الحضري•• والسفهاء!!

سامح الله عصام الحضري حارس مرمى الأهلي ومنتخب مصر الذي خطف -بمغامرة ومناورة هروبه للاحتراف في سويسرا وتبعاتها- أضواء الإعلام في مصر، ليس فقط الإعلام الرياضي وإنما بكافة تخصصاته ووسائله وجانباً كبيراً من الإعلام العربي، ليتلهى الكثيرون من الإعلاميين بهذه المغامرة السخيفة وما أثارته من جدل ومناقشات سوفسطائية مثيرة، عن أمور وأحداث أخرى أكثر أهمية وأولى بالأضواء والتناول والتفسير والاهتمام الإعلامي والشعبي، خاصة تصاعد الاعتداءات والغارات الهمجية الإسرائيلية على إخواننا الفلسطنين في غزة وقتل المدنيين والأبرياء بمن فيهم النساء والشيوخ والأطفال والرضع للدرجة التي صورتها بعض أغلب وكالات الأنباء والصحف المحايدة على أنها محرقة و" هولو كست " وحرب إبادة ضد قطاع كبير من أبناء الشعب العربي الفلسطيني• وفي المقابل لا يزال الوعي والتفاعل ورد الفعل العربي الرسمي على مستوى القيادات وكذلك رأي الشارع ضعيفاً وواهناً ، وكأن ما يجري لا يخص شعباً عربياً مسلماً يغتال ويقتل أبناؤه وتزهق أرواح أطفاله بدم بارد، بينما نتفرج على ذلك المشهد بدم بارد••! ومشهد آخر لا يزال يلطخنا كعرب ومسلمين بالتخاذل وضعف الهمة حين تتواصل الإساءات المتعمدة والشرسة ضد نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم من المنضمين إلى حملة الغي والعته والضلال الدانماركي من الصحف الغبية المتخلفة التي تتضامن في إعادة نشر الرسوم المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم احتجاجاً منها على محاولة اغتيال رسام الكاريكاتير السافل البذيء الذي تحالف مع الشيطان ليوهم الأغبياء بمفهومه الأشد غباء حول حرية سافرة نزقة بلا حدود أو قيود حتى إذا كانت تسيء إلى المقدسات والأديان والأنبياء• هذا المفهوم المتخلف والعبثي للحرية ليس موجوداً حتى في نظريات أساطين وفقهاء الحرية من الغربيين الذي يفرضون حدوداً ضد سب وقذف وإهانة البشر العاديين، لكن أولئك الأوغاد في الدانمارك ومن هم على شاكلتهم لا يبالون بسب وقذف الأنبياء والمرسلين وإهانة الديانات السماوية، ورغم تحول الإساءة من رسام أرعن وحيد إلى إساءة جماعية نشرتها معظم الصحف الدانماركية، وتساندها حكومة متخلفة الفكر ومجتمع مدني يتحالف مع الشيطان ويعتبر التطاول والعربدة والشذوذ نوعاً من التحضر والحرية، لا زلنا عاجزين وحائرين ونكاد نتوارى من إحساسنا بالضعف، وعدم القدرة على الرد والذود عن نبينا الكريم وديننا الحنيف •• وحتى أضعف الإيمان بمقاطعة بضائعهم ومنتجاتهم يطالبنا بعض المتحذلقين بعدم اللجوء إليه باعتباره رد فعل حتى لا يفسروا سلوكنا على أنه مجرد رد فعل! الشارع العربي في هذه القضية يبدو أقل حماسة واهتماماً من قضية هروب واحتراف عصام الحضري، أما القيادات السياسية والنخب والمجتمع المدني، فلا تكاد تتفاعل مع أحداث الدانمارك إلا بأقل قدر ممكن من تصريحات الشجب والرفض والإدانة ! • لماذا لم نسمع عن منظمات حقوق الإنسان العالمية التي تدافع عن أدنى حقوق لأي إنسان في آخر بقاع الأرض وتتجاهل مجازر ومحارق وهولوكست الإبادة الإسرائيلية للحجر والبشر والأطفال والنساء والرضع، وتصم الآذان ولو بكلمة عيب أو تصريح إدانة لمن يسيئون إلى الأنبياء ويهينون الأديان؟! أين الأمم المتحدة ومجلس الأمن والولايات المتحدة والدول العظمى من هذه الجرائم؟! أين قادتنا، أين شعوبنا، أين منظماتنا ومفكرينا، ومنهم نفر طلبوا منا في المرة الأولى أن ننهي مقاطعة منتجات الدانمارك وأن نذهب إليهم هناك لنقارعهم الرأي والحجة والبرهان، فلم تمر شهور إلا وانقلبوا علينا غلاً وحقداً وبذءاة؟! هل آن لنا أن نغلق ملفات عصام الحضري وأمثاله؟ " ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا "
• عز الدين الكلاوي