منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عن مصر وقناة الجزيرة-هويدا طه

اذهب الى الأسفل

عن مصر وقناة الجزيرة-هويدا طه Empty عن مصر وقناة الجزيرة-هويدا طه

مُساهمة من طرف saied2007 الأحد فبراير 24, 2008 2:56 am

يسوسون الأمورَ بغير ِ عقل
ٍ فينفذ ُ أمرُهم ويقالُ ساسة....
فأف ٍ من الحياة ِ وأف ٍ مني ومن زمن ٍ رئاسته خساسة !
أبو العلاء المعري

بحبك يا ساتاموني!

هل طالعتم وجه السيد أنس الفقي وزير الإعلام وهو يلقي خطبته العصماء عن خوفه علي القيم بين نظرائه من وزراء الإعلام العرب.. في مؤتمره الاستثنائي (الأهبل) الذي عقد لتكميم الفضائيات العربية؟! لا أكتمكم القول انني كلما رأيت وجه السيد الوزير أنس الفقي أتذكر إعلانا تجاريا كان يبث علي الفضائيات منذ زمن يقول فيه أحدهم (بحبك يا ساتاموني)!
السيد ساتاموني وأقرانه لم ينتبهوا ربما إلي أنهم في نهاية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وهم يتبنون (خطاب تهديد) موجهاً للفضائيات بإغلاق المكاتب ومصادرة الكاميرات وتجريم الصحافيين، ولأن (الصب تفضحه عيناه) فقد تفشي الكذب في ملامح المتحدثين من وزراء الإعلام العرب في (مؤتمر ساتاموني) وهم يتباكون علي (القيم السامية المهدورة علي الفضائيات)! إذ أن ذلك الهدر للقيم الأخلاقية مستمر منذ سنوات (بتمويل سعودي في غالبه لبرامج المسابقات المائعات ولكليبات فيديو البنات الكاسيات العاريات) وسوف يستمر ـ وبصمت بل رضا ـ مصري وعربي.. ولم يفاجأ به رجال الإعلام الأشاوس ليلة أمس! حتي يعقدون صباح اليوم التالي (جلسة استثنائية) للملمة جراح الأخلاق المهدورة! إنما انزعج هؤلاء ورؤساؤهم في الجمهوريات والممالك من فضائيات فتحت الباب لمحللين ومثقفين بأطياف ثقافية مختلفة من أرجاء العالم العربي.. كي يرسلوا (رسالة توعية إعلامية) للجماهير العربية، هل تصدقون أن أي ساتاموني من هؤلاء مثلا سوف يلاحق مصور فيديو كليب ويصادر كاميراته؟! التهديد هنا هو لفضائيات مثل الجزيرة والقنوات المستقلة المصرية (أو في الواقع التي تحاول يائسة أن تكون مستقلة) حتي لا تظن أن تغطياتها لمشاكل الناس وآلامهم وعذاباتهم مع سياسات حكوماتهم سوف تمر بدون ملاحقة! لكن لأن الزمن تجاوز هؤلاء المنتمين إلي العصور الوسطي فلن يستطيعوا تكميم الفضائيات.. وسوف يهزأ منهم العالم بل وتهزأ منهم الفضائيات حتي لو أغلقت مكاتبها، فالعالم منذ زمن بعيد تخطي (فكر أسواق البعير) هذا! ولديه الآن شبكة عنكبوتية ديجيتال أكبر من رأس أكبر وزير إعلام فيهم! وعلي أي حال ربما تداعبهم قناة الحرة ببرنامج عن الديمقراطية في بلاد العرب.. ولسوف نري موقف قبيلة ساتاموني حينئذ فنرضي! فلندعهم يلعبون في زمانهم الغابر ولنبدأ نحن مطالعة من نوع آخر!

قناة الجزيرة

من تجربتي الخاصة مع فيلم (وراء الشمس) وهو فيلم تسجيلي أو برنامج وثائقي أنتجته الجزيرة.. وكنت أنا معدته ومخرجته.. جمعت عدة نقاط يدور بشأنها جدل كبير في مصر حول قناة الجزيرة عموما، وفي هذا السياق هناك عدة ملاحظات:
(1) قناة الجزيرة كانت قرارا سياسيا وليس إعلاميا: فعادة ً في المجتمعات المتقدمة وهي المجتمعات الغربية بالأساس تكون (حرية الإعلام) هي مرآة (لحرية قائمة بالفعل في المجتمع) فيأتي الإعلام معبرا في درجة حريته عن درجة الحرية التي يتمتع بها المجتمع، لكن الجزيرة لم تكن كذلك.. فالمجتمع القطري شأنه شأن كل مجتمعات الخليج يعيش حالة حضارية طابعها قبلي عشائري محافظ إلي درجة خانقة.. لا يعرفون حرية التعبير ولا حرية فردية من أي نوع.. فالفرد في المجتمع القبلي مكبل بمنظومة معقدة من القيم المقيدة للحرية.. الحرية حتي بصورتها الفطرية، ولا يعرفون حرية سياسية بأي شكل من الأشكال اللهم إلا اللجوء إلي (مجلس الأمير)، ولا يعرفون حرية إبداعية أو ثقافية فمجتمعهم كان علي مدي السنين مجتمعا ساكنا هادئا لا تولد فيه (مثيرات) للإبداع.. لذلك ليس لديهم روائيون أو سينمائيون أو فنانون إلا فيما ندر، حتي الجرائد ـ التي كانت وما زالت تصدر في بلدهم الهادئ قبل إطلاق قناة الجزيرة ـ هي جرائد يتبدي فيه هذا النسق المجتمعي القبلي الساكن، فكيف تأتي لهكذا مجتمع أن يفاجئ العالم بقناة مثل قناة الجزيرة؟! الحق أن أمير قطر حين تولي حكمها منذ أكثر من عشر سنوات (بالمناسبة.. بانقلاب داخل القصر أو بغيره فهذا لا يهمكم ولا يهم أحدا.. فمن علي رأسه بطحة لا ينبغي أن يعاير الآخرين!).. كان العالم لا يعرف أين توجد تلك الدولة المسماة قطر.. حتي في مصر ـ أي والله العظيم ـ كان بعض الناس ـ إن عرف أصلا أنها دولة خليجية ـ يظنها إمارة ضمن إمارات دولة الإمارات المتحدة مثلها مثل دبي أو أبو ظبي، هذا الأمير عُرف فيما بعد بتقدمه فكريا علي مجتمعه نفسه.. كان لديه حلم أن يحدد للعالم مكان بلده علي الخريطة الدولية ولأنه تولي دولة عربية.. أراد فيما يبدو أن يتميز بشيء لم يعرفه باقي الأعراب! فاختار أن يباهي هو علي العرب بنوع من الإعلام لم يريدوا يوما أن يوجد بينهم! كانت الجزيرة إذن قرارا سياسيا وهو قرار سياسي ذكي وأثبت نجاحه.. فكل هذا القدر من الغيظ المكظوم وغير المكظوم الذي تظهره دول الريادة وشقيقاتها الصغيرات يدل علي أنها تعرف جيدا أن ذلك الأمير أتي بما لم يستطع الأعراب الكبار أن يأتوا به! السؤال الذي لا يزال قائما حتي الآن.. لماذا يا فطاحل الريادة الإعلامية لم تخرج من بين أيديكم قناة كقناة الجزيرة؟! البعض حتي يتحسر متسائلا.. ألم تكن مصر أولي وهي البلد العربي الأسبق نهضويا وتاريخيا بأن تكون الجزيرة إبداعها هي بدلا من صب الغضب علي (الشقيقة الصغري) التي أخرجت لسانها لكافة العُرب بقناتها.. الجزيرة؟!
(2) لماذا لا تتعرض الجزيرة لقطر في برامجها الإخبارية والوثائقية؟! لا يوجد سؤال بمثل سذاجة هذا السؤال حقيقة لثلاثة أسباب: أولا أنكم صدعتم رؤوسنا ورؤوس غيرنا بمقولة الريادة إياها وتعتبرون بلدنا بلدا عملاقا أمام قزم صغير يريد أن يسرق أضواء الشقيقة الكبري.. حسنا.. فعلي بعض المستويات هذا ادعاء له أساس ولو تاريخي.. لكن ومع ذلك عندما يصل الأمر لقناة الجزيرة تتضاءلون أمام ما تصفونه بأنه قزم وتريدون المساواة معه! وثانيا يا سادة ماذا في قطر حتي تتولي فضائية تبث أربعاً وعشرين ساعة أخبارها؟! قطر هذه بلد لا يدفع مواطنه ثمن الكهرباء والماء وتدفعه عنه الدولة!.. هذا المواطن تمنحه الدولة (دعما) لرحلاته السياحية إذا شعر بالملل من حر بلاده! هذا مواطن راض ٍ بأميره وبمكرماته ولم أسمع قطريا طوال سنوات إقامتي في هذا البلد يتمني الديمقراطية أو ما شابهها! بل صدق أو لا تصدق فإن هذا الأمير المتقدم علي مجتمعه هو من يبادر بإقامة أو بالتشجيع علي إقامة جمعيات أهلية ودستور وانتخابات وما شابه ذلك من باقي مظاهر المجتمع المدني.. ومع ذلك لا يجد كثير حماس بين أفراد شعبه لمثل هذه المقولات عن المجتمع المدني!.. (المجتمع المدني الذي يطحن النضال من أجله نخب باقي الدول العربية).. وحتي لو كانت كلها من لوازم (الديكور الديمقراطي) غير الحقيقي.. لكن مع ذلك حتي هذه المبادرات لا تجد ذاك التفاعل من شعبه الراضي الهادئ المسالم الذي لم تغز مفردات (نضال وكفاح وما يشبهها) حياته اليومية! ماذا في المجتمع القطري المترف وهذا سمته.. وبلده علي تلك الحداثة.. يمكن أن تعد عنه برامج وأخبارا؟! في مقابل ذلك فإن بلدا كمصر المغرق في القدم ومجتمعه الإنساني المعقد والمركب.. يدور فيه صراع خفي أو معلن بين طبقاته ونخبه ومهمشيه شأنه شأن الشعوب الطبيعية الأخري.. هو بلد به زخم الإنسانية وتعقيداتها.. إن برنامجا واحدا يُعد عن قطر لا بد أن يقابله ألف برنامج يعد عن مصر! ماذا تظنون في قطر بالله عليكم يمكن أن تعد عنه برامج؟! أما ثالثا فمع ذلك بثت الجزيرة برامج عن القواعد الأمريكية في قطر والانتقادات الموجهة إليها من كل النخب العربية هنا وهناك.. بل وبثت برامج وأخبارا عن بعض المشكلات الاجتماعية المرتبطة بالطبيعة الخاصة جدا لبلدان الخليج.. منها استغلال العمالة الآسيوية واستغلال الأطفال المستوردين من بلدان فقيرة في سباقات الإبل وغيرها من مشكلات.. وليس ذنب قناة الجزيرة أن البعض لم يشاهد تلك البرامج فتعامل معها وكأنها لم توجد أصلا.. بالله عليكم كيف يتأتي للبعض أن يضع مجتمعين كهذين المجتمعين علي قدم مساواة؟!
( 3 ) عن موقف الحكومة في قطر من حرية تناول الآخرين لقضاياها إعلاميا: لكل من يقول لماذا لا تبثون في الجزيرة شيئا عن العلاقات الإسرائيلية القطرية والقواعد الأمريكية في قطر نقول له إن في مصر عشرات الفضائيات.. ما عليها إلا أن تخطط لإعداد مثل هكذا برامج وتتقدم للحكومة القطرية بطلب تصريح تصوير، وحينها إذا تعنتت تلك الحكومة ـ كما تتعنت حكومتنا بل تتشنج عند تناول الجزيرة لقضايا مصرية ـ فإنه يحق له حينئذ ٍ أن يعلن حملة صحافية ضد استبداد وعدم ديمقراطية النظام القطري.. ويحق له أن يطلب دعم كل الأحرار في العالم للتصدي لعنت وتعسف القطريين مع الصحافة! فالعالم أصبح مفتوحا منذ زمن يا سادة قبيلة ساتاموني! هذا حق.. فطالما تتقدم الجزيرة بطلب تصريح تصوير في بلدان أخري رخصت لها فتح مكاتب بها.. فالحق للقنوات الأخري أن تتقدم للسلطات القطرية بطلب مماثل، لكن أصلا متي حاولتم؟! حاولوا إذن وجميعنا كصحافيين ينبغي أن نساند حرية الصحافة هنا أو هناك أو في أي مكان! لكنكم مشغولون في التهليل لنظامنا البوليسي وفي التباكي علي عدم معاملة الجزيرة لقطر ومصر بالمثل! حاجة تكسف!
(4) هامش الحرية المتاح في الجزيرة: أولا وأنا عملت في الجزيرة منذ تأسيسها ونظرا لتفردها وريادتها الإعلامية (الحقيقية) فإنها قناة يعمل بها صحافيون عرب من كل الجنسيات العربية تقريبا (بالمناسبة عدد الصحافيين القطريين في القناة أقل من أصابع اليد الواحدة.. فمجتمعهم كما قلنا سابقا لم تتراكم لديه لا خبرة صحافة ولا خبرة فنون ولا أي من هذه الأشياء!) جميع هؤلاء الصحافيين العرب من كل البلدان العربية ومن بينها مصر وجدوا فيها هامشا من الحرية وسقفا عاليا من المحظورات لم يجدها أي منهم في بلده! (هذا لا يعني أن الجزيرة قناة ثورية.. باق أمامنا من الزمن عدة قرون حتي تنشئ دولة عربية قطر أو غيرها قناة ثورية!) ، لكن الجزيرة عندما يبدأ أحد صحافييها في تحقيق صحافي ما لا تتدخل ولا تعرف أصلا ماذا يفعل حتي يعرض عليها عمله النهائي.. وليس أصعب من هذه اللحظة فهي تشترط أن تطبق شعارها (الرأي والرأي الآخر)! فإذا توفر الرأيان في العمل الصحافي تجيزه وإذا لم يكن كذلك تعيد إليه عمله وتطالبه بإعادة النظر فيه حتي (يتوازن)! وهذا يا سادة سبب المعاناة الحقيقية التي واجهتها في إعداد فيلم وراء الشمس، وكذلك الفيلم الذي يتم إعداده حاليا (المهمشون).. فأنت تجد ألف صوت في مصر يناهض التعذيب في أقسام الشرطة ويدينه.. لكن المعاناة كل المعاناة كانت في البحث لا عن مؤيد ـ فلن يعلن المؤيدون تأييدهم وهم كثر ـ وإنما حتي عن مدافع عن الحكومة! حتي المحسوبون حكوميين أكثر من الحكومة يتهربون.. بسبب صعوبة مهمة الدفاع عن هكذا حكومات! إذن فما يتوفر لنا من حرية معالجة لما نعده صحافيا في الجزيرة.. لا يتوفر لنظرائنا في قنوات بلداننا الواقعة تحت ضغط الأمن وتعسفه وعنته وغبائه أيضا! وآه لو كنا بلدا حرا حقيقة وليس متباهيا بديكور الحرية الهش! لكننا في بلد يتدخل فيه الأمن في جدول عمل برامج البث الحي في الفضائيات الحكومية والخاصة أيضا، واسألوا كيف (رفض الأمن) عمل بلال فضل في برنامج عمرو أديب ـ القاهرة اليوم ـ وكيف يضع الأمن صحافيا (مخبرا) تابعا للداخلية كشريك لزج ثقيل الظل لأحد أشهر مقدمي البرامج الحية؟ وتقولون إن لدينا حرية إعلام؟! سلامنا لحرية الإعلام الأمني في مصر!
(5) تشويه سمعة مصر في الفضائيات: طبعا كله إلا السمعة! لكن أولا: ليست الفضائيات هي من أملت علي الاتحاد الأوروبي موقفه الفزع من انتهاك حقوق الإنسان في مصر! (مش كده برضه يا سيد ساتاموني؟!) وليست الفضائيات هي من ترفع مئات الدعاوي القضائية علي ضباط الشرطة لتعذيبهم مواطنين مصريين! وليست الفضائيات هي التي تملي علي قضاة مصر أحكامهم القضائية بسجن ضباط شرطة متهمين بالتعذيب، وليست الفضائيات هي التي تملي علي ضيوفها من مثقفي مصر تحليلاتهم للأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية في بلدهم، الفضائيات ـ الجزيرة وغيرها ـ هي مجرد ناقل للخبر والتعليق، صحيح أن اختلاف فضائية عن غيرها هو في الانتقاء تبعا لأهوائها لكنها تنتقي من (الموجود أصلا) ولا تبتدعه من عدم! ثانيا: ما يدهشني من موقف كل ساتاموني في هذا البلد هو مسألة (تشويه سمعة مصر علي الفضائيات الأخري) لكنه لا يمانع أن تناقش نفس القضايا ومع نفس المحللين وحتي مع نفس الأطراف علي (فضائيات) مصرية! أليست هذه فضائية وتلك فضائية والفضاء متاح الآن للجميع؟ لا يحده داخل أو خارج؟ هذا إن سمح للفضائيات المصرية أمنيا أن تناقش نقدا صريحا مباشرا؟! ثم فلنتوقف أمام هذا السيف الصدئ المسمي (سمعة مصر)! وبحده يهدد الصحافيون إذا ما تجرأوا علي مناقشة مواقع الخلل في مجتمعنا علي الملأ، يتعاملون مع مصر وكأنها (امرأة لها سمعة) ومصر ليست كذلك.. مصر بلد يعيش فيه مجتمع مغرق في القدم.. لا بد أن تناقش قضاياه في العلن حتي يتجدد ويتنفس هواءً نظيفا.. بدلا من الهواء العطن الذي يسمموننا به بقبضتهم البوليسية، أنقل لكم تعليقا ظريفا لخفيفة الظل نوارة نجم عندما كتبت تقول: سمعتم عن سمعة نيوزلندا؟! سمعتم عن سمعة استراليا؟! اشمعني مصر اللي ليها سمعة؟!
(6) مصر برمتها تتألم إذا أهانها العالم: وجدته موقفا مثيرا للتأمل.. لماذا كان رد فعل الحكومة المصرية متشنجا إلي هذا الحد عندما صدر تقرير الاتحاد الأوروبي عن انتهاك مصر لحقوق الإنسان؟! ربما في هذه النقطة بالذات فإن حكومات مصر ـ أيا كانت درجة بشاعتها ـ تتفق مع شعبها بكل أطيافه ومع نخبته بكل ألوانها في شيء واحد نجتمع فيه جميعا علي قلب واحد ـ الفاسدون منا والصالحون ـ وهو أن مصر تتألم عندما تتعرض للإهانة من العالم، لماذا؟! ربما لأننا بلد له تلك الحساسية الخاصة مع الوجود، بلد قامت فيه محاولات للنهضة لا تيأس كلما فشلت، فتراكمت فينا جميعا تلك المشاعر بأن مصر تستحق تاريخيا علي الأقل أن تحترم، فبلدنا لم ينبثق فجأة ذات صباح قريب! لكن العالم (أيا كانت دوافعه الحقيقية بالمناسبة) لا يهيننا إلا إذا تسبب الفاسدون منا في جلب تلك الإهانة، نظامنا ظن أنه (ضحك علينا) عندما عوضنا عن (حرية التعبير) بهذا الديكور الهش من (حرية التنفيس)!.. لكنه لم يستطع أن يضحك علي العالم أو يقنع العالم أن الحرية (ممكن تمشي) مع سجن الصحافيين وضربهم (علقة سخنة) كلما تيسر! الآن عليه أن يقنع العالم قبل موعد الإهانة القادمة بأن (الحرية تمشي كذلك) مع التهديد الساتاموني بإغلاق مكاتب المؤسسات الإعلامية!
(7) لماذا التركيز الإعلامي علي العيوب بالذات في المجتمع المصري: حسنا ولماذا نركز علي الميزات؟! العيوب هي ما ينبغي علي الصحافة المهتمة بشعبها أن تناقشها وتعريها، الصحافي الحقيقي والمثقف الحقيقي ليست وظيفته التطبيل للحكومات ـ وخاصة هكذا حكومات لا طبلة تنفع معها ولا تار! ـ وظيفته أن يخرج للعلن المسكوت عنه في قضايا الناس، وظيفته أن يكون صوتا لمن لا صوت له من الغلابة في مجتمعه، فلنترك الزن بالميزات لهؤلاء (المخبرين) الصحافيين! ولنجعل الصحافة ـ سواء مكتوبة أو مرئية ـ سلاح المجتمع المصري القابع في ظلام التهميش المفروض عليه.. كي يتكئ عليه ليقفز إلي السطح معلنا صرخته.. فلعل الآذان المصنوعة من الطين والعجين تسمع أنينه!

النداهة

وأخيرا: لماذا يفضل أحدهم دخول عش الدبابير بدلا من الاستمتاع بالحياة وبتحويشة العمر؟! هل هو سعي للشهرة؟! والله ما اعرفه أن هناك طرقا للشهرة أسهل وأأمن وأكسب! يا أخي صدقني.. لا أعرف! لا أعرف لماذا هذه (النداهة) تأخذنا إلي هذا الاشتباك مع هؤلاء المغتصبين لروح بلدنا! أو قل.. أعرف شيئا واحدا عن تلك النداهة.. أنقله علي لسان الشاعر مظفر النواب مع بعض تصرف:
ناداني صوتٌ جاء كعرس ٍ مصري.. قال من ذاك.. قلت: أنا يا وطن!
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى