استياء براون من اختراق أمريكي "خطير جدا"

اعتبرت بريطانيا ان الكشف المتأخر لقيام وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي ايه" باستخدام اراضيها سراً لنقل متَّهمين بالارهاب "امر بالغ الخطورة" فيما اقر البيت الابيض بحصول "اخطاء".
وقال رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون من بروكسل اثر اجتماع مع المفوضية الاوروبية "من الواضح ان الامر بالغ الخطورة".
ولاحقاً، اعلن البيت الابيض ان "اخطاء ارتكبت" عبر استخدام اراض بريطانية في المحيط الهندي من جانب وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لنقل سجينين يشتبه في ممارستهما انشطة ارهابية، وذلك من دون علم لندن.
وقال غوردن جوندرو المتحدث باسم البيت الابيض للشؤون الامنية "تم ارتكاب اخطاء مؤسفة في كيفية نقل المعلومات، لكننا سنواصل اقامة تعاون جيد على صعيد مكافحة الارهاب بين الولايات المتحدة وبريطانيا".
بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية شون ماركورماك الخميس ان الولايات المتحدة لم تكذب في قضية قيام الاستخبارات الاميركية برحلات سرية داخل الاراضي البريطانية لكنها ارتكبت "مجرد خطأ اداري" تم كشفه "اخيراً".
وكان وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند اعلن امام البرلمان ان طائرتين اميركيتين هبطتا مرتين العام 2002 في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي وعلى متن كل منهما متهم بالقيام بانشطة ارهابية.
ولفت براون الى ان الولايات المتحدة اعربت عن "اسفها" لبريطانيا مؤكداً "اننا نشاطر الجميع خيبة املهم" بعد كشف هذا الامر.
وشدد على ضرورة ان تنصرف لندن الى اتخاذ اجراءات تضمن عدم تكرار هذا الحادث.
وكان وزراء ومسؤولون بريطانيون كبار نفوا مراراً امام لجان برلمانية ان تكون وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي اي ايه" استخدمت الاراضي البريطانية لنقل سجناء سريين، وخصوصاً في ضوء ضمانات قدمتها واشنطن في هذا الصدد.
وقدم ميليباند اعتذاره للنواب موضحاً انه اثار القضية مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس.
وقال "توافقنا على ان الخطأين اللذين ارتكبا في هاتين الحالتين غير مقبولين، وهي تشاطرني أسفي العميق للتأخر في كشف هذه المعلومات حتى اليوم".

وعزا ميليباند هذا التصحيح الى "اخطاء في تسجيل معلومات" ارتكبتها الولايات المتحدة.
ونفت واشنطن تسيير اي رحلة اخرى في الاراضي البريطانية، سواء داخل المملكة المتحدة او ما وراء البحار.
لكن ميليباند طلب اعداد جدول بكل الرحلات التي قد تكون الاستخبارات الاميركية قامت بها وذلك لتقدم الولايات المتحدة "ضماناً محدداً" عن كل منها.
وفي دييغو غارسيا، ظل السجينان اللذان تم نقلهما داخل الطائرتين خلال تزودهما بالوقود، علما ان احدهما لا يزال معتقلا في قاعدة غوانتانامو في كوبا فيما افرج عن الاخر.
وهما ليسا مواطنين بريطانيين ولا يقيمان في بريطانيا.
وكان تحقيق اجرته الشرطة البريطانية طوال 18 شهراً خلص في حزيران/يونيو 2007 الى ان وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية لم تستخدم المطارات البريطانية "لنقل مشتبه بهم الى امكنة للتعذيب في بلدان اخرى".
لكن بريطانيا كانت بين الدول الاوروبية الـ14 التي اتهمها تقرير لمجلس اوروبا العام 2006 بانها سمحت للسي اي ايه باستخدام مجالها الجوي او اراضيها لاتمام عمليات نقل السجناء المثيرة للجدل.
ومنذ اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي ادت الى التدخل العسكري الاميركي في افغانستان تصديا لتنظيم القاعدة، قامت الاستخبارات الاميركية بنقل سجناء يشتبه بممارستهم انشطة ارهابية الى معتقلات في دول العالم الثالث بهدف استجوابهم.
المصدر: المركز الدولي لدراسات أمريكا والغرب

اشكرك على الموضوعات المتميزة