منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قتلى طابور العيش ـ د. أحمد دراج

اذهب الى الأسفل

قتلى طابور العيش ـ د. أحمد دراج Empty قتلى طابور العيش ـ د. أحمد دراج

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس فبراير 21, 2008 1:41 am

سقط - منذ بضعة أيام - ضحية جديدة لطوابير الخبز في مدينة الأقصر ومع كل ضحية يسقط قناع الزيف الإعلامي المغلف بعبارة كبار المسئولين بأن رعاية محدوي الدخل خط أحمر !!! عجبي، فهذا القتيل يعد الضحية الخامسة عشرة وليس الأخيرة على حلبة الصراع التي نصبها النظام وحزبه الوطني جدا!!! بطول الوطن وعرضه لتدريب المواطن على الطريقة الجديدة للحصول على رغيف الخبز ألا وهي الاقتتال أو الانتحار أو الموت جوعا.
ففي السيمفونية الأولى للمنافقين في مصر صار النحر أو الانتحار طريقة مبتكرة للجنة السياسات توضح عمليا كيفية اقتناص بضعة أرغفة تسد رمق الصغار والكبار بعد أن عز الحصول على الفول والعدس والأرز والزيت، وبعد أن تمكن الذل من الإنسان المصري في سعيه الدءوب عن كسرة خبز صالحة للاستهلاك الآدمي، ... وفي غمرة البحث عن لقمة العيش بلا توقف تتوارى وتحتجب حوادث القتل أو الانتحار بسبب استحالة الحصول على ما يسكت جوع الأطفال، ويتجاهل المواطن المصري المطحون كل القضايا الأخري المتعلقة برغيف الخبز لأنه أصبح يكابد الأمرين للحصول عليه إن وجد، فهو إما مسمم بالبكتريا أو الطفيليات أو مغموس بالرصاص والأتربة والتلوث بفعل فاعلين وليس بفعل فاعل واحد فقط، وعلى رأس هؤلاء الفاعلين يقف النظام بوزرائه ونوابه ومؤسساته ومن خلفهم مافيا الجشع.. فأرغفة الخبز التي يعايرون الشعب بدعمها بمليارات الدولارات من ميزانية الدولة هي من مال الشعب وليس من مال النظام وهم أول من تسبب في حدوث أزمة الخبز والجوع في مصر ..فمصر البلد الزراعي منذ آلاف السنين صارت تتسول القمح من أمريكا وأوكرانيا وسوريا وغيرها، وهل يعقل أن تكتفي من القمح دولة صحراوية كبرى ليس بها قطرة ماء عذب مثل المملكة العربية السعودية بينما يتضور المصري جوعا بسبب سياسة النظام الزراعية الرعناء الفاشلة ؟!!
إن أول المدانين في قضية رغيف الخبز هو كل مسئول أو وزير فضل زراعة الكانتالوب الإسرائيلي وغيره من محاصيل التصدير على حساب زراعة القمح وهو السلعة استراتيجية الأولى التي لا يمكن الاستغناء عنها لأي أمة مستقلة لأنها تساوي حرية القرار السياسي والاقتصادي حسب المقولة الشهيرة " من لا يملك قوت يومه لا يملك قراره " إن أول المدانين في حق الشعب من سهل البناء على الأراضي الزراعية كرشاوى انتخابية للحصول على مقعد في البرلمان.
وبرغم توالي الأخبار يوما بعد يوم عن قتلى جدد في طوابير انتظار الخبز غير الآدمي ما زال الدم البارد يجرى في عروق المسئولين بالنظام المصري الحاكم " أليست هذه حاجة تنقط "!!!، لا مسئولية ولا إحساس ولا إنسانية ولا دم أحمر يدفعهم للانتحار بسبب فشلهم الدائم في إدارة شئون البلاد، وحتى الاستقالة لم تخطر على بال أحدهم !!!، هؤلاء المتخمون من خيرات الشعب والممتصون لدمائه والمجرفون لأمواله بلا خجل ولا وجل.. قاتلهم الله أني يؤفكون !!! ألا يخافون من الله !!!
الأمر الأكثر إحباطا وغرابة أن الضحايا المتوقعين على قائمة الانتظار والواقفين على حافة مقصلة الخبز لم يدركوا أو لم يتوصلوا بعد إلى حياتهم في اتحادهم، وأن الجناة الفعليين يربضون خلف الستار، فالجناة الأساسيون بمنأى عن المساءلة حتى اليوم، فالجشعون والمحتكرون المسئولون عن تجويع الشعب سواء بإلغاء الدعم أو برفع الأسعار مازالوا يملأون كروشهم بالمال الحرام بكل اطمئنان، ويبدو أن غالبية البسطاء فقدوا حاستي التوازن ومعرفة الاتجاه الصحيح للحصول على حقوقهم فتوجهوا نحو الهدف الخاطيء توجهوا إلى أشقائهم في الهم اليومي فتصارعوا وتقاتلوا كما تتصارع الفئران على كسرة خبز في كيس مغلق فيهشم بعضهم رأس بعض بينما صائد الفئران خارج هذا الكيس يسرح ويمرح تسليا بغبائهم.
إن هذا البلد الطيب لن تعود إليه الطمأنينة ولن ينعم فيه أي مواطن شريف برغيف خبز آدمي في ظل نظام استبدادي وحزب حاكم يصر على تجويع الشعب وإفقاره وإهانته كل صباح لأنه يتعامل مع المواطن كفريسة وليس كإنسان صاحب الحق الأول فيه هو المواطن.
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى