حسابات معقدة.. د. محمد السعيد إدريس
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حسابات معقدة.. د. محمد السعيد إدريس
في تعليقه على اغتيال الحاج عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله، تساءل بن كسبيت المعلق السياسي في صحيفة “معاريف”، عما إذا كان هذا الاغتيال سيئاً أم جيداً لليهود؟ وكانت اجابته أن الاغتيال كان “جيداً وسيئاً” في آن واحد، وفسر هذه الاجابة بقوله “هو جيد لأن مغنية كان متعطشاً لدماء اليهود أينما هم، قتل الكثيرين منهم وكان سينجح، بشكل شبه مؤكد، في أن يقتل الكثيرين أيضاً. وهو سيئ لأنه بعد مغنية سيأتي مغنية جديد، مثلما حصل دائماً، وسيأتي الانتقام أيضاً الذي سيكلفنا”.
وبعد خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بمناسبة تشييع جثمان مغنية واعلانه “الحرب المفتوحة” على “إسرائيل” وكما أرادتها هي، وتأكيده أن هدف هذه الحرب المفتوحة هو “انهاء “إسرائيل”، قدرت مصادر أمنية “إسرائيلية” أن المعضلة التي تواجه “إسرائيل” الآن ليست ما إذا كان حزب الله سينتقم لمغنية، وإنما “متى وكيف وأين سيكون هذا الانتقام؟”، لذلك بدأت كافة الأجهزة العسكرية والأمنية والاستخباراتية اعلان حالة الاستنفار القصوى تحسباً لردود تتعدد احتمالاتها سواء داخل “إسرائيل” أو خارجها. لكن السؤال المهم ضمن كل هذه الاحتمالات هو ما إذا كانت الحرب بين “حزب الله” و”إسرائيل” يمكن ان تكون أحد هذه الاحتمالات، أما السؤال الأهم فهو ما إذا كانت إيران أو سوريا، أو الاثنتان معاً، يمكن ان تكونا طرفاً في مثل هذه الحرب، والمقصود أن تكونا طرفاً مباشراً وليس كما كانت في الحرب السابقة في صيف 2006 عندما اقتصر دوراهما على الدعم لحزب الله مادياً ومعنوياً.
في حرب صيف 2006 تعرضت سوريا لتهديدات “إسرائيلية” كان هدفها مجرد “الردع” لمنع أي تورط سوري مباشر في الحرب، وقتها أعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري ان بلاده مستعدة لأن تتحول الحرب إلى “حرب اقليمية” إذا كانت “إسرائيل” تريدها كذلك. فهل يمكن بالفعل أن تشهد المنطقة مثل هذه الحرب الاقليمية؟
سؤال تصعب الاجابة عنه ب”نعم” رغم أن الأبعاد الاقليمية للأزمة السياسية الراهنة في لبنان لم تكن جلية وواضحة مثلما هي الآن، ولم يصل الفرز الاقليمي والدولي للأزمة اللبنانية في أي وقت من الأوقات كما هو الآن.
ولم تفرز ولاءات وانحيازات الأطراف اللبنانية الداخلية للقوى الاقليمية كما هي الآن، ولم تصل الاتهامات المتبادلة بين هذه القوى بسبب تلك الولاءات كما هي اليوم. لم يصل عداء قوى 14 آذار لسوريا كما هو الآن.
حالة الانقسام الراهنة بين ما هو متهم بأنه لبناني إيراني سوري، وبين ما هو متهم بأنه لبناني أمريكي فرنسي، بل و”إسرائيلي”، ومؤشرات الاحتكاكات في بعض شوارع بيروت قد لا تسمح للسيد حسن نصر الله بالهروب من الأزمة السياسية الداخلية إلى الأمام إلى ما قد يوحد اللبنانيين أي بالحرب مع “إسرائيل”. فالانقسام الذي حدث حول النصر بين الفريقين في حرب صيف 2006 أضحى الآن انقساماً حول لبنان، وقد لا يجد حزب الله من يسير معه من اللبنانيين في هذه الحرب، بل قد يجد من يستنزفه في حرب داخلية لبنانية لحظة اشتباكه مع العدو الصهيوني لتكون التصفية للحزب عسكرية على الجبهة الجنوبية مع “إسرائيل” وسياسية في بيروت، في وقت تختفي فيه المظلة العربية. ولم تكن فيه دائرة التحالف الاقليمي مترددة أو منقسمة كما هي الآن مما يجعل كل حسابات الحرب معقدة.
وبعد خطاب السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله بمناسبة تشييع جثمان مغنية واعلانه “الحرب المفتوحة” على “إسرائيل” وكما أرادتها هي، وتأكيده أن هدف هذه الحرب المفتوحة هو “انهاء “إسرائيل”، قدرت مصادر أمنية “إسرائيلية” أن المعضلة التي تواجه “إسرائيل” الآن ليست ما إذا كان حزب الله سينتقم لمغنية، وإنما “متى وكيف وأين سيكون هذا الانتقام؟”، لذلك بدأت كافة الأجهزة العسكرية والأمنية والاستخباراتية اعلان حالة الاستنفار القصوى تحسباً لردود تتعدد احتمالاتها سواء داخل “إسرائيل” أو خارجها. لكن السؤال المهم ضمن كل هذه الاحتمالات هو ما إذا كانت الحرب بين “حزب الله” و”إسرائيل” يمكن ان تكون أحد هذه الاحتمالات، أما السؤال الأهم فهو ما إذا كانت إيران أو سوريا، أو الاثنتان معاً، يمكن ان تكونا طرفاً في مثل هذه الحرب، والمقصود أن تكونا طرفاً مباشراً وليس كما كانت في الحرب السابقة في صيف 2006 عندما اقتصر دوراهما على الدعم لحزب الله مادياً ومعنوياً.
في حرب صيف 2006 تعرضت سوريا لتهديدات “إسرائيلية” كان هدفها مجرد “الردع” لمنع أي تورط سوري مباشر في الحرب، وقتها أعلن وليد المعلم وزير الخارجية السوري ان بلاده مستعدة لأن تتحول الحرب إلى “حرب اقليمية” إذا كانت “إسرائيل” تريدها كذلك. فهل يمكن بالفعل أن تشهد المنطقة مثل هذه الحرب الاقليمية؟
سؤال تصعب الاجابة عنه ب”نعم” رغم أن الأبعاد الاقليمية للأزمة السياسية الراهنة في لبنان لم تكن جلية وواضحة مثلما هي الآن، ولم يصل الفرز الاقليمي والدولي للأزمة اللبنانية في أي وقت من الأوقات كما هو الآن.
ولم تفرز ولاءات وانحيازات الأطراف اللبنانية الداخلية للقوى الاقليمية كما هي الآن، ولم تصل الاتهامات المتبادلة بين هذه القوى بسبب تلك الولاءات كما هي اليوم. لم يصل عداء قوى 14 آذار لسوريا كما هو الآن.
حالة الانقسام الراهنة بين ما هو متهم بأنه لبناني إيراني سوري، وبين ما هو متهم بأنه لبناني أمريكي فرنسي، بل و”إسرائيلي”، ومؤشرات الاحتكاكات في بعض شوارع بيروت قد لا تسمح للسيد حسن نصر الله بالهروب من الأزمة السياسية الداخلية إلى الأمام إلى ما قد يوحد اللبنانيين أي بالحرب مع “إسرائيل”. فالانقسام الذي حدث حول النصر بين الفريقين في حرب صيف 2006 أضحى الآن انقساماً حول لبنان، وقد لا يجد حزب الله من يسير معه من اللبنانيين في هذه الحرب، بل قد يجد من يستنزفه في حرب داخلية لبنانية لحظة اشتباكه مع العدو الصهيوني لتكون التصفية للحزب عسكرية على الجبهة الجنوبية مع “إسرائيل” وسياسية في بيروت، في وقت تختفي فيه المظلة العربية. ولم تكن فيه دائرة التحالف الاقليمي مترددة أو منقسمة كما هي الآن مما يجعل كل حسابات الحرب معقدة.
رد: حسابات معقدة.. د. محمد السعيد إدريس
اشكرك على الموضوعات المتميزة
مى- عضو مبدع
- عدد الرسائل : 628
تاريخ التسجيل : 27/11/2007
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى