منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

حاسوب الدم .. خيري منصور..الخليج الأماراتية

اذهب الى الأسفل

حاسوب الدم .. خيري منصور..الخليج الأماراتية Empty حاسوب الدم .. خيري منصور..الخليج الأماراتية

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء مارس 05, 2008 1:20 am

إذا كان المشهد الدموي في غزة سينتهي إلى إدانات شعبية للنظم السياسية، وإحراق النجمة السداسية على قطع من قماش والوقوف لدقيقة أو ساعة أو يوم حداداً فإن هذه كلها ليست مضادات للطائرات المغيرة من عمق فلسطين إلى جنوبها وليست أيضاً باتريوت يعترض الصواريخ التي تستهدف الأطفال والبالغين والمساجد والمدارس والبيوت.

إذا كان كل العقاب الذي تتوقعه الدولة اليهودية هو هذا فقط فالأمر سهل وغير باهظ التكلفة، بل هو قابل للتكرار.

إن أول خطأ نقع فيه هو تصديق الحواسيب الغبية التي تحصي عدد الشهداء منا في كل حرب كهذه.. على اختلاف الأسماء والذرائع، فالستون شهيداً في غزة يضاف إليهم على الفور مائتان على الأقل، هم الأطفال الذين كان سينجبهم الشهداء الذين تتراوح أعمارهم بين العشرين والأربعين.

ويضاف إليهم أيضاً عدة ملايين من العرب الذين يصابون بالجلطات القلبية والدماغية ويرتفع ضغطهم لأن العين بصيرة واليد قصيرة ولأنهم مكبلون إن لم يكونوا أسرى في عقر أوطانهم.

ولم تكن الدولة الصهيونية بحاجة إلى ألف أو مليون صاروخ من هذا الطراز البدائي كي تقصف البيوت والمساجد والمدارس وتلاحق العرب أينما وحيثما وجدتهم.

ان المذبحة الحقيقية بل المحرقة الكبرى هي انهماك العرب في سجال عقيم وبارد حول السبب الذي دفع جيش الاحتلال إلى معاودة اجتياح غزة، جواً وبحراً وبراً، فالبيزنطيون الجدد لا يتحاورون عن عدد الملائكة أو الشياطين على رأس دبوس بل عن القتلى اليهود والشهداء العرب في حرب غير متكافئة.

أما الحديث عن خلل جذري في موازين القوى فهو ثرثرة تفسد الصمت لا أكثر ولا أقل، لأن مثل هذا الخلل كان موجوداً في الحروب الخمس السابقة، وقد يبقى موجوداً حتى الحرب العاشرة أو العشرين أو المائة، لأن المدى المنظور لا يعد العرب بتقويم أو تصويب هذا الخلل، رغم أنهم تسلحوا بمليارات الدولارات وعلى حساب الرغيف والدواء أحياناً لكن الأسلحة لا تحارب وحدها وما من زناد إلا ينتظر الأصبع الذي يضغط عليه.

وهذه الحرب تفرض علينا استبدال حواسيبهم الغبية بحاسوب تاريخي ووجودي، الدم لا الماء هو ما يحدد منسوب الحرارة فيه، والعرب الذين يموتون حتف أنوفهم وتحت تأثير الضغط العالي وتفجر الشرايين قد يصل تعدادهم إلى عدة كتائب أو ألوية، لكنهم خيول ملجومة، ومشكومة وينزف الدم من ألسنتها وحناجرها، هكذا يجلس فاقدو الحول والقوة أمام الشاشات يتنهدون أو يضربون كفاً بكف أو يكظمون الغيظ ويجترون الحسرة.

ان ما يطلقونه من زفير ساخن يكفي وحده لاندلاع الحرارة والسخونة تحت آباط الميتين، الذين أصبحت كثافتهم الديمغرافية موظفة للزحام في المولات وعلى اشارات المرور في الطرق، وفي طوابير الخبز والسكر والدجاج.

وفي كل مجزرة يستشهد فيها خمسون أو ستون أو مائة فلسطيني أو لبناني أو عراقي يصاب أضعاف هذه الأعداد من العرب الممنوعين من الصرف ومن الإعراب أيضاً لأنهم باختصار أسرى بلا حروب وغرباء حتى عن مصائرهم والمطلوب منهم هو فقط احصاء قتلاهم لا على أصابع اليدين والقدمين فقط بل على عدد شعر رؤوسهم.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى