منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مصر.. تواطؤ من يزعمون الحياد ..أسامة أبو رشيد

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

مصر.. تواطؤ من يزعمون الحياد ..أسامة أبو رشيد Empty مصر.. تواطؤ من يزعمون الحياد ..أسامة أبو رشيد

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس فبراير 28, 2008 4:57 am

إيهود باراك، وزير الدفاع الإسرائيلي، يقول إن موعد عملية اجتياح غزة عسكريا يقترب يوما بعد يوم. ورئيس وزرائه، إيهود أولمرت، يجدد تأييده لعمليات الاغتيال المحددة الهدف ضد قادة المقاومة الفلسطينية، الإسلامية منها والوطنية، وخصوصا من حركة حماس. وبعض وزرائه يذهبون أبعد من ذلك بتأكيدهم علي أن رموز حماس ومسؤولي حكومتها في قطاع غزة موجودون علي قائمة الاستهداف هذه.
يترافق ذلك كله، مع مزيد من السياسات والإجراءات الإسرائيلية الهادفة لخنق قطاع غزة إنسانيا واقتصاديا وجغرافيا. فالوقود يتدفق إلي غزة في حدوده الدنيا، بما لا يكفي لسد أقل القليل من احتياجات سكانه، والكهرباء غائبة الآن عن منازل غزة ومنشآتها أكثر مما هي حاضرة. أما الأدوية والمعدات الطبية اللازمة، فلا وجود يذكر لها. وحدث ولا حرج عن إغلاق الحدود وتحويل القطاع إلي ما يشبه حديقة حيوانات علي النمط الإفريقي، أي توضع الحيوانات في مساحات مفتوحة من الأرض تحاكي بيئتها، ولكن في المحصلة العزل هو العزل، والسجن هو السجن.
إلا أن المسألة لا تقف عند هذا الحد، فثمة أعداء آخرون، ولكن هذه المرة من داخل الجسد. فسلطة رام الله، ممثلة برئيسها، ورئيس وزرائها، وجلّ قيادات حركة فتح، وملحقاتهم الأمنية، لا يقلون عدائية عن إسرائيل نحو قطاع غزة وأهله. وأعلنها صريحة، أنه لا ينكر هذه الحقيقة إلا متواطئ، ولا أقول مغيب عن الحقائق أو مخدوع. فالخبر يقين، والأدلة قطعية لا ظنية، ولا مجال للأعذار بقطع النظر عن طبيعتها.
عندما تدفقت الجموع البشرية الغزاوية باتجاه الحدود مع مصر رافضة الموت جوعا أو عطشا، أو ميتة الكلاب الشاردة، فوجئنا برموز سلطة رام الله يتباكون علي السيادة المصرية المنتهكة ! وجدناهم يحرضون مصر علي أبناء شعبهم، ووجدناهم يحرضون الولايات المتحدة وإسرائيل علي مصر لأنها سمحت، ولو مرغمة، لشعب شقيق عضه الجوع أن يلجأ إلي حضن الشقيقة الكبري ، علهم يجدون عندها الدفء وبعض الأمان الذي حرموا منه. أبو مازن طار إلي القاهرة حاملا رسالة رفض لأن يتحول معبر رفح إلي معبر فلسطيني ـ مصري. ذهب في مسعي لنفخ الروح في جثة هامدة اسمها اتفاق المعابر الذي وقعه أحد أذرع فساده، محمد دحلان، عام 2005، والذي جعل من المعابر الفلسطينية، معابر تدار بإشراف أوروبي تحت رقابة إسرائيلية. لقد أصبح لدي أبو مازن معني لكلمة الشرف التي أعطاها في اتفاق المعابر ذاك لإسرائيل لتبقي هي الآمر الناهي في المحصلة الكلية. وهو لا يرتضي أن تنزل كلمة شرف أعطاها الأرض وذلك بدل الغاء الوجود الإسرائيلي الآثم من معابر الأرض الفلسطينية التي داسها مئات الآلاف من الفلسطينيين تحت أقدامهم، سواء المنتعلة منها أم الحافية. يبدو أن لا أحد يتذكر أن فخامته قد أقسم علي حماية الدستور والقانون في السلطة، اللذين ينتهكهما اليوم، فكلمة الشرف عنده لها مجالان وسياقان، الأول مع الأعداء فتحفظ، والثانية مع الشعب فتداس. راح أبو مازن وعاد من القاهرة متوجا بأكاليل النصر ، فقد نجح في إقناع المسؤولين من الأشقاء المصريين ، والذي لم يكونوا بحاجة إلي إقناع أصلا، في أن يبقوا علي إسرائيلية المعبر، احتراما لوعد الحر في اتفاقية عام 2005.
أما المسؤولون في الشقيقة مصر ، فهم سمحوا تحت ضغط الشارع المصري والعربي لأفواج الغزاويين لدخول أراضيهم في رفح وحتي العريش. إلا أنهم لم يلبثوا أن تداركوا الأمر وبدأوا ـ بعد إعادتهم الفلسطينيين إلي قطاع غزة وإعادة تشييد الحدود من جديد ـ حملة مسمومة ومسعورة عبر إعلامهم الرسمي علي الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة وحركة حماس. وهكذا بدأ التباكي من تلك القلة التي تخنق شعب مصر العزيز، علي السيادة المصرية التي انتهكها الفلسطينيون، وعلي أحوال المصريين الاقتصادية والتي أثر عليها الفلسطينيون من الذين دخلوا أراضيها سلبا، بذريعة أنهم رفعوا أسعار السلع الأساسية علي عاتق المواطن المصري الغلبان . لا شك أن المواطن المصري غلبان ، بل هو مقموع ومضطهد، والكل يعرف سبب حال المواطن المصري الأصيل، إن حيرتكم الإجابة فعند النظام المصري الخبر اليقين .
ولم نكد نفرح قليلا بموقف مصر الرسمي، الذي كان فيه بعض الكرامة عبر السماح بفتح الحدود لأيام قليلة أمام جياع غزة، حتي فوجئنا بتصريحات عنترية ـ علي حد وصف القيادي الإخواني المصري الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ـ لوزير الخارجية أحمد أبو الغيط، والذي هدد بكسر رجل كل من ينتهك سيادة مصر. طبعا، سعادته، حتي لا تحسنوا الظن، كان يتحدث عن الفلسطينيين لا الإسرائيليين. وكيف يتحدث عن الإسرائيليين، وهم من يتحكم بعدد قوات الحماية المصرية للحدود المصرية ـ الفلسطينية المحتلة؟ المضحك المبكي، أن الإسرائيليين يتهمون مصر بالتساهل مع مهربي السلاح لقطاع غزة عبر الأنفاق، في حين يشتكي النظام المصري من قلة عدد القوات علي الحدود ـ 750 جنديا ـ والمحدد استنادا إلي اتفاقية كامب ديفيد، وتطالب بزيادة أعدادهم لضبط الحدود بطريقة أفضل وترفض إسرائيل ذلك، حتي لو كانت الزيادة بقوات أممية أو أوروبية! وبعد ذلك يتباكي أبو الغيط وبعض مرتزقة الصحافة المصرية الرسمية علي انتهاك الفلسطينيين للسيادة المصرية! يتناسي أولئك أن مصر عبد الناصر هي من خسرت قطاع غزة مرتين للاحتلال الإسرائيلي عامي 1956 و1967. يتناسي أولئك أن النظام المصري حينها هو من كان يطارد علي فترات المقاومة الفلسطينية ويجمع سلاحها، وذلك حتي لا تورطه بحرب مع إسرائيل، وعلي أساس أنهم هم من يحمي الأرض والعرض، ثمّ إذا بهم الآن يلقون بالعبء علي الفلسطينيين وحدهم ويحملونهم المسؤولية كاملة! كما يتناسي ذلك النفر القليل في مصر، أن شعب مصر أكبر وأعرق وأشرف من أن يكون طرفا في مؤامرة علي أشقائهم الفلسطينيين أو علي أي مكون من مكونات أمتهم. شعب مصر شعب أصيل، ومصر وشعبها، منذ أن جاءهم نور الإسلام وهم ذخر لأمتهم، لا عبء عليها. ولم تستقل مصر يوما من مسؤولياتها كدولة محورية في المنطقة إلا تحت هذا النظام والذي سبقه. أليس من العيب، أن يكون الفلسطينيون بلا غاز ولا كهرباء ولا وقود، في حين أن الغاز يصل إسرائيل من مصر وكذلك إمدادات الوقود لها تمر في جزء منها عبر الأراضي المصرية!؟ بمعني أنها تلتف عن غزة الشقيقة الأقرب جغرافيا لمصر وتصل لإسرائيل العدو!؟ أليس عيبا أن يعامل الفلسطيني كـ الكلب المسعور عند وصوله أرض مصر، ويطالب بتأشيرة وإجراءات تعجيزية، في حين يدخل الإسرائيليون سيناء وشرم الشيخ.. الخ بلا تأشيرة!؟ أهذه هي السيادة التي لا يسمح النظام المصري لأحد بانتهاكها!؟ أليس من المعيب أن يتحدث نظام مصر عن السيادة في ذات الوقت الذي تنتهك فيه حرمات وحقوق شعب مصر!؟ لو خيرت شعب مصر ما بين مساندة إخوانهم في غزة وفي فلسطين بل وفي العالمين العربي والإسلامي وما بين حياة اقتصادية مترفة، تري ماذا كانوا سيختارون!؟ أويحتاج هذا السؤال إلي تفكر!؟ شعب مصر كبير وعزيز ولا يستحق تلك الفئة المرتزقة التي يعاني من كبتها وجورها، كما يعاني إخوانهم في فلسطين وبلاد العرب والمسلمين اليوم من أمثالهم، وبئس المثل.
ولكن حدود المؤامرة والتواطؤ لا تقف هنا. فثمة تواطؤ من نوع آخر. إنه تواطؤ من يزعمون الحياد. إنه تواطؤ الإعلام في جله والمحللين في غالبهم. هؤلاء الذين لا يذكرون مفردة الحكومة في غزة إلا وأتبعوها بكلمة المقالة ، أو رئيس الوزراء الفلسطيني، إسماعيل هنية إلا وأردفوها مباشرة بعبارة المقال . أما عندما يتحدثون عن حكومة محمية مقاطعة رام الله، أو رئيس وزرائها أو وزرائها فتجدها شاملة جامعة حاسمة! حقا إنه لأمر مخجل أن يستقيل الإعلام العربي الجاد والمنتمي للذات بكل تنويعاتها وتلويناتها، ولا أتحدث هنا عن ذلك المرتزق، من مهماته وأن يسقط في فخ التآمر علي خيار الشعب الفلسطيني، إما لأسباب إيديولوجية، بغضا للإسلاميين، أو مسايرة لتيار الغلبة والقهر. ألم تفز حماس بقرابة 70% من مقاعد المجلس التشريعي!؟ ألم تخسر فتح وتيار رئيس وزراء محمية مقاطعة رام الله المجهري الانتخابات!؟ غريب، تيار سلام فياض والذي لم يحقق أكثر من 2.5% من الأصوات يعتبر الشرعية أما من فاز بـ70% فهو منقلب عليها!؟ إنها لمهزلة. أبعد من ذلك، فهؤلاء من يدعون الحياد من الصحافيين والمحللين، يتعللون بأن عباس أقال حكومة الوحدة الوطنية برئاسة هنية، استنادا إلي صلاحياته الدستورية كرئيس، علي العين والرأس، ولكن لماذا لا يكملون الحقيقة، بأنه بناء علي القانون الأساسي للسلطة، فإن الرئيس لا يملك حق تنصيب حكومة طوارئ، وبأن أي حكومة ينصبها لا بد أن تنال ثقة المجلس التشريعي خلال أسبوعين!؟ هل نالت حكومة محمية المقاطعة هذه الثقة!؟ وهل عرضت أصلا علي المجلس التشريعي!؟ إن هذه الحقائق تخدش في مصداقية هؤلاء الإعلاميين والمحللين من المحايدين و الموضوعيين ، فالحياد والموضوعية بين الظالم والمظلوم، هو انحياز للظالم. فالظالم لا يريد عونا علي ظلمه ـ لأنه قادر أصلا ـ بقدر ما يحتاج الي من يردعه، أما المظلوم فهو من يحتاج العون لرفع الظلم، وبالتالي فإن الحيادية هنا تعني الانحياز والتواطؤ.
الكثير يتشدقون بمقولات مقولبة عن لاديمقراطية الإسلاميين، وبأنهم يؤمنون بتصويت واحد لمرة واحدة لهم، لا ثاني له بعد ذلك. ومع أن هذه المقولة لم تمتحن إلا أنهم يرغون أفواههم بها. إنهم يرون بالأشعة تحت الحمراء أو ما فوق البنفسجية ما هو غير قائم، ويعمون أبصارهم عن الحقيقة الماثلة للعيان، بأن العلمانيين العرب بكل مشاربهم وألوانهم وولاءاتهم هم من جاءوا للحكم، وما زالوا فيه، لا بتصويت ولو لمرة واحدة حتي، بل علي دبابات وطنية أو أجنبية لا يهم، وهم متسمرون في كراسيهم لا يحركهم حتي تسونامي، اللهم إلا بقرار من الله، أو بقلب أوليائهم من الغرب عليهم. إنهم يشكون من ديكتاتورية الإسلاميين في الفضاء العام التي لا مكان لها كي تعشعش فيه علي أرض الواقع إلا في مخيالهم المريض، في حين يغضون النظر عن أن الشعوب العربية أصبحت كقطعان الماشية تورث في الحكم، حتي في الأنظمة الجمهورية، وبعد ذلك يتحدثون عن استبداد الإسلاميين .
نعم المؤامرة هنا ليست مؤامرة علي غزة وحماس، إنها مؤامرة علي الوعي الجمعي للعرب والمسلمين.. إنها مؤامرة علي الاستقلال.. مؤامرة علي الشعوب.. مؤامرة علي الحريات والديمقراطية.. مؤامرة علي السيادة.. مؤامرة علي العزة والكرامة.. إنها مؤامرة علي كل شيء أصيل وخير فينا وكل شيء نطمح ونرنو له... مؤامرة يشترك فيها للأسف بعض متواطئي مزاعم الحياد و الموضوعية . نعم، بعض أقطاب نخبة التجديد والدمقرطة عندنا، تحول إلي نخبة لتكريس التخلف وترسيخ الاستبداد.





القدس العربى
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مصر.. تواطؤ من يزعمون الحياد ..أسامة أبو رشيد Empty رد: مصر.. تواطؤ من يزعمون الحياد ..أسامة أبو رشيد

مُساهمة من طرف مى الأحد مارس 02, 2008 5:10 pm

اشكرك على الموضوعات المتميزة
مى
مى
عضو مبدع

عدد الرسائل : 628
تاريخ التسجيل : 27/11/2007

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى