لا تستصغروا شأن المقاطعة

الغى اتحاد الكرة مباراتين مع منتخب الشباب الدنماركي احتجاجا على اعادة 17 صحيفة اعادة الرسوم المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
المذيع معتز الدمرداش رأى أن القرار لن يكون مؤثرا لأن هؤلاء اللاعبين لا علاقة لهم بالصحف، وعبر عن شئ من الدهشة والاستغراب في اتصال مع مجدي عبدالغني.
حتى لو لم يكن القرار مؤثرا فمن العيب أن نلعب مع منتخب دولة تهين الرسول في صحافتها الكبرى وتغض الطرف عن ذلك بدعوى أنها لا تستطيع أن تتدخل في حرية الرأي والتعبير!
الكلام مجاف للحقيقة تماما، فقوانين الدول الأوروبية تمنع وتعاقب التعدي على الأديان والعقائد والتعرض للأقليات العرقية والدينية.
ما فعلته الصحافة الدنماركية يناقض القوانين في بلادها، ولو كانت حكومتها معنية بهذا الأمر وترعى خاطر المسلمين وبعيدة عن العنصرية لتحركت تحت سيادة القانون وأوقفت تلك الجريمة.
القانونيون سيردون على ذلك بأنه لابد من رفع قضية أمام المحاكم هناك، وما سيصدره القضاء ستنفذه الحكومة لأنها لا تستطيع اتخاذ اجراءات من تلقاء نفسها.
هنا نسأل عن دور أعلى مؤسسة في العالم الاسلامي وهي قمة الرؤساء والملوك. متى تنعقد هذه القمة وتحرك ساكنا إذا لم تتحرك ضد تلك الوقاحات التي تستهدف الرسول عليه الصلاة والسلام.
لقد انعقدت في أوقات سابقة لأسباب لا تساوي مثقال ذرة بالمقارنة مع هذا الحدث المفجع والمزري الذي تنفذه العنصرية الأوروبية مع الترصد والنية المسبقة ضد الأقلية المسلمة وعقيدتها السمحاء.
سيطالبنا البعض بشرح الاسلام لشعوب هذه الدول لأنهم لا يعرفونه وأن المقاطعة واتخاذ القرارات الجماعية التي تعاقب الدولة لن تفعل شيئا لأنها ليست مسئولة عن الصحافة التي تصدر فيها!
ماذا لو فعلت صحافتنا مثل ذلك تجاه أشياء يحظرونها، وهي أبسط بكثير ولا تنال من أديان أو مقدسات؟!
لقد تناول أحد الكتاب عندنا ذات مرة واحدا منها بالتحليل، فتحركت فورا منظمات في أمريكا، ولم يمض يومان حتى تم عزل رئيس تحرير الصحيفة المصرية التي نشرت هذا الرأي من منصبه.
نحن بالطبع لا نؤيد هذا الكاتب في تحليله وما ذهب إليه ونراه خطأ ومخالفا للحقيقة.. لكن لماذا لا يعاملوننا بالمثل ولا يقيمون لنا وزنا أو حسابا.. ينتهكون مقدساتنا ويجاهرون بسبها كأننا عالة على البشر وضيوف غير مرغوب فيهم على الأرض؟!
أمريكا تقود تكتلات دولية للحصار والعقاب الجماعي ضد الشعوب بسبب حكامها ونحن كدول اسلامية أعضاء دائمين في هذه التكتلات التي تعتمد على مبدأ المقاطعة، فلماذا نستكثر على أنفسنا اتخاذ قرار بمقاطعة شعب وحكومة دولة لأن صحافتهم تهين رسول الله!
أمس تحركت شركة أجبان فرنسية لأن كاتبا ذكر اسم أحد منتجاتها ضمن الجبن الدنماركي في مقاله بجريدة "الشرق الأوسط". أقامت الدنيا خوفا ورعبا من المقاطعة ولم تسترح حتى تم حذف المقال من الموقع الالكتروني، وستصدر هذه الصحيفة العربية واسعة الانتشار اليوم متضمنة اعتذارا وتصحيحا للمعلومة.
إذن المقاطعة شأن عظيم يخيف ويرعب.. لكننا نطالب هذه المرة بأن تكون صادرة من أعلى مؤسسات القرار في العالم الاسلامي وهي القمة.
كما قاطعنا اسرائيل ردحا طويلا من الزمن، وكما قاطع العالم الحكومة العنصرية في جنوب أفريقيا قبل انتصار نيلسون مانديلا، نستطيع اليوم مقاطعة الدنمارك مقاطعة شاملة لتجني حكومتها نتائج مفاهيمها البالية عن حرية الصحافة وحرية التعبير.
رسام الكاريكاتير الدنماركي "كورت ويستيرغارد" صاحب الرسوم المسيئة للرسول، والتي أخرجتها صحيفة دنماركية عام 2005 يعيش حاليا منبوذا مطرودا من الفنادق في بلاده خوفا من تأثير ذلك على اقبال الزبائن عليها.
بالاضافة إلى المراقبة الأمنية المشددة التي تحيط به حرصاً على حياته واقامته في أماكن غير دائمة العنوان، ومعاناته النفسية الشديدة بسبب ذلك، أصبح من الصعوبة إيجاد فندق يستقبله نزيلاً بعد إعلان فنادق الدنمارك رفضها استقباله.
وقالت صحيفة "بارلينجسكه تيدنا" في الصفحة الأولى تحت عنوان "طرد راسم (الرسول) محمد" صلى الله عليه وسلم أنه لن يتمكن من النزول في أي من فنادق العاصمة كوبنهاجن، وأمهله فندق راق يقيم فيه حتى اليوم (الخميس) ليخلي غرفته.
هذه الأزمة النفسية يجب أن نصدرها للشعب والحكومة الدنماركية بسلاح المقاطعة لهم ولمنتجاتهم ولعالمهم ليوقفوا هذه "السفالة" من صحافتهم الحقيرة.

** ماذا لو أصيب عصام الحضري – لا قدر الله – أثناء بطولة أمم افريقيا وحل محله البديل محمد عبدالمنصف؟!
شخصيا أرى أن منتخب مصر كان سيخسر البطولة بجدارة، وكان مرماه سيصبح حصالة أهداف لدروجبا ورفاقه. لقد شاهدت مباراتنا مع كوت ديفوار عدة مرات ورأيت كيف انقذ الحضري أهدافا، نستغرب كيف صدها، ولم يكن سيسأله أحد عنها لو دخلت.
بعد المباراة لخص دروجبا ما حصل بقوله "فاز المنتخب المصري لأن في مرماه حارسا رائعا".
عبدالمنصف يسئل أمس عن خسارة الزمالك، فالكرة التي سجل منها عبد ربه احتضنته وقبلت جبينه ثم دخلت.. كيف حدث ذلك لا أدري!
لكي يفوز فريق يحتاج إلى مهارات خاصة، وهذه توفرت في عبد ربه كما توفرت في عدد من نجوم الزمالك. وإلى حارس مرمى جيد يحرس عرينه، ومدرب له بصماته وهذا افتقده الفريق المهزوم.. لا أدرى متى تظهر بصمات كرول يا سيد ممدوح عباس؟!
** نسيت أن أقول وأنا اتكلم عن النجم حسني عبد ربه أنه عرض على مجلس ادارة الاسماعيلي دفع مستحقات زملائه في الفريق من جيبه، وأن ذلك قوبل بالرفض.. نجم رائع فعلا ومن قماشة مختلفة على رأي المبدع ميمي الشربيني.
** للاخوة الذين احتجوا أمس بعرض تقدم به نادي الشباب ونادي الهلال السعوديان لاستضافة بطولة كأس العالم للأندية أرد عليهم بأن ما قلته أمس عن الاتحاد المصري لكرة القدم ينطبق على شقيقه الاتحاد السعودي. كلاهما وصلته دعوة الفيفا في فبراير من العام الماضي وكلاهما جلس تحت "الشجرة يا وهيبة"!!
فراج إسماعيل