منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

أكراد العراق.. بين الاجتياح التركي وتغير الموقف الأميركي ..ج

اذهب الى الأسفل

أكراد العراق.. بين الاجتياح التركي وتغير الموقف الأميركي ..ج Empty أكراد العراق.. بين الاجتياح التركي وتغير الموقف الأميركي ..ج

مُساهمة من طرف saied2007 الإثنين مارس 03, 2008 1:31 am

إنه الاجتياح الخامس عشر من جانب الجيش التركي للحدود العراقية منذ بدأت المشكلة بين الحكومات التركية وبين حزب العمال الكردستاني الذي أعلن الكفاح المسلح من اجل حل مشكلة الأكراد الأتراك الذين يمثلون الغالبية العظمي من الأكراد الموزعين على العراق وسوريا وإيران وغيرها من الدول، والذين عانوا في تركيا لسنوات طويلة لظروف هي الأسوأ بين كل ما كان يعانيه الأكراد، وإن كانت الفترة الأخيرة قد شهدت بعض الإصلاحات من جانب السلطات التركية لرفع الظلم الذي لحق بمواطنيها الأكراد لعقود عديدة.


إنه الاجتياح الخامس عشر لمطاردة قوات حزب العمال الكردستاني التي تجد لها ملجأ في جبال شمال العراق، ولكنه هذه المرة يتم في ظروف مختلفة، فكردستان العراق بعيد عن سيطرة السلطات المركزية العراقية منذ حرب الكويت وهزيمة نظام صدام وتركه محاصرا في وسط العراق منذ عام 1991، وفرض الحماية الأميركية على جنوب وشمال العراق، وتوفير الإمكانيات للأكراد لبناء مجتمع مستقل وتوفير قاعدة للحرب التي انطلقت بعد بضع عشرة سنة لغزو العراق واحتلال أراضيه من جانب القوات الأميركية وحلفائها.


وعرف أكراد العراق بعد ذلك كيف يستفيدون من ظروف إسقاط الدولة العراقية وتدمير أركانها ليثبتوا أركان الكيان الكردي شبه المستقل، وليوحدوا قواهم وراء المطالب الكردية، بينما كانت باقي الطوائف تخوض حروباً مدمرة انقسم فيها العرب إلى سنة وشيعة، ثم انقسم السنة إلى فرق متقاتلة، وانقسمت الشيعة إلى شيّع، ليصبح الأكراد هم القوة الوحيدة المنظمة التي تسعى الفرق العراقية المتناحرة إلى استرضائها، ويرد لها الأميركان الجميل ويدركون أن المنطقة التي يتحكمون فيها هي المكان الآمن لتمركز طويل المدى على ارض العراق، ولأضخم القواعد العسكرية التي ينوون بناءها هناك.


استفاد أكراد العراق من كل هذه الظروف ليثبتوا أركان كيان شبه مستقل عن السلطة المركزية المهلهلة، وبدلاً من تكثيف الجهد لتثبيت هذا الوضع، دخلت زعاماتهم في صراعات من أجل اقتناص لحظة ضعف الدولة العراقية الراهن للحصول على كل المطالب، وفرض الأمر الواقع على الجميع. وفي الأسابيع الأخيرة قبل التوغل التركي كانت حكومة كردستان العراقية تخوض معركة مع بغداد التي رفضت الاعتراف بحق حكومة كردستان في توقيع عقود مع شركات البترول العراقية باعتبار أن ذلك من حق السلطة المركزية وحدها.


وفي نفس الوقت كانت المعركة مستمرة حول « كركوك » التي يصر الأكراد على السيطرة عليها وإلحاقها بإقليمهم بكل ثرواتها البترولية، بينما ترفض باقي مكونات المجتمع العراقي والموجودة في المدينة الهامة التسليم بذلك، وتتهم الأكراد بممارسة التطهير العرقي ضدهم، وتذكر بتصريح شديد الوطأة للرئيس العراقي جلال طالباني قبل توليه رئاسة الدولة شبه فيه العرب في كركوك بالمستوطنين الإسرائيليين في الأرض الفلسطينية المحتلة!


وفي هذا المناخ يتم الاجتياح التركي لشمال العراق لمطاردة مقاتلي حزب العمال الكردستاني الأتراك الذين يتخذون من شمال العراق قاعدة لهم، ومعتمدين على تعاطف ودعم أكراد العراق لهم. لكن الأمر بالنسبة للتيارات الكردية العراقية يبدو أخطر من ذلك واشد تعقيداً.


ليس فقط لان تركيا لا تخفي معارضتها لاستقلال كردستان العراق باعتباره خطراً عليها مع وجود ما يقرب من عشرين مليون كردي تركي لهم طموحاتهم القومية المستقلة، وليس فقط لان تركيا ترفض سيطرة أكراد العراق على «كركوك» وتعتبر نفسها المدافعة عن حقوق الأقلية التركمانية فيها وفي العراق. . في غيبة سلطة الدولة المركزية، ولكن أيضاً لان الملابسات التي ترافق الاجتياح التركي تعطي إشارات لها دلالتها على تغير قواعد اللعبة بالنسبة لأكراد العراق.


لقد اعتمدت القيادة الكردية العراقية على تكوين صورة لها باعتبارها النموذج الناجح الذي يستقطب باقي الشعب الكردي في الأقطار المجاورة، لكن هذه الصورة تتراجع أمام الاجتياح التركي. وتعرف القيادة الكردية العراقية أنها ليست بصدد الدخول في مواجهة على الإطلاق مع الجيش التركي، ولكنها في نفس الوقت تريد أن تحافظ على صورتها. ولا يجدي هنا النداءات للحكومة المركزية في بغداد بالعمل لإيقاف التوغل. فلا حكومة بغداد تملك القدرة، ولا سلطات كردستان كانت تريد من قبل أي تدخل من الحكومة المركزية في شؤونها.


لكن الأخطر بالنسبة للزعامات الكردية العراقية أن الاجتياح التركي يتم وسط تفهم أوروبي، وباتفاق تام بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية. وهذا الاتفاق التركي - الأميركي يعني بالنسبة لكردستان العراق الكثير. فهو يعني أن الحماية الأميركية التي تمتعت بها لسنوات طويلة تنتهي، أو على الأقل توضع في نطاق أضيق مما كانت عليه. وهو يعني أنه رغم كل الخلافات بين أميركا وتركيا، فإنه لا مجال للمقارنة بين توافق يتم مع أنقرة، وتوافق يتم مع كردستان العراق خاصة إذا كانت الأخيرة لا تملك خياراً آخر إلا البقاء تحت رحمة واشنطن.


ومع ذلك تبقى أوضاع كردستان العراق أحد وجوه الحدث الذي يجري الآن على الحدود العراقية - التركية، أما الصورة الكاملة فتبدو ابعد من ذلك بكثير فدخول تركيا إلى شمال العراق، وباتفاق كامل مع واشنطن، يعني أن دوراً تركياً يتم تجسيده استعداداً لتطورات اخطر. فبالنسبة للأوضاع في العراق، قد يكون الدور التركي - من وجهة نظر واشنطن- عامل توازن مع الدور الإيراني، سواء تم ذلك في غياب دور عربي أو بالتنسيق مع بعض الأطراف العربية الفاعلة.


أما الأهم بالنسبة لواشنطن فهو انتقال الأمر من حالة التوازن إلى حالة المواجهة إذا قررت الإدارة الأميركية حسم الصراع مع إيران بالقوة العسكرية. وهنا سيكون تعاون تركيا أمراً حاسماً سواء لضبط الأمور في العراق، أو لاستغلال علاقتها الطيبة مع سوريا لمحاصرة آثار الضربة العسكرية لإيران في أضيق نطاق، أو للحصول على الدعم العسكري التركي والتغطية السياسة للعملية الأميركية.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى