البديل الحضاري بالمغرب ـ د.نورالدين علوش

مقدمة : البديل الحضاري منذ انطلاقته المباركة
سنة 1995 ، وهو محاصر إعلاميا وسياسيا. حتى بعد حصوله على الشرعية القانونية لا زال محاصرا من الأعداء بل حتى من الإخوة المقربين.
لم يكتفوا بالمحاصرة بل هذه المرة الاعتقال حيث*
قاموا باعتقال القادة في البديل الحضاري مصطفى المعتصم ومحمد الأمين الركالة والقادة في الحركة من اجل الامة بدعوى الإرهاب.
- مفهوم الحركة الإسلامية
يعرف البديل الحضاري الحركة الإسلامية باعتبارها طليعة الأمة في معركة التغيير وصاحبة مشروع مجتمعي ..وهي مطالبة بانجاز مهمتين : - تتحدد المهمة الأولى في العمل على إيجاد الوعي بضرورة التغيير عند تيار غالب من الشعب المغربي ، وتتحدد المهمة الثانية في قيادة هذا التيار الغالب في معركة التغيير .

من هذا المنظور يعتبر البديل الحضاري أن مهمة التغيير منوطة بالأمة وليست بالنخب ...وأن دور النخب هو المساهمة في توفير شروط التغيير .

من جانب اخر ، يعتبر البديل الحضاري أن الحركة الاسلامية لا تمثل الإسلام وإنما هي اجتهاد في دائرة الإسلام تعبر عن وجهة نظر تستند إلى المرجعية الإسلامية.
-الدولة الإسلامية

دولة الإسلام دولة مدنية تقوم على 3 أسس:

- أن يكون القائمون عليها من المسلمين
- أن تكون مرجعيتها هي الإسلام

- أن تقوم بتطبيق شرع الله واعتبار شريعته إطارا ضابطا للتشريع

لهذا نعتبر أن دولة الإسلام هي دولة تكون فيها السيادة لشريعة الله ، والسلطة للشعب ويكون الحاكم مفوضا من طرف الشعب في ممارسة هذه السلطة .. من يأتي وصفنا لدولة الاسلام بأنها مدنية لأ شرعيتها ومشروعيتها قائمة على تعاقد بينها وبين الشعب ..ونقدر أن الدولة الاسلامية عاشت مرحلة دينية في بداية تأسيسها في عهد الرسول صلى اللله عليه وسلم ، الذي كان مرسلا من الله وكان بهذا يمثل الشرعية الدينية ..أما فيما بعد فإن الخلفاء الراشدين استمدوا شرعيتهم من التعاقد الذي ربطهم بالأمة ... ولم يستمدوها من الدين .

دولة الإسلام أيضا ليست نهاية التاريخ و استمرارها رهين بمدى قدرتها على الوفاء باتزاماتها التي تعاقدت على أساسها مع الشعب


* شيء من التاريخ
- البديل الحضاري : تأسس سنة 1995 على يد مجموعة من رموز العمل الإسلامي المغربي : مصطفى المعتصم , الأمين الركالة , مصطفى المسعودي , زهيرة البريني...البديل الحضاري لها جريدة شهرية الجسر وكتاب يجمع كل التصورات والأفكار الأساسية ’ البيان الحضاري ’
البديل الحضاري تحول سنة 2002الى حزب سياسي وأصدر كتاب الخط السياسي للبديل الحضاري.
* الحركة من اجل الامة : حركة اسلامية تاسست سنة 1998 على يد مجموعة من رموز العمل الاسلامي المعاصر محمد المرواني محمد حقيقي , ...
لها جريدة شهرية النبا وكتاب يجمع كل التصورات والافكار الاساسية ’ البصيرة ’
الحركة من اجل الامة تحولت سنة 2007 الى حزب سياسي
* ايها الاسلاميون لا نخطئ موعدنا مع التاريخ
لم يستسغ أي من السياسين المغاربة ارتباط القادة في البديل الحضاري والحركة من اجل الامة بمجموعات ارهابية مغربية؛ لان مواقفهم معروفة وسلوكهم السياسي مشهود له بالاعتدال والوسطية من قبل الاعداء قبل الاصدقاء.
بالنظر الى حساسية الموقف ودقة الظروف التي يمر منها المغرب , اتوجه الى الاخوة في الحركة الاسلامية المغربية المعاصرة وجماهير الصحوة الاسلامية الا يخطئوا موعدهم مع التاريخ فهذه فرصة لا تعوض للم شمل الاسلامييين المغاربة بكل اختلافاتهم واجتهاداتهم ؛ فالخطر قادم يهدد الجميع فاليوم البديل الحضاري والحركة من اجل الامة وغدا والعدل الاحسان والعدالة والتنمية.
فلا قدرالله وتم التفريط في هذه الفرصة فان مستقبل الحركة الاسلامية المغربية في كف عفريت والنموذج التونسي ليس بعيدا عنا, فكل المكتسبات التي حصلت عليها الحركة الاسلامية المغربية ستذهب مع الرياح
لا مناص من التعاون والتازر مع الاخوان في هذه المحنة الاليمة فلن يرحمنا التاريخ ولن ترحمنا جماهير الصحوة الاسلامية اذا ما فرطنا في هذه الفرصة. فقانون الارهاب مسلط عل الجميع وليست هناك ضمانات سياسية ولادستورية للعمل السياسي والاسلامي في المغرب.
يجب ان نتذكر ان هذه الاعتقالات تذكرنا بالاعتقالات التي طالت الاتحاد الاشتراكي في الستينات والسبعينات بدعوى المؤامرة على الملكية والان عوض اليسار ياتي دور الاسلاميببن ولكن هذه المرة بدعى الارهاب وليس تهديد الملكية .
لقد اعتقدنا ان المغرب دخل مرحلة جديدة وان هناك عهدا جديدا , لكن الامور كماهي والاستبداد زاد شراسةوقوة والتعذيب لازال في المعتقلات ومقولة الانتقال الديمقراطي فقدت معقوليتها باعتقال قادة
الفكر الديمقراطي الراشد( مصطفى المعتصم , محمد الامين الركالة , محمد المرواني ..)
هذه الاعتقالات وهذه الضجة الاعلامية الكبرى لم تكن سوى خدعة لهروب الى الامام من الاسئلة الحقيقية : سؤال الاصلاحات السياسية والدستورية , التعليم , الصحة , الشغل ...
كان من الاجدر بالسلطة ان تدعو الى حوار وطني تشارك فيه كل الفعاليات السياسية والاجتمعية والثقافية والاقتصادية لمناقشة مواضيع الساعة والملفات المطروحة عوض اعتقال قادة الفكر الاسلامية الراشد واللجوء الى سياسة النعامة..
الحركة الاسلاميةالمغربية مدعوة من أي وقت مضى ان تعمل معا وان تكاثف جهودها من اجل الافراج عن قادة الفكر الاسلامي الراشد ولم شملها لمواجهة الطوفان القادم الذي يستهدف وجوده بالمطلق في اطار جبهة اسلامية عريضة تضم كل اطياف الحركة الاسلامية والمفكرين الاسلاميين المستقلين واطر الصحوة الاسلامية .
وعاشت الحركة الاسلامية المغربية ابية وحرة والمجد والخلود للشهداء والمعتقلين