منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قطاع غزة بين جريمة الحصار وأخطاء حماس..د.عمرو الشوبكي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

قطاع غزة بين جريمة الحصار وأخطاء حماس..د.عمرو الشوبكي Empty قطاع غزة بين جريمة الحصار وأخطاء حماس..د.عمرو الشوبكي

مُساهمة من طرف saied2007 الأحد مارس 02, 2008 3:01 am

تتحمل إسرائيل المسئولية الأولي عما جري في قطاع غزة نتيجة حصارها للشعب الفلسطيني, وستظل تتحمل مسئولية المحن والجرائم التي يتعرض لها هذا الشعب منذ احتلال فلسطين وحتي اعتماد سياسة العقاب الجماعي بحق شعب أعزل, بسبب أو بحجة إطلاق بعض عناصر حماس لصواريخ بدائية علي إحدي المستعمرات الإسرائيلية.

إن مسئولية الاحتلال الإسرائيلي ليست فقط في اغتصاب الأرض وتشريد البشر, إنما أيضا في البقاء كدولة استثناء فوق القانون والشرعية الدولية, لا تحترم قرارات الأمم المتحدة, ولها حق القتل المجاني للأبرياء والمدنيين دون أي حساب, وبرغم ذلك, فإن الحديث عن مسئولية الخارج لا يستقيم دون فتح جراح الداخل بنظمه وحكامه وقواه السياسية, حتي نستطيع تقديم صورة واقعية, قادرة علي مجابهة تحديات الخارج ولو بقدر, وتساعد المواطن العربي علي استعادة الثقة في مشاريع الداخل مرة أخري بعد تكرار فشلها وتعثرها, وتعد حركة حماس واحدة من هذه التجارب التي قدمت مشروعا فكريا وسياسيا يراهن نظريا علي الداخل العربي, ويحاول استنهاض عوامل القوة الموجودة فيه, من أجل مواجهة التحديات الخارجية, والصمود أمام الحصار الأمريكي ـ الإسرائيلي المفروض علي الشعب الفلسطيني.

والمؤكد أن هذا المشروع النظري الذي قدمته حماس عشية الانتخابات التشريعية التي فازت بأغلبيتها المطلقة منذ نحو3 سنوات, لم يحل دون وقوعها في أخطاء كثيرة, حان الوقت لكي تراجعها اذا أرادت أن تبقي كحركة مقاومة قادرة علي التأثير في الساحة الفلسطينية والعربية, أولها هذه المفارقة التي أعقبت تولي إسماعيل هنية رئاسة الوزراء في ظل سلطة واقعة تحت الاحتلال وحكومة بلا دولة, وأعلن رفضه لاتفاقات أوسلو في تناقض بدا صارخا في رفض اتفاق بفضله وصل الي ما سمي مجازا رئاسة الوزراء, وهنا كان علي حماس أن تختار إما أن تبقي فصيلا مقاوما يرفض مسار التسوية السلمية, ويحاول أن يحسن من شروطها بالمقاومة السياسية أو العسكرية, أو يدخل اللعبة السياسية ويدفع ثمنها واستحقاقاتها, ويعي طبيعة الوضع الدولي والإقليمي الذي يتحرك فيه, دون أن يطرح خطابا مزدوجا يرفض فيه مسار سياسي ـ أوسلو ـ بفضله وصل الي السلطة.

وتعاملت حماس ـ ثانيا ـ منذ وصولها الي ما عرف مجازا بـ السلطة الفلسطينية مع العالم الخارجي وفق أمنياتها وليس كما هو موجود فعلا, وأدانت الموقف الأمريكي الغربي الرافض الاعتراف بها والحوار معها, علي اعتبار أنها حركة منتخبة من الشعب الفلسطيني, وهي محقة في هذا الموقف أخلاقيا وسياسيا, ولكنه لا يلزم الولايات المتحدة المعروف بانحيازها المطلق لإسرائيل وتبنيها الكامل للمقولات الإسرائيلية.

وهنا كان يجب أخذ هذا الواقع الدولي والإقليمي باعتباره معطي ليس أمرا قابلا للتغيير في ظل الظروف الحالية, خاصة أن حركة حماس لم تبذل جهدا كافيا من أجل صياغة مشروع تحرر وطني بأفق انساني يساعدها علي كسر الحصار الأمريكي الاسرائيلي عليها, ويبدو فيه تشددها أقرب الي التشدد المحسوب والمندمج في قيم العالم, كما فعل ـ مع الفارق في السياق ـ يسار أمريكا اللاتينية الجديد الذي نجح في أن يوجد مشروعا سياسيا وفكريا يناطح الولايات المتحدة, ولكن له أفق إنساني وسياسي واضح يفهمه العالم حتي لو اختلف مع بعض جوانبه.

ولم تستفد حماس كثيرا من النزاهة والاخلاص والسمعة الطيبة التي يتمتع بها كثير من قادتها, في كبح جماح غضبها علي السلطة الفلسطينية, وألا تكون رد فعل علي أخطائها حين حسمت صراعها السياسي معها بالقوة المسلحة بصورة لم تحترم حرمة الدم الفلسطيني.

أما النقطة الثالثة, فتتمثل في فلسفة مشروع المقاومة كما تعبر عنه حركة حماس, فالمؤكد أن قضية المقاومة ليست فقط قيما ومبادئ عليا, انما أيضا وربما أساسا وسائل وأساليب ناجعة تحدد في ضوء الظرف المحلي والإقليمي والدولي, وهنا سنجد نجاحا لتجارب كثير من دول العالم الثالث في أثناء مرحلة التحرر الوطني, حين قاومت المستعمر بوسائل ناجحة متسقة مع العصر الذي عاشت فيه, وعرفنا في مصر الستينيات واحدة من هذه التجارب الناجحة.

والمؤكد أن حماس تمثل حالة مختلفة تماما عن كل التجارب الأخري, فقطاع غزة ليس هو إيران الموجودة علي مساحة شاسعة, وتقودها دولة ـ أمة كبيرة الامكانات, كما أن القطاع لا يمتلك ميزة واحدة مما امتلكه حزب الله في لبنان, من زاوية التسليح أو الدعم الخارجي, وأخيرا فإن قطاع غزة يعتمد بالكامل في حياة أبنائه, علي إسرائيل, وليس له منفذ واحد مباشر الي العالم الخارجي, كل ذلك يجعل نجاح مشروع حماس المقاوم أمرا مستحيلا, خاصة بعد أن دخل في صدام مسلح مع السلطة الفلسطينية التي كانت في كثير من الأحيان تقوم بحمايته ولو مضطرة, والحقيقة أن المشكلة ليست بالتأكيد في خيار المقاومة بأشكاله السياسية والشعبية, إنما في أسلوب المقاومة المسلحة الذي أصبحت تكلفته في هذه اللحظة أكبر بكثير من مكاسبه المرجوة لصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

إن العالم بعد11 سبتمبر وضع حركات التحرر المسلحة كحماس وغيرها في نفس خانة تنظيم القاعدة, واعتبرهم جميعا تنظيمات إرهابية, وصارت أمريكا والقوي الكبري سعيدة بأن تدين الضحية لا الجلاد, وأصبحت الصواريخ العشوائية التي تسقط علي مستعمرة سديروت محل ادانة عالمية, أما الاصطياد اليومي لعناصر حماس وقتل المئات من أبناء الشعب الفلسطيني وتجويع الآلاف بات أمرا عاديا واعتبر قيام اسرائيل به نوعا من الدفاع عن النفس, والمؤكد أن حماس لن تستطيع تغيير التوازنات الدولية, كما أن وضع قطاع غزة الجغرافي لا يعطيها أي ميزة لنجاح مشروع المقاومة المسلحة, وبالتالي لم يعد مجديا كثيرا أن تستمر في تعاملها مع العالم وفق أمنياتها, متبنية خطابا أخلاقيا يدين الكيل الغربي بمكيالين وكأنه اكتشاف, وليس واقعا يجب التعامل معه كمعطي قبل اتخاذ أي خطوة يتحمل مسئوليتها الشعب الفلسطيني.

وللأسف الشديد لم تحاول حماس أن تفكر في شكل مشروعها السياسي عقب سيطرتها علي قطاع غزة, وجاءت جريمة الحصار وأزمة المعابر لتكشف عن عجزها في تحمل مسئولية الدفاع عن الشعب الفلسطيني, وسقطت في براثن سياسات متخبطة وغير محسوبة, ستؤدي في حال استمرت الي كارثة محققة علي الشعب الفلسطيني وعلي حركة حماس نفسها.

علي حماس أن تسعي لأن تستعد زخمها كتيار مقاوم بالمعني السياسي والشعبي, ودون أن تتخلي عن خيار المقاومة المسلحة, وأن مهمتها أن تكون قوة توازن في مواجهة توجهات السلطة المعتدلة, وضغوط التسوية, وتصبح فلسطين كما فـي كل مكان في العالم(بما فيها أمريكا واسرائيل), بها متشددون ومعتدلون, وصقور وحمائم, ولكن قادرين علي التعايش رغم الاختلاف,والصراع بالسلم لا بالسلاح. واذا كانت حماس أمينة فعلا علي أرواح الأبرياء من الشعب الفلسطيني, وعلي قضيتهم العادلة, فعليها أن تتراجع خطوة عن وهم أن هناك سلطة وانها تحكم, وتعطي لمحمود عباس فرصة للعودة الي قطاع غزة, وتخرج من القبلية العربية لصالح الشعب الفلسطيني قبل أن تكون لصالح فتح.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قطاع غزة بين جريمة الحصار وأخطاء حماس..د.عمرو الشوبكي Empty رد: قطاع غزة بين جريمة الحصار وأخطاء حماس..د.عمرو الشوبكي

مُساهمة من طرف مى الأحد مارس 02, 2008 4:55 pm

اشكرك على الموضوعات المتميزة
مى
مى
عضو مبدع

عدد الرسائل : 628
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى