمة, وتخلوا عن الثورة طمعا في الثروة والسلطة, وتصارعوا علي السلطة طمعا في الانفراد بها, وحين تسلي الثوار بالثروة إلي جانب وهم السلطة, تراجع الحلم وانتكست القضية, فأصبحت نكبة اليوم أشد بؤسا وإفزاعا من نكبة الأمس, وانظروا لما يجري من نزاع بين سلطة رام الله وسلطة غزة!!

حين تحتفل إسرائيل بينما نحن نبكي نكبتنا, يجدر أن نتعمق بحث التطورات, فربما تعيدنا إلي جادة الصواب, وفضيلة التفكير, ونظن أن التحول الأساسي في الصراع العربي ـ الإسرائيلي قد بدأ بعيد حرب أكتوبر1973 المجيدة, وفي ظل مؤثراتها المهمة التي وقعت كالكارثة علي رءوس الإسرائيليين وحلفائهم.

لقد استوعب التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي جيدا دروس حرب أكتوبر, فاجتهد لكيلا تتكرر, ومن يقرأ عشرات الكتب والدراسات الإسرائيلية والأمريكية يعرف أن هذا التحالف الاستراتيجي قد أدرك ثلاثة أسباب جوهرية لنصرنا في حرب1973, وهي: أولا أدرك أن هذه الحرب كشفت عن تغير رئيسي في القدرة العسكرية لمصر وسوريا وجنودهما علي خوض حرب خاطفة, أجادوا خلالها وضع الاستراتيجيات وتحديد التكتيكات الحربية الطموح التي فاجأت الجيش الذي لا يقهر فقهرته وأذلته.

وأدرك ثانيا أن العرب أجادوا استخدام قوتهم السياسية في تمهيد الرأي العام العالمي, وفي استغلال قوتهم الاقتصادية بقوة أثرت في الاقتصاد الدولي, حين حولوا سلاح النفط إلي سلاح مساند للمقاتلين, ثم أدرك التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي ثالثا قيمة المساندة الشعبية الهائلة من المحيط إلي الخليج, التي دعمت القدرات العسكرية في الجبهة الملتهبة, وهي مساندة لم تكن عاطفية بالمعني الكلاسيكي, لكنها مساندة هددت المصالح الحيوية للغرب كله, ولأمريكا بالتحديد, لأنها جاءت من هبة شعبية هائلة.

منذ تلك اللحظة وبعد هذا الإدراك اجتهد التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي في كسر فاعلية هذه الأسباب الجوهرية ونزعها من أيدي العرب, بل تحويلها إلي عوامل سالبة, فانطلق الهجوم الأمريكي ـ الإسرائيلي الشرس علي المنطقة, وظل يتصاعد علي مدي الأعوام الثلاثين الأخيرة ليحقق أهدافه, بينما تهاوي التنسيق العربي وصولا لفقدان أسباب القوة الثلاثة التي ذكرناها آنفا, سواء بالإهمال واللامبالاة, أو بالتسليم الطوعي, فانتهي الأمر إلي ما نحن فيه, من تغييب لكل أسس التضامن العربي, سياسيا, وعسكريا, واقتصاديا, وشعبيا!

ولا مفر من الاعتراف بأن التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي قد نجح في تحقيق معظم أهدافه الرئيسية, من خلال حزمة من السياسات والإجراءات التي وضعتنا أمام نكبة جديدة نبكي علي أطلالها الآن في حسرة, ليس فقط لأن العدو فعل, ولكن أيضا لأننا ساعدناه علي أن يفعل.. وينجح!

***

لقد بدأوا بكسر روح المقاومة في العرب عموما, وفي بعض الفلسطينيين خصوصا, حين أقنعونا بصرف النظر عن هذا البعد العسكري القادر, والانغماس في تسويات سياسية واهية, ابتداء بكامب ديفيد, ووادي عربة, وانتهاء بمكلمة أنابوليس, وبينهما أوسلو وواي ريفر وغيرها, وها هي كلها تنتهي إلي لا شيء حقيقي برغم مضي أكثر من ثلاثين عاما من المساومة والمراوغة.

ثم ركزوا علي إهدار القدرات الاقتصادية المؤثرة للعرب, خصوصا استنزاف النفط, حتي لا يكون رديفا لتعزيز القدرات السياسية للعرب, ناهيك عن تخفيض القدرات العسكرية لمجموع العرب, مقابل زيادة القدرات الإسرائيلية, بصرف النظر عما ينشر عن صفقات سلاح عربية بمئات المليارات, لأنها صفقات محكومة بشروط تعجيزية تبقيها في المخازن للذكري!

ولقد تمكن التحالف الأمريكي ـ الإسرائيلي من تحويل اتجاهات العرب, فبدلا من تركيزهم السابق علي الصراع العربي ـ الإسرائيلي, جري إغراقهم في صراعات أخري, استنزفت قدراتهم السياسية والاقتصادية والإعلامية والنفسية, مثل حرب العراق ـ إيران, والحرب الأهلية اللبنانية, وها هي تتجلي أكثر في حرب واحتلال العراق, وأزمة لبنان, ومشكلات السودان والصومال, ومخاوف الخليج الأمنية من هواجس صعود القوة النووية الإيرانية.

وبينما كنا نغط في نوم عميق, نجح هذا التحالف الشرير في كسر الطوق العربي الرئيسي, فمزق ما كان يسمي التضامن العربي الفعال, وأغلق ملف القومية العربية, وشوه سيرة زعمائها التاريخيين, خصوصا جمال عبدالناصر, كاسرا خطوط التواصل ومحبطا حتي آمال العرب وطموحاتهم في الحلم القومي, حتي عند حدوده الدنيا.

وبينما كنا نغرق ونلهو ونتصارع كانت القدرات العسكرية الأمريكية قد امتلكت دول المنطقة بأرضها ومائها وسمائها, عبر وجود كثيف للقواعد والأساطيل والجيوش المحاربة, وكانت إسرائيل قد ابتلعت الأرض الفلسطينية, واخترقت حركة التحرير الوطني فمزقتها شيعا متناحرة تدمي باقتتالها قلب الجماد, فأصبحنا أعداء أنفسنا, وقتلة أبنائنا.

فهل هناك نكبة أشد من هذه النكبة؟!

***

** خير الكلام: يقول أحمد شوقي:
الله يعلم ما نفس بجاهلة
من أهل خلتها ممن يعاديها؟
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ Empty رد: إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ

مُساهمة من طرف ahmed الجمعة مارس 14, 2008 5:02 am

موضوعات متميزة ومتجددة تفيدنا ونستفيد منها
اشكرك عليها
ahmed
ahmed
عضو مبدع

عدد الرسائل : 405
تاريخ التسجيل : 07/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ Empty رد: إســـرائيل تحتفل ونحن نبكي نكبتنا‏!‏..صلاح الدين حافظ

مُساهمة من طرف yolafamely64 الجمعة مارس 14, 2008 2:49 pm

لماذا تفوقت إسرائيل كل هذا التفوق علي امتداد ستين عاما؟ ولماذا انتكسنا وافتقرنا وتخلفنا حتي صارت نكبة1948 تلد نكبات جديدة كل يوم,

أظن أن الجواب هو ايمانهم الكبير بباطلهم و نسياننا لحقنا و ديننا.

أشكرك على هذا الموضوع الهام
yolafamely64
yolafamely64
عضو مبدع

عدد الرسائل : 206
العمر : 60
تاريخ التسجيل : 28/02/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى