منتديات السعادة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عندما تسرق الكرة مشاعر الفرح بالنصر ـ ممدوح إسماعيل

اذهب الى الأسفل

عندما تسرق الكرة مشاعر الفرح بالنصر ـ ممدوح إسماعيل Empty عندما تسرق الكرة مشاعر الفرح بالنصر ـ ممدوح إسماعيل

مُساهمة من طرف saied2007 الخميس فبراير 21, 2008 1:40 am

كرة القدم لعبة رياضية تتبارى أجهزة الاعلام فى العالم كله فى الاهتمام بها وتفرد لها مساحات كبيرة وهى لعبة رياضية لمن يلعبها وترفيهية أومسلية لمن يشاهدها ولكن الاعلام الغربى ومن ورائه المقلدة فى العالم العربى والاسلامى نجحوا أن يجعلوا كرة القدم مادة أساسية فى حياة الشعوب - ويفهم اهتمام الشعوب الغربية وتشجيعها الجنونى والمتعصب للكرة أنهم يعيشون فى عالم مادى ويعانون من الخواء الروحى والعقدى أما المسلمون أصحاب العقيدة والقرآن فهم يملكون كل خير للروح والبدن والحياة فى كتاب الله الكريم لكن لما بعدوا عن القرآن الكريم وفرغت أرواحهم من قوة الايمان واستغرقتهم المادية تبعوا الغرب فأصبحت الكرة مادة أساسية فى حياة الكثير منهم بدلا من أن تكون ترفيهية أومسّلية فقد خرجت من المباح الى الواجب أو الى الفرض فى اهتمام الكثيرين من المسلمين كما يفعل ويعيش الغرب وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما جاءفى الحديث لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ورائهم قالوا اليهود والنصارى يارسول الله قال نعم -وتشير التحليلات والقراءات التاريخية أن اليهود هم من وراء انتشار الهوس والتعصب فى لعبة كرة القدم
وكان ملفتا ومشاهدا انتشار الهوس بكرة القدم فى بلاد المسلمين فى العقود الماضية التى ظهر فيها ضعف المسلمين بوضوح وتمكن أعداء الاسلام من التحكم فى حياة المسلمين عبر تغيير وتبديل شرع الله بقوانين أجنبية غربية وتغيير وتبديل أنماط الحياة الفكرية والثقافية والعادات والتقاليد العربية والاسلامية بأخرى غربية ومن الملفت أن شباب المسلمين يحفظون أسماء اللاعبين الأجانب ولايحفظون اسماء صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
و قد أنفق المسلمون أموالا طائلة على كرة القدم بدلا من انفاقها فى سبيل الله وفى الانفاق على العلماء والبحث العلمى وبينما تعانى بلاد اسلامية من مشاكل اقتصادية خانقة جعلت الفقر عنوانا لحياة الكثيريين من الشعب كان البذخ والاسراف فى كرة القدم ولم يستثن هوس الكرة دولة عربية او اسلامية
والعجيب أن أى فوز فى أى مباراة للعرب المسلمين لايحقق لهم قوة مطلقا أومجدا بين الأمم لذلك كان ملفتا مقولة اليهودى الصهيونى موشى ديان عندما سخر من الشعب المصرى فى هزيمة 76 وقال انهم شعب يتغدى كورة نعم فبينما كان العدو الصهيونى اليهودى يدعم قوته العسكرية الغاشمة فى احتلال فلسطين كانت مصر تدعم كرة القدم
ولذلك يبقى ملفتا ان أكبر عدوين احتلا بلاد المسلمين اليهود والأمريكان لاينتشر هوس كرة القدم عندهما فهما اهتما ببناء قوتهم العسكرية والاقتصادية وتفوقا على العرب الذين اهتموا ببناء فرق كرة القدم؟
وفى شهر فبراير 2008 اقيمت بطولة للكرة الافريقية فى دولة غانا ومضى المنتخب المصرى يهزم الفرق التى أمامه فشغل الاعلام المصرى الشعب المصرى بانتصارات الكرة عبر كل وسائل الاعلام وانشغل الشعب تحت الضغط الاعلامى وواقع الحياة الصعب فذهب يبحث عن متعة اى نصر عبر شاشات التلفاز وكان ملفتا الشحن الاعلامى الذى تواكب مع حصار غزة وعبور الفلسطنيين لمعبر رفح ثم اغلاق المعبر فقد كان مقصودا جذب مشاعر المصريين والعرب عن اخوانهم فى غزة المحاصرين برا وبحرا وجوا وعقب فوز الفريق المصرى بكأس مسابقة الكرة خرجت الجماهير التى تم شحنها ودفعها الى الخروج الى الشوارع فى موجة انفعال هستيرية فرحة بالنصر وتفاعلت معها الشعوب العربية تهنىْ بالانتصار فى الوقت الذى فشل فيه العرب جميعا فى أكثر من 22 دولة عربية محيطة بالعدو الصهيونى أن يخترقوا حصاره حول غزة لاطعام اخوانهم وانقاذ المرضى فضلا عن نصرتهم بقيامهم بالفرض الشرعى بجهاد المحتل وطرده
البعض يقول أن الشعوب تبحث عن أى نصر فى ظل الاحباط المتوالى نتيجة الفقر والقهر و ضعف وانهزام الانظمة فى العالم الاسلامى أمام طغيان الغرب واليهود
الحقيقة أن هذا التحليل مع قربه للواقعية الا انه يبرز بوضوح الكبت الذى يعيشه الناس و أن الاستبداد جعل التنفيس عن المشاعر فى الكرة فقط لكن مايجب أبدا ان تسرق الكرة مشاعر الفرح بالنصر من المسلمين بهذه الطريقة ثم بعد هذا الفوز هل أكل الجائع واطمئن الخائف وانتصرنا على عدونا أبدا -
والمسلم فرحه الحقيقى برضا الله و بالنصر على أعداء الله هذا هو المقام العالى للفرح و يفرح بتفوق المسلمين فى الانجازات التكنولوجية والتقنية والصناعية والعلمية فكل تفوق للمسلمين فى كافة المجالات هو تفوق ونصر للمنهج الاسلامى الذى ربى وهدى وعلم ووفق هؤلاء المجتهدين والمسلم يفرح فى قمع المبتدعة ونصر السنة وهداية الضالين ونشر دعوة الاسلام بالنموذج الاسلامى الحكيم كل هذه انتصارات تحقق تفوق للمسلمين فى موازين القوى أمام أعدائهم والمسلمون مشاعرهم دائما طوال التاريخ بالفرح بالنصر لم تكن أبدا فى اللهو أو المباح وعندما انشغل وفرح المسلمون باللهو ضاعت منهم الأندلس وسلب منهم المجد

ربما يقول معترض أن الفائزين فى الكرة مسلمين يسجدون لله عند النصر ومنهم من أعلن تضامنه مع غزة نعم هذا خير لاينكر وفضل نتمنى المزيد وانا أول الفرحين بهم وأنا لاانتقد اللاعبين ولكن الفهم الاسلامى أعمق من ذلك للآتى
1- أن من أعلى أهداف العقيدة الاسلامية هى ترسيخ الولاء بين المؤمنين والبراء من الكافرين ومنظومة كرة القدم تهدف الى سلب تلك القيمة العالية من اللاعبين مثال ما حدث من اللاعب المصرى<محمد أبوتريكة جزاه الله خيرا > عندما رفع شعار تضامنه مع غزة وهو شعار اعلان بولائه للمسلمين سارع المسئولون عن الكرة بتهديده ومنع أى فعل مشابه له تحت زعم انه لاسياسة فى الرياضة
2-الاسلام جعل فرح المسلم الأول بطاعة ربه وان كان لم يمنع فرحه بأى فوز مباح فى الدنيا ولكن هل يعقل ذلك الفرح الطاغى وبلاد المسلمين محتلة فى العراق وأفغانستان والشيشان والصومال وكشمير وفلسطين التى بها ثالث الحرمين المسجد الاقصى أسير بين يدى اليهود وكل يوم تراق دماء المسلمين الطاهرة من أجل دفاعهم عن بلادهم وهى دماء عزيزة عند الله
3- ولايخفى الحرب على الاسلام فى كل مكان وهى حرب متنوعة توجب الغضب لله والحزن على ما حدث فى بلاد المسلمين من اسقاط للخلافة الاسلامية وتبديل شرع الله بقوانين البشر الوضعية ونشر المنكرات فى كل بلاد المسلمين ولايفوتنا هنا أن نذكر القائد الناصر صلاح الدين حين سأل لم لا تبتسم قال كيف أبتسم والأقصى أسير
- 4على مدى تاريخ الاسلام لم يخرج المسلمون من بيوتهم رجالا ونساء وأطفالا وشيوخا الا دفاعا عن بلادهم ودينهم حيث أجاز الشرع فى جهاد الدفع خروج الولد بدون اذن والديه والمرأة بدون اذن زوجها هكذا صنع تاريخ العز والمجد للمسلمين ؟أما أن يخرجوا من بيوتهم فرحين فى هوس بالكرة الآن وبلاد المسلمين مستباحة لأعداء الله ومقدساتهم فهو دليل على الهوان والغفلة الشديدة وهو مخطط مدروس نفذه أعداء الاسلام بدقة فى بلاد المسلمين حيث بدلوا الولاء والبراء من الاسلام وأعدائه الى فرق الكرة ومن الفرح بالنصر على الأعداء والفرح بانتشار الاسلام الى الفرح بالنصر فى مبارة كرة -
وأخيرا الفرح شعور انسانى جميل نعم نفرح بالفوز فى الكرة وفى كل رياضة طالما فيما لايغضب الله وانا فرحت بالفوز ولكن لاأقبل أبدا سرقة هذا الشعور الطاغى من الفرح بعقولنا وماتبدعه من خير للأمة وسواعدنا وما تحققه من مجد الى أقدامنا هو نزول مهين بالمسلمين وسرقة علنية لمشاعر خير أمة أخرجت للناس

ممدوح اسماعيل محام وكاتب
saied2007
saied2007
المدير العام
المدير العام

عدد الرسائل : 4579
تاريخ التسجيل : 11/10/2007

https://saied2007.ahlamontada.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى