منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

من يسكن البيت الأبيض؟..عاطف الغمري..الأهرام

اذهب الى الأسفل

من يسكن البيت الأبيض؟..عاطف الغمري..الأهرام Empty من يسكن البيت الأبيض؟..عاطف الغمري..الأهرام

مُساهمة من طرف saied2007 الجمعة فبراير 22, 2008 12:40 am

كان لنا لقاء الأسبوع الماضي مع فرانك ويزنر الدبلوماسي المخضرم, ومساعد وزير الخارجية الأمريكية الأسبق, في حوار أداره السفير عبدالرؤوف الريدي رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية, مع عدد محدود من أعضاء المجلس, تطرق حديث ويزنر إلي انتخابات الرئاسة في الولايات المتحدة, وقال: إنني كديمقراطي من مؤيدي هيلاري كلينتون, لكن أولادي في البيت يؤيدون باراك أوباما.

هذه الجملة المختصرة مؤشر لصورة أكبر تعكس الانقسام الكبير في صفوف الأمريكيين حيال أبرز اثنين من المرشحين الديمقراطيين. وهو الانقسام الذي تحول إلي ظاهرة ميزت السباق, وهو أيضا نتيجة لما كانت سياسات جورج بوش قد تسببت فيه.

والتفوق الذي أحرزه أوباما ـ كأول اسود تقترب خطواته من البيت الأبيض, وكشخصية من خارج المؤسسة
Establishment, التي أرست ثقافيا وتقليديا, مواصفات للمرشح لا تنطبق علي أوباما ـ يضع أمامنا اكثر من سؤال يبحث عن إجابة: هل يستطيع اوباما رغم هذا النجاح, أن يصل فعلا إلي البيت الأبيض؟ أم ان هناك حسابات اكبر من النجاح ذاته, تتدخل في اللحظة الأخيرة لسد الطريق أمامه؟

وهل كانت الأصوات الكاسحة التي اتجهت إلي تأييده, تمثل اختيارا قاطعا؟ أم أنها تظل اصواتا احتجاجية؟

وهل يمكن ان تتغير الاحتمالات المطروحة, ويكون الفوز من نصيب المرشح الجمهوري؟

والانقسام الذي أحدثته المنافسة الحامية بين هيلاري وأوباما, في صفوف الديمقراطيين ليس سببه خلافات سياسية, حتي قيل إنك لن تجد بين كل مائة أمريكي, واحدا يمكن ان يجد فرقا واحدا بينهما حول الحرب في العراق, والرعاية الصحية, والضرائب, والانفاق العام, والاجهاض, أو أي شيء آخر. وأن الخلافات تقع بدرجة كبيرة حول الهوية.. أي هوية امريكا التي شوهتها سياسات المحافظون الجدد..

والانقسام الكبير امتد من الحزب, إلي الأسر السياسية, ذات التقاليد التي كانت تتحرك بها معا في نفس الاتجاه, ولم يحدث لها أن عرفت التشتت في اصواتها, وهو ما رأيناه من انضمام الكتلة الأكبر من عائلة كيندي العريقة إلي تأييد أوباما, يتقدمها عميدها السيناتور ادوارد كيندي, وأرملة شقيقه روبرت كيندي, وان تمسك عدد من أفراد العائلة بتأييد هيلاري.

وامتد الانقسام تجاه المرشحين الديمقراطيين إلي داخل صفوف بعض الجمهوريين عندما اعلنت سوزان أيزنهاور حفيدة الرئيس الأمريكي الأسبق ـ وهي جمهورية ـ تأييدها لأوباما. ووصفته بأنه يمثل مركز جذب لقطاع من الناخبين الجمهوريين. وقالت إنها ستكون ضمن منظمة الجمهوريين من أجل أوباما.

وليس معني ذلك ان باب البيت الأبيض قد سد في وجه المرشح الجمهوري جون ماكين, الذي أنهي السباق لصالحه بعد اتساع الفارق بدرجة كبيرة بينه وبين منافسيه ميت رووني ومايك هاكابي.

الواضح بشكل عام ان الخريطة الانتخابية في امريكا قد غيرها الصراع بين هيلاري وأوباما, وفي اطارها, تكمن الاجابة علي التساؤلات التي طرحت في بداية هذا الحديث وهي علي النحو التالي:

1 ـ المزاج النفسي للأمريكيين تسيطر عليه حالة من الغضب بسبب نتائج سياسات بوش. والغضب بطبعه, يفرز موقفا احتجاجيا ضد الوضع القائم, وكان من نتيجته دفع الأمريكيين إلي تجاوز الخطوط الثابتة التي تحدد مقاييس اختياراتهم, والتوجه بأنظارهم نحو أوباما, القادم من خارج أسوار الميدان التقليدي للمرشحين.

2 ـ تحمل الانتخابات الأمريكية عادة مفاجآت اللحظة الأخيرة, فقد حضرت في أكثر من ولاية المعركة الانتخابية عام1988, بين جورج بوش الأب كمرشح جمهوري, ومايكل دوكاكيس عن الديمقراطيين, الذي بدأ السباق بتفوقه علي بوش بنسبة17%, وما إن مرت أربعة أشهر حتي تراجع دوكاكيس, وكان بوش هو الفائز بالبيت الأبيض.

3 ـ مازال أوباما يمثل شخصية قادمة من خارج المؤسسةEstablishment, وهي تعبير عن كيان معنوي للقوي التي تعتبر نفسها حارسة قيم أمريكا ومبادئها وأسباب وجودها وقوتها..

4 ـ زمام السباق في نهايته مازال ممسوكا, بأيدي كتلة من النخبة السياسية.

فاختيار المرشح للرئاسة يتم بناء علي أصوات المندوبين الذين تمثل كل مجموعة منهم ولاية من الولايات الخمسين. لكن يوجد مندوبون يختارون بمواصفات خاصة, لكونهم من كبار الساسة في قيادة الحزب, يعرفون باسم
Superdelegates أي مندوبون فوق العادة, وعددهم796 مندوبا, وهؤلاء لا يحددون موقفهم علي أساس الاعتبارات التي تحكم موقف الناخب العادي, لكن ما يحدد موقفهم هو ما يعرف بمصلحة الحزب. ومصلحة الحزب قد تنقلب إلي صالح أوباما لو أنهم وجدوا أن الغالبية العظمي للناخبين لاتريد سواه.

ويبقي الانقسام الكبير, عاملا يعزز من فرص المرشح الجمهوري, وإن كانت هذه الفرص توازنها من ناحية أخري رغبة الأمريكيين عادة في التغيير, وعدم تقبل بقاء حزب واحد في الحكم لأكثر من فترتي رئاسة.

وفي النهاية, وبالرغم من التغير الذي لحق بالخريطة الانتخابية, وبالرغم من ردود الفعل الذي اتخذت شكل الغضب, والمواقف الاحتجاجية, فإن ما نحن بصدده انتخابات بالغة التعقيد, لا ينتخب فيها الرئيس مباشرة من شعبه, لكن هناك أيدي عديدة, تمسك بزمام هذه الانتخابات, ولها دور مؤثر في اختيار المرشح في آخر المطاف.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى