من سيكسر "عظم" الحضري؟!

أرسل "الفيفا" أمس خطابا إلى "الجبلاية" يستفسر عن عدم ارسال البطاقة الدولية لعصام الحضري إلى "سيون" السويسري.
"الفيفا" امهل "الجبلاية" حتى يوم 15 مارس ليرد وذلك بعد شكوى الاتحاد السويسري بأنه طلب يوم 15 فبراير هذه البطاقة ولم يستجب له نظيره المصري.
إدارة "سيون" ردت على الاعلام المصري الذي قال إنها لا يمكنها اظهار عقد الحضري حتى لا تتعرض للعقوبات.
تساءلت: كيف لا نظهره وقد سلمناه للفيفا طلبا للبطاقة الدولية المؤقتة؟!
يقولون إن خطاب "الفيفا" أمس للاتحاد المصري اجراء ضروري يسبق منح البطاقة المؤقتة التي من المرجح استصدارها بعد 15 مارس وهي المهلة المحددة للمصريين.
تقريبا تمضي التطورات طبقا لما أشرت إليه في مقال سابق بل وأسرع مما توقعت.
إدارة سيون لم ترد على سؤال عما إذا كانت ستقاضي الحضري في حال عدم عودته، فهي على حد قولها لا تأخذ إلا بالرسميات لا بالتصريحات الصحفية.
لقد منحوا اجازة قصيرة للحضري – على حد قولهم – ليقوم بتسوية أموره والاتفاق الودي مع الأهلي، وقبض بالفعل بعض حقوقه نظير التعاقد.. والكلام الاخير ينافي ما يدعيه الحضري في تصريحاته الحالية واعتذاراته المتتالية لناديه الأصلي.
هناك دائما الجديد والمفاجآت والتناقضات وكلها تجعل قضية الحضري على رأس الأخبار والاهتمامات الاعلامية حتى أن قناة اخبارية عالمية كبرى وهي "السي ان ان" افردت لها حيزا على موقعها الالكتروني!
الناس تريد أن تعرف هل سينتهي الموضوع كما طلب الحضري عند عودته إلى مطار القاهرة مساء الجمعة، أم أن الأزمة ستطول وأن قضايا وزوابع أخرى قادمة في الطريق.
يبدو أن الجميع فقد الثقة في الحضري حتى أن قليلين مقتنعون بأنه عاد بعد لحظة مراجعة للنفس نادما طالبا المغفرة.
الكثيرون يظنون أنها مناورة محسوبة بعناية خاصة بعد الحوار الذي نشره "الأهرام" أمس مع قسطنطين رئيس نادي سيون يؤكد أن الحضري عاد للقاهرة باذن منهم وكهدية معنوية، ليطمئن على أسرته ويرتب بعض أموره خصوصا بعد الضغط الاعلامي والجماهيري الذي تعرض له خلال الفترة الماضية.
يقول قسطنطين بثقة إن الحضري لم يعد لاعبا في الأهلي بعد أن وقع عقدا لمدة ثلاث سنوات بقيمة 1.2 مليون يورو، وعقده وصل إلى الفيفا مع طلب باستخراج بطاقة مؤقتة، وأن الادارة القانونية في سيون قادرة على تحقيق انتقاله.
واستطاع موقع "سوبر كورة" الحصول على انفراد في بالغ الأهمية يؤكد أن الحضري وقع لسيون يوم 14 فبراير الماضي، أي في نفس اليوم الذي تفاوض فيه رئيسه مع عدلي القيعي!
يبدو أن الحضري يدرك معضلة توقيعه لسيون، لو كان صادقا في عودته للأهلي ولا يناور أو ينفذ خطة معينة.
قال للصحفيين أن الأهلي كفيل بحل هذه المشكلة مع النادي السويسري.. ولم يقل لنا كيف.. ولماذا لم ينه هو هذه المشكلة قبل أن يكر عائدا؟!
السؤال المهم.. هل "سيون" سيقاضي الحضري؟..
لا نعرف كيف سيتطور النزاع القضائي خلال الأيام القادمة. قد يتخذ الفيفا بناء على شكوى سيون والاتحاد السويسري قرارا بايقاف الحضري مدة طويلة تكون هي نهاية حياته العملية كحارس مرمى، وقد يستطيع الأهلي التوصل إلى حل مع "سيون" يغسل ماء الوجه للجميع.
وربما يجد الأهلي أن من مصلحته عقاب الحضري بواسطة الاتحاد الدولي لأنه لا يفكر في الاستعانة بخدماته مرة أخرى وليذهب إلى الجحيم أو إلى كفر البطيخ، أو لينتقل إلى مكتبه بمصنع الأثاث الدمياطي الذي يملكه!
الخاسر الأكبر هو المنتخب الوطني، فقد خسر تقريبا نصف قوته. كان الله في عون حسن شحاتة الذي سيدخل تصفيات كأس العالم بدون الحارس الأول لعرينه، وفي ظل بدائل أقل منه بكثير في الكفاءة.
وهنا نتساءل: هل ستتدخل القيادة السياسية ومن في هرمها لانقاذ الحضري من ورطته من أجل المنتخب.. وكيف يمكنها ذلك..
إذا كان قرار لجنة فض المنازعات الدولية سيكون لصالح "سيون" فهل تضغط القيادة السياسية على الأهلي ليتفاوض مع سيون على بيعه وانهاء الموضوع، خصوصا أنه تسرب من القلعة الحمراء، نيتها ايقافه حتى نهاية الموسم والتوصية ببيعه بعد ذلك.
لا أحد يعرف الحقيقة ولا اللوائح ولا قرار الفيفا ولا من سيكسر عظم من؟1
فراج إسماعيل