منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

لماذا تبدو حروب الشرق الأوسط حتمية؟

اذهب الى الأسفل

لماذا تبدو حروب الشرق الأوسط حتمية؟ Empty لماذا تبدو حروب الشرق الأوسط حتمية؟

مُساهمة من طرف saied2007 الأربعاء مارس 05, 2008 12:42 am

إن لم يكن من الحرب بُـدّ، فإننا نفضـَل ألف مرة أن نتعرَض إلى غزو إسرائيلي جديد، على أن نغرق مرّة واحدة أخرى في الحرب الأهلية".
هكذا أطَل مُـحلل سياسي لبناني مؤخّـراً على الأوضاع الراهنة في لبنان والمشرق العربي، وهي، كما هو واضح، مُـقاربة تستنِـد إلى خِـيارات تقُـود كلّـها إلى طاحونة الحرب.


لكن لماذا تبدو الحروب حتمِـية إلى هذه الدرجة؟ لسبب مهم، تقدم خِـيار الحرب لا يعود هذه المرة إلى غياب السلام أو إلى تخلخُـل توازُنات معادلة اللاحرب واللاسلام في كتاب الصراع العربي - الإسرائيلي، بل إلى حاجة إسرائيل الماسّـة إلى استعادة هيبة الرّدع الإستراتيجي العسكري والأمني الذي فقدت جزءً منها خلال "حرب الأسيرين" في لبنان عام 2006، وهذه، أي مسألة الرّدع، ليست مسألة بسيطة أو هامشية بالنسبة للدولة العبرية، إذ عليها تقويم كل معادلات الأمن القومي الإسرائيلي منذ عام 1948 وحتى الآن.



وكما هو معروف لمفهوم الرّدع الإستراتيجي، رديف أكثر وضوحاً في تل أبيب هو، التفوّق النوعي الإسرائيلي الكاسِـح على كل العرب مجتمعين، وهو التفوّق الذي يجب أن يضمن في كل حين خوف هؤلاء الأخيرين من الضّـربات الإسرائيلية الماحِـقة. أشطِـب هذا الخوف، تشطب الرّدع ومعه كل ركائز الدولة العبرية نفسها.



وبما أن عامل الخوف تراجَـع في حرب 2006، يتوجّـب العمل سريعاً على إعادة إحيائه، لكن كيف ومتى؟


مواطن إسرائيلي يُنقل إلى المستشفى في عسقلان إثر إصابته بشظايا أحد صواريخ القسام التي انفجرت وسط مدينة سيدروت يوم 27 فبراير 2008

تفكيك اللّـغز

يُـمكن أن نعثُـر على الجواب سريعاً، إذا ما عملنا على تفكيك أسرار اللّـغز الآتي: قادة إسرائيل العسكريون والسياسيون يُـقيمون الدنيا ولا يقعِـدونها، حين تقع بضع صواريخ "قسامية" متواضعة لا تُـسفر سوى عن خسائر محدودة في مستوطنة سديروت الصغيرة، فيما هُـم يشيحون بوجههم بعيداً عن 20 ألف صاروخ متطوّر ألهب بها "حزب الله" ظهر أعمق أعماق مُـدنهم الكبرى.
فهل ثمة منطِـق ما في مثل هذا اللغز؟ أجل، ومنطق إستراتيجي أيضاً له علاقة مُـباشرة بمفهوم الرّدع الذي ألمحنا إليه.



فالدولة اليهودية، كما كشف تقرير فينوغراد، اعترفت بأن حرب الأسيرين هزَت بعُـنف ركائز هيبتها العسكرية التقليدية، خاصة في ضوء انتصار حزب صغير كحزب الله عليها في معارك بلدة بنت جبيل. وبما أن قانون الرّدع يقوم برمّـته على الهيبة أو بكلمات أدقّ على الخوف والتخويف، يتعيَـن على إسرائيل العمل سريعاً لاستعادة الهيبة.



هنا، هناك ثمّـة عقيدة أخرى مشتقّـة من عقيدة الرّدع: أضرِب القِـوى الضعيفة تُـرهب الأطراف القوية. أنصار هذا المبدأ كُـثر في التاريخ، من المسلمين الدّاعين لإرهاب العدو بما يُـستطاع من قوة، إلى الحروب بالواسطة التي تشنّـها الدول الكُـبرى والمتوسطة لتخويف أو إضعاف الدّول الأخرى المعادية.



العراق كان آخر نماذِج هذه المقاربة، إذ ثبت الآن أن إدارة بوش اختارت هذه الدولة بالذات، بسبب ضُـعفها ووهنها الشّـديدين بعد سنوات الحِـصار العشر، ولقناعتها بأن الصّـدمة العسكرية الأمريكية (shock and awe) ستكون ساحِـقة فيها إلى درجة ستمكَـنها (واشنطن) من نشر مِـظلة هيبتها الرّادعة على الجميع في الشرق الأوسط بأقل التكاليف الممكنة، وهذا ما حدث بالفعل، وإن في البداية فقط، حين عرضت إيران على أمريكا صفقة مُـغرية حِـيال فلسطين وأسلحتها النووية، وحين سلّـمت ليبيا الغرب كل تِـرسانتها النووية، وأيضاً حين أطلق الرئيس اليمني جُـملته الشهيرة: "يجب أن نحلِـق نحن قبل أن يحلِـقوا هم (الأمريكيون) لنا".



بالطبع، حسابات الأمريكيين كانت خاطئة، بعد أن قلبت المُـقاومة العراقية مبدأ الصّـدمة على رؤوسهم، بيد أن خطأ الحسابات لا يلغي صحّـة المبدإ وقوّته.


4 خيارات

ماذا إذن؟ أين ستختار إسرائيل أن تضرب لاستعادة هيبة الرّدع؟ لديها أربعة خِـيارات: سوريا ولبنان وإيران وغزة.



بالنسبة لسوربا، اعتبر الجيش الإسرائيلي أنه استعاد جزءً مُـهمّـاً من هَـيبة الرّدع الأمني معها، حين أغار جوّاً على ما اعتبره منشأة عسكرية نووية، وحين تمّ اغتيال عِـماد مُـغنية في قلب دمشق.



أما الحرب مع حزب الله في هذه المرحلة، فتبدو مُـستبعدة قبل أن يجِـد الجيش الإسرائيلي "حلولاُ تقنية" ما للصواريخ، خاصة منها المُـضادة لدبابات الميركافا والسّـفن الحربية، فيما الحرب مع إيران، يجب أن تنتظر القرار الأمريكي.



تبقى غزّة، التي تبدو هذه الأيام الحلقة الضعيفة والجائعة والمحاصرة، إضافة إلى أنها لا تمتلك أسلحة ردْع كتلك التي يحوزها حزب الله، وهذا ما يجعلها فريسة مُـحتملة معقولة لاستعادة هَـيبة الرّدع الإسرائيلية، كل ما سيتطلّـبه الأمر، هو حملة عسكرية - سياسية طاحنة مُـتكامِـلة، تكون مشفوعة هذه المرّة بحملة إعلامية - سياسية كُـبرى تؤدّي غرض الصّـدمة والتّـخويف.



الحملة بدأت بالفعل، وهي تتمثّـل في البيان الذي أدلى به رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الجنرال أموس يادين أمام الكنيست، وادّعى فيه أن عناصر "القاعدة" تسلّـلوا إلى قِـطاع غزّة من معبر رفح، وهم يُـعدوّن لهجمات انتحارية في الدّاخل الإسرائيلي. وقبل يادين، كانت وزيرة الخارجية الإسرائيلية تزيبي ليفني تُـرافق الدبلوماسيين الغربيين إلى حدود غزة لتُـبلغهم هناك أن "الوضع في هذه المنطقة لم يعُـد يُـطاق. فالتهديدات الإرهابية المُـنطلقة من القطاع، تتزايد سنة بعد سنة".



ثم هناك ما قد يكون أهم: المخطّـطون الإسرائيليون انتقلوا مؤخراً من مرحلة بحث مخاطر وفُـرص العمليات العسكرية في غزة، إلى مرحلة وضع الخيارات العملاتية لهذه العمليات، وهي خيارات تكثّـفت بثلاث:



1. الاستيلاء على مُـعظم أراضي غزّة، كما يقترح الجنرال شلومو بروم من مؤسسة دراسات الأمن القومي الإسرائيلية، على أن تسلّـم الأمور بعد "استئصال حماس" إلى السلطة الفلسطينية.



2. تكثيف الغارات الجوية والقصف البحري والبرّي على الوزارات والمؤسسات والثكنات والبُـنى التحتية الفلسطينية، جنباً إلى جنب مع اغتيال قادة حماس وكوادرها، وبتر كل العلاقات الاقتصادية بين القطاع والضفة الغربية.



3. احتلال شمال القطاع ومعه قطعة أرض واسعة قُـرب الحدود الفلسطينية - الإسرائيلية، بهدف إقامة حِـزام أمني، كذلك الذي كان موجوداً في جنوب لبنان قبل عام 2000.



بالطبع، انطلقت أصوات إسرائيلية معتدِلة، كالكاتب الشهير أموس أوز وغيره، تدعو إلى قَـبول إسرائيل عروض "حماس" للهُـدنة، كما قبلت قبل ذلك وقف إطلاق النار مع حزب الله، بيد أن مثل هذه الأصوات كانت أشبَـه بهمس خافِـت وسط طُـبول الحرب المُـصّمة للأذان، التي تقرع بعنف هذه الأيام في الدّولة العبرية.



تصريح الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل يومين، والذي أكّـد فيه دخول عناصر "القاعدة" إلى غزة، جاء بالتّـحديد على إيقاع هذه الطبول، وهذا ما أثار السؤال الكبير: لماذا أرتكب أبو مازن هذا الخطأ؟ هل كانت زلّـة لسان؟ أم هي مجرّد ردّة فعل حانِـقة على تصرّفات ما بات يُـسميه هو "الحركة الظلامية الحماسية"؟ أم أن في الأمر مُـحاولة ما لتدويل الصراع الفلسطيني - الفلسطيني ووضعه في إطار الحرب العالمية الأمريكية ضد الإرهاب؟



المسألة في حاجة إلى توضيح. فالوضع في غزة خطير للغاية، ليس فقط لأنه يهدِّد مصير مليون ونصف مليون فلسطيني يعيشون في هذا القطاع، المنكوب بالفقر والحِـصار والقمع، بل أيضاًَ لأنه قد يجعل بََـطن القضية الفلسطينية برمّـته مفتوحاً أمام مباضع القوى الإقليمية والدولية المُـتصارعة على النفوذ في منطقة الهلال الخصيب العربي.



غزة إذن، تبدو في طليعة خِـيارات الحروب الإسرائيلية في المنطقة، إلا بالطبع إذا ما قلب "حزب الله" المُـعادلات وانتقم من عملية اغتيال أحد قادته البارزين عماد مُـغنية، بعملية أمنية مُـوجعة ضدّ إسرائيل، إذ حينذاك ستغيَـر هذه الأخيرة أولوياتها وتَـضع الحرب على لبنان على نار حامية.



هذا التطور قد يُـحقق أمنِـية المحلِّـل السياسي اللبناني حول حرب إسرائيلية تُـجنَب لبنان كأس الحرب الأهلية، لكنه قد يُـغرق المنطقة في حريق قد يبتلِـع في أتونه كل بلاد الشام، وربما ما بعدها أيضاً، وهذا ليس افتراضا نظرياً، بل هو السيناريو الرئيسي الذي يبني عليه المخطِّـطون العسكريون الإسرائيليون الآن كل برامجهم للحروب التالية في الشرق الأوسط، كما أكد مايكل أورن، الباحث في "مركز شالوم" الإسرائيلي مؤخراً. شـدَوا الأحزمة!
المصدر: سويس انفو
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى