"عقد" الحضري والتهرب من الضرائب!

تقرير حديث صدر من الأمم المتحدة وضع بلدنا الحبيب مصر للأسف الشديد ضمن الدول المهددة بالجوع. لا تبعد كثيرا عن بنجالديش أو الصومال!
الصحف والفضائيات المصرية تتحدث عن طوابير الخبز "الأسود" حتى أن عاملا قام بتأديب زبون فأطلق عليه النار من سلاحه غير المرخص!
غلاء يضرب كالسرطان كل ضروريات الأكل والشراب بدون رحمة حتى أن زجاجة الزيت التي كانت دون العشرين جنيها منذ شهور قليلة وصلت إلى 46 جنيها!
الامبراطور أحمد عز وصل بأسعار الحديد خلال بطولة الأمم الأفريقية إلى أسعار جنونية.
ما هو الحل.. من المنقذ؟!.. الواضح أننا نعيش فترة انتقالية شديدة الصعوبة، لا يحكمها قانون ولا يردعها مسئول عادل. في تاريخ مصر الطويل منذ عهد الفراعنة عندما تطول فترة الحاكم.. تغرق البلاد في الفوضى والمشاكل.
هل هناك فوضى أكثر مما نراه في ربوع مصرنا الآن؟!.. ماذا يبقى إذا عجز الناس عن طبق الفول والطعمية ورغيف الخبر الحاف؟!
عندما تصبح مصر على حافة المجاعة وفق تقرير دولي أذاعته البي بي سي، فهذه كارثة. بلد النيل والزراعة والخير الوفير منذ عرفها الانسان!
قلت لصديقي الأستاذ عزالدين الكلاوي بعد أن كتب معترضا على سفر الحضري لسويسرا.. دعوا الهجرة لمن يجد رزقا خارج مصر، فقد ضاقت على أهلها واصبحت حكرا على أغنيائها الذين ينهبونها ليل نهار دون ذرة رحمة في قلوبهم.
الفقراء في مصر يدفعون ثمن البقاء، ضرائب تطارد دخولهم الضعيفة، وفواتير تثقل ظهورهم، بينما يتهرب غيرهم بملايينه وملياراته. لماذا لم يتحرك أحد ولم نسمع صوت مصلحة الضرائب عندما تم اظهار عقد عصام الحضري مع الأهلي وتبين أن المسجل فيه 90 ألف جنيه فقط!
هل هذا يحدث من الأهلي فقط، أم يسري على الزمالك والاسماعيلي والمصري والمحلة والطلائع والحرس وباقي أندية مصر؟!..
ألم يتكرر مع نجوم آخرين يقبضون الملايين سرا وعلانية؟!.. لماذا لا تبحث مصلحة الضرائب عن الحقيقة وتعلن ذلك على الملأ حتى تطمئن قلوبنا وحتى لا يموت الناس جوعا وغيظا وتصبح موتة "فطيس"!
أشك أن ذلك موجود في الأهلي وحده أو خاصا بالحضري دون زملائه. لابد أن هذه السرقات الخطيرة منتشرة في كل ناد ومع كل المحترفين، وهو الأمر الذي جعل البعض يشك أن هناك احترافا مقننا في مصر، وأن نادي "سيون" سيستغل هذا العقد الصوري لاثبات أن عقود اللاعبين في مصر عقود هواة تحكمها الأهواء، ولا تسري عليها لوائح الفيفا الخاصة بالمحترفين!
دعنا ودع الحضري ونزاعه مع الأهلي.. ولنسأل عن ما سيتم من تحقيقات في هذه المخالفات الخطيرة وكم مليارا ضاعت على الضرائب بسبب ذلك. وليتخل صديقي الكلاوي عن نظريته التي تفرضها وطنيته وحبه الشديد لبلده، فهو يعتقد أن كل ما نسمعه ونقرأه عن مصر مبالغ فيه، وأن الحياة وردية والدنيا ربيع!
كلنا نحب مصر ونموت في ترابها.. لكننا يجب أن نرى الحقيقة بعيون مجردة. الأموال التي تسرق من الشعب وهي لا تقتصر على الرياضة فقط، تكفي لاطعام الجوعي ومنع الجوع من غزو وطننا.
فراج إسماعيل